مؤشرات الحرب والسلام على الساحتين الإسرائيلية والإيرانية

11-06-2008

مؤشرات الحرب والسلام على الساحتين الإسرائيلية والإيرانية

الجمل: قيل الكثير والكثير عن الضربة الإسرائيلية – الأمريكية ضد إيران، وكلما توقعت التحليلات وقوع الضربة ورسمت السيناريوهات المحتملة جاءت التوقعات الجديدة لا لتلغي الاحتمالات وإنما لجهة الإفادة بأن المستجدات ومعطيات الوقائع الجارية قد أجلت تنفيذ المخطط إلى وقت لاحق.
* الوقائع الجارية على الجانب الإسرائيلي: أبرز المعلومات الأخيرة:
نشر موقع روسيا فويس (صوت روسيا) تقريراً إخبارياً يقول بأن إسرائيل أنشأت قيادة جوية منفصلة من أجل تنفيذ الهجمات ضد إيران وذلك بحسب ما أشارت إليه بعض المصادر العسكرية ويهدف قوام القيادة الجديدة إلى تحسين وترقية التفاعل بين وحدات الصواريخ البالستية ووحدات الدفاع الجوي المضادة للطائرات.
وأشار تقرير بريس تي في إلى أن إنشاء القيادة الجديدة جاء على خلفية التصاعد الجارية حالياً للتوترات بين طهران وتل أبيب، وأشار التقرير إلى التسريبات حول القيادة الإسرائيلية الجديدة جاءت متزامنة مع تصريحات بعض القادة الإسرائيليين التي شددت وأكدت على احتمال استخدام إسرائيل للضربات الصاروخية ضد إيران، هذا وأشارت التقارير إلى أن وزير الخارجية الروسي قد حذر من مغبة استخدام القوة في حل أزمة البرنامج النووي الإيراني وإلى احتمالات أن يؤدي ذلك إلى وقوع الكارثة.
تسريب إسرائيلي آخر نشره موقع دبكة الإستخباري الإسرائيلي جاء فيه أن إسرائيل قد أجرت تجربة الاختبار لصاروخ تامير الاعتراضي، والذي يهدف إلى اعتراض قذائف المدفعية والصواريخ القصيرة المدى. هذا، وهدفت تجربة صاروخ تامير الاعتراضي إلى معرفة مدى استجابته الزمنية في اعتراض صواريخ القسام الفلسطينية وإمكانية تقصير الاستجابة الزمنية لتكون ضمن أقصر مدى.
وعلى خلفية الموقف الإسرائيلي إزاء إيران نقل موقع دبكة الإسرائيلي تقريراً حمل عنوان «تحليل: العسكريون الإسرائيليون يرحبون بالخط الأحمر الذي حدده موفاز لإيران» وأشار إلى النقاط الآتية:
• صرح الجنرال شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً بأن التصريحات الإسرائيلية ضد إيران على ما يبدو أصبحت أمراً لا يمكن تجنبه بسبب تقدم إيران في عملية تخصيب اليورانيوم وعدم فعالية البدائل والخيارات المستخدمة حالياً في الضغط على إيران لإثنائها عن تطوير القدرات النووية.
• تقول بعض التفسيرات بأن موفاز يهدف من خلال تصريحه إلى الظهور بمظهر الرجل القوي لأنه يسعى إلى تولي قيادة حزب كاديما في حالة إسقاط الفضيحة لإيهود أولمرت.
* الوقائع الجارية على الجانب الإيراني: أبرز المعلومات الأخيرة:
نسبت التقارير الإسرائيلية إلى مصادر خليجية تسريباً يقول بأن إيران بالمقابل وفي مواجهة التهديدات الإسرائيلية – الأمريكية كلفت الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بتولي مهمة القيام بأمر القصاص وتوجيه الضربات الانتقامية ضد إسرائيل وأمريكا في حالة تعرض إيران للعدوان.
وأضافت التسريبات إلى أن إيران قد رصدت قدراً كبيراً من الموارد العسكرية والمالية ووضعتها تحت تصرف الفيالق والألوية والوحدات العسكرية التي ستتولى أمر القيام بتوجيه الضربات الانتقامية، وتحدثت التسريبات عن أن الجنرال سليماني يتميز بالكفاءة العالية في إدارة العمليات العسكرية إضافةً إلى أن أسلوبه يعتمد على مذهبية عسكرية تقوم على جانبين:
• الجانب الأول: السرية المطلقة.
• الجانب الثاني: استخدام عنصر المفاجأة والمباغتة.
* أبرز التكهنات المطروحة حالياً حول الأزمة: طبيعة السيناريو النهائي:
كل أزمة تتضمن نوعين من القوى الأول يتمثل في قوى صنع الأزمة والثاني يتمثل في القوى المستهدفة من الأزمة، وفي حالة أزمة البرنامج النووي الإيراني فإن قوى صنع الأزمة هي إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية أما القوى المستهدفة من الأزمة في إيران إضافةً إلى أن إدراك قوى صنع الأزمة يمتد إلى أبعد من ذلك، لجهة الربط بين إيران، سوريا، حزب الله، حركة حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والفصائل الشيعية العراقية المسلحة وعلى وجه الخصوص جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.
برغم تشدد الخطاب الإسرائيلي إزاء ضرورة تنفيذ سيناريو الضربة العسكرية لإيران، وأيضاَ تشدد لهجة التهديدات من قبل الإدارة الأمريكية فإن تنفيذ سيناريو الضربة يعتمد على:
• مدى التنسيق الأمريكي – الإسرائيلي إزاء الوقاية من الضربات الانتقامية الإيرانية.
• مدى قدرة الإدارة الأمريكية على تجميع أطراف عملية صنع القرار النهائي لتنفيذ سيناريو الضربة.
النفاذ إلى عمق وما وراء الخطاب السياسي الأمريكي – الإسرائيلي يكشف عن جملة من الحقائق:
• إن تنفيذ سيناريو الضربة يعود إلى شكل القرار النهائي الأمريكي لأن إسرائيل وحدها لن تستطيع لا تنفيذ الضربة بالشكل المطلوب ولا تحمل الضربات الانتقامية الإيرانية.
• هناك جملة عوامل سياسية أمريكية داخلية تحول دون لجوء الولايات المتحدة إلى خيار ضرب إيران من أبرزها:
* معارضة البنتاغون (وزارة الدفاع) لتنفيذ الضربة.
* معارضة الديمقراطيين المسيطرين على الكونغرس.
* معارضة الرأي العام الأمريكي.
وبرغم كل ذلك فإن هناك تحليلات أخرى ترى شك السيناريو من زاوية مختلفة وتعتمد هذه التحليلات على منظور أن إدارة بوش لا تهتم بالواقع لأنها بالأساس لا تعتمد الواقعية السياسية كمذهبية، وهي بدلاً عن ذلك تعتمد المثالية السياسية كعقيدة ومذهب، وتأسيساً على ذلك، تعتمد سياسة إدارة بوش على فرض النماذج المعدة سلفاً وإن كان الواقع لا يقبل ذلك، فإن إدارة بوش تغض النظر عن كل شيء وتركز حصراً على تعديل المعطيات وتحسين الفرص التي تتيح لها فرض ما تريد وتثبيته على غرار نموذج الأمر الواقع وهو ما سبق أن فعلته في العراق وأفغانستان وتفعله إسرائيل إزائ الفلسطينيين والأطراف العربية الأخرى.
آخر المعلومات في هذا الصدد يركز على مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية ويحاول استخدام معطياتها كمؤشر لاحتمالات ضرب إيران:
• يفترض الاحتمال الأول بأن إدارة بوش ستقوم بضرب إيران خلال شهر آب القادم من أجل إعطاء زخم أكبر لحملة الحزب الجمهوري الانتخابية بما يعزز موقع المرشح الجمهوري جون ماكين بواسطة جماعة المحافظين الجدد واللوبي الإسرائيلي والإسرائيليين وقد تحدث عن هذا الاحتمال باستفاضة المحلل السياسي محمد كوهين في مقال تحليلي طويل نشرته صحيفة آسيا تايمز.
• يفترض الاحتمال الثاني بأن بوش سوف لن يلجأ إلى ضرب إيران إذا كان موقف مرشح الحزب الجمهوري قوياً وعلى الأغلب في هذه الحالة أن يترك بوش لإدارة ماكين –في حالة ضمان صعودها- أمر إكمال السيناريو. ولكن في حالة إظهار استطلاعات الرأي العام الأمريكية إلى تقدم المرشح الديمقراطي أوباما فإن بوش سيلجأ إلى تنفيذ سيناريو ضرب إيران على أمل أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الملف النووي الإيراني وحسم موضوع الهيمنة الأمريكية على المنطقة إضافةً إلى ترك الديمقراطيين يواجهون الأمر الواقع.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...