بوتين: ندعم الأسد لمنع المزيد من الفوضى و«داعش» يملك أسلحة أكثر من الجيش العراقي
استبق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أي تأويل للاجتماع الذي عقده مع ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في سان بطرسبرغ أمس الأول، مؤكداً أن دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد تحركه مخاوف من أن تؤدي إطاحته بالقوة إلى انزلاق سوريا إلى مزيد من الفوضى، ومؤكداً استعداده لتسهيل الحوار بين الأسد والمعارضة البناءة، معرباً عن أمله أن تتوصل طهران ومجموعة «5+1» إلى اتفاق قريباً بشأن الملف النووي الإيراني.
وأكد بوتين، خلال منتدى اقتصادي سنوي في سان بطرسبرغ، استعداد موسكو للعمل مع الأسد من أجل تمهيد الطريق إلى الإصلاح السياسي، محذراً من تكرار سيناريو العراق وليبيا في سوريا.
وقال بوتين «نحن مستعدون للعمل مع الرئيس (الأسد) من أجل تمهيد الطريق نحو الإصلاح السياسي، ومن أجل أن يكون لدى جميع سكان سوريا إمكانية للوصول إلى أدوات السلطة، لإنهاء المواجهة العسكرية. لكن ذلك لا يمكن تحقيقه من خلال تدخل خارجي باستخدام القوة».
وأضاف «نحن قلقون من أن تصل سوريا إلى الحالة نفسها التي يشهدها العراق وليبيا». وتابع «نحن لا نريد أن تشهد سوريا مثل هذا التطور للأوضاع. ولذلك ندعم الرئيس الأسد وحكومته»، مؤكداً أن «الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في مطالبة الأسد بالرحيل، أما نحن فمستعدون للحوار مع الرئيس الأسد لحثه على التعاون مع المعارضة السورية البناءة من أجل إجراء إصلاحات سياسية».
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تحدثت مؤخراً عن احتمال إقامة تعاون مع الأسد في مكافحة «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة.
ودعا بوتين الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين إلى اتخاذ إجراءات إضافية لمحاربة التطرف الإسلامي. وقال «إننا ندعو جميع شركائنا، وبينهم الأوروبيون، وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات إضافية لمحاربة الشر المطلق، وهو التطرف الإسلامي، أي تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات الأخرى، وهي فروع للشبكات الإرهابية العالمية، التي سبق أن وجهت ضربات عدة إلى الولايات المتحدة نفسها».
واعتبر بوتين أنه بات في قبضة «داعش» أسلحة بكميات تزيد عما يملكه الجيش العراقي، الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال إن «الولايات المتحدة تدعم العراق وتدعم وتسلح وتدرب جيشه. لكن داعش تمكن من خلال هجومين أو ثلاث هجمات من الاستيلاء على أسلحة بكميات تزيد عما بقي في قبضة الجيش العراقي».
وحول الملف النووي الإيراني، عبر بوتين عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران قريباً. وأشار إلى أنه «من المهم كذلك إطلاق عملية تطبيقه بعد التوقيع»، متوقعاً أن يتطلب ذلك نحو نصف عام. وأكد أن «روسيا ستواصل تطوير علاقات حسن الجوار والصداقة مع إيران وكل دول المنطقة».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن «المشاركين في المفاوضات مع إيران يجمعون على موقف مشترك بخصوص ضرورة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل»، مشددا على أن «هذا هو موقف مبدئي سمح بالتعاون البناء مع الولايات المتحدة».
ونفى بوتين أن «تكون سياسة روسيا عدوانية»، موضحا أن موسكو بدأت بالدفاع عن مصالحها بإصرار أكثر. وقال «لمدة طويلة، استمرت عشرات السنين، التزمنا الصمت، وكنا نقترح آليات مختلفة للتعاون، لكننا كنا نتعرض لضغوط متزايدة، حتى تم دفعنا إلى خط لا يمكننا أن نتراجع عنه». وأكد أن «روسيا لا تسعى للهيمنة في العالم، بل تريد أن تكون لها علاقات تعتمد على التكافؤ والاحترام المتبادل مع كل الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا والدول الآسيوية».
وأكد بوتين أن روسيا تمكنت من تجنب أزمة اقتصادية عميقة، وأن السلطات تمكنت من ضمان استقرار سعر صرف العملة من دون اللجوء إلى تقييد حركة رؤوس الأموال في البلاد.
وقال «في نهاية العام الماضي توقعوا لنا، كما تعلمون جيداً، أزمة اقتصادية عميقة، هذا الأمر لم يحدث، نحن تمكنا من ضمان استقرار الوضع وإخماد الاهتزازات السلبية». وأكد أن العقوبات التي فرضت على روسيا ستواجهها بمزيد من الانفتاح والحرية الاقتصادية وليس بالانكماش.
وطرح بوتين أثناء المنتدى عددا من الإجراءات لتطوير الاستثمارات في روسيا، على غرار تخفيض الضرائب للشركات الصغيرة والمتوسطة وحوافز ضريبية للمستثمرين الجدد.
من جهة ثانية، توقع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إن «حجم العلاقات بين روسيا والسعودية لا يتناغم مع حجم اقتصاد البلدين»، معرباً عن قناعته بأن حجم العلاقات سيتحسن لتصل العلاقة إلى حجم العلاقة نفسه بين السعودية والدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها.
وحول احتمال توجه الرياض للحصول على السلاح الروسي، قال الجبير إنه ليس هناك ما يمنع السعودية من شراء منظومات دفاعية روسية كما ليس هناك ما يمنع موسكو من بيع تلك المنظومات.
وحول الأزمة السورية، اعتبر الجبير أن «الجميع يريد حلاً سلمياً، والحفاظ على المؤسسات الأمنية والمدنية من دون أن يكون للأسد دور في مستقبل البلاد».
وفي ما يتعلق بأزمة اليمن، رأى الجبير أنه «إذا فشلت المباحثات في جنيف، وإذا لم يتجاوب الحوثيون مع المبادرات الدولية، فذلك دليل على عدم رغبتهم بالوصول إلى حل سلمي». وأضاف ان «السعودية لجأت إلى الخيار العسكري من خلال عملية عاصفة الحزم بعد نفاد كل الخيارات السلمية الأخرى، عقب سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى». وقال إن «التدخل الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن يؤشر الى عدم سعي طهران إلى علاقات حسن جوار».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد