هل سيقبل الرئيس الأسد عام 2020 ما رفضه في 2003؟

19-10-2020

هل سيقبل الرئيس الأسد عام 2020 ما رفضه في 2003؟

المنطقة امام تطوارات كبيرة ومفصلية، وما يجري من حركة موفدين يؤشر الى التحضير لتسوية كبرى على نار هادئة يجري الاعداد لها لاعلانها بعد الانتخابات الاميركية إن فاز ترامب أو بايدن، وطبخة التسوية التي يتم الاعداد لها ستكون سلة متكاملة وشاملة من العراق الى الاردن والضفة والقطاع وسوريا ولبنان عبر ما يسمى وحدة المسارات، حيث يضغط الاميركيون لاستئناف المفاوضات على هذه المسارات بتوقيت واحد وضم العراق الى الطاولة، والروس ليسوا بعيدين عن هذه الاجواء كونهم لاعبين كبار في المنطقة وتحديدا في سوريا وحلفاء لايران، وسيكونون اساسيين على الطاولة مع الاميركيين وحصتهم محفوظة في كعكة المنطقة .


وحسب مصادر مطلعة ،فان الاميركيين يعولون كثيرا على مفاوضات الترسيم اللبنانية ونجاحها لتعميمها على المسارين الفلسطيني والسوري وهذا هو الاساس، وهذا يفرض على لبنان ادارة معركة المفاوضات بشكل استثنائي وحصرها بالجانب التقني، وتبعا لذلك ليس مفهوما حتى الآن ضم مفاوضين مدنيين للوفد اللبناني بدلا من حصر الملف بالجيش اللبناني واختصاصييه الذين خاضوا مفاوضات العام 1993 باستثنائية وحفظوا حقوق لبنان ومقاومته من خلال تفاهم نيسان وتفوقوا على العدو الاسرائيلي، ولذلك كان من الواجب حصر تشكيل الوفد بالتقنيين من الجيش اللبناني فقط، والجميع يشهد لرئيس الوفد العميد الطيار بسام ياسين كفاءاته وإلمامه ودراساته التي تحفظ كل ليتر من نفط لبنان وكل متر من أرضه ،كما أن العميد مازن بصبوص لايقل كفاءة، اما اذا كان البعض يريد توجيه رسائل للاميركيين من خلال مفاوضات الترسيم فان ما اقدم عليه رسالة مجانية لاتقدم او تؤخر في المشهد الداخلي والاقليمي .

وتضيف المصادر، ان الجهد الاميركي منصب على تعميم المفاوضات، وأولى الخطوات كانت مع مجيء رئيس الحكومة العراقية الكاظمي، وبعده لبنان عبر حركة رسائل متبادلة نقلها موفدون لبنانيون امنيون وسياسيون وعرب واميركيون بعيدون عن الاضواء واسفرت عن استئناف مفاوضات الترسيم الصعبة والشاقة، وهذا هو الاساس والحكومة تفصيل صغير مهما حاول البعض أن يعطي لنفسه ادوارا بطولية، ولذلك سيدخل لبنان في هدنة مع « أبر مورفين» مالية بانتظار المسارات الاخرى وتحديدا على الصعيدين السوري والفلسطيني .

وتكشف المصادر، أن وسطاء عرب نقلوا للرئيس السوري عرضا أمريكا لاستئناف المفاوضات مع العدو الاسرائيلي وحمل إغراءات للرئيس الأسد، والروس حسب المصادر في هذه الأجواء ومن المرجح أنهم فاتحوا الرئيس الأسد بالموقف الأميركي الأخير وما تضمنه، و سيعود وزير الخارجية الروسي الى المنطقة أواخر الشهرالقادم، ورغم التكتم على تفاصيل ما يتم تحضيره، لكن رد الرئيس الأسد جاء عبر وسائل إعلام روسية بالقول : «يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل اذا استعدنا أراضينا المحتلة». وفي المعلومات إن الرئيس الأسد لن يوافق أو يتنازل عن حق سوريا بالجولان ومياه بحيرة طبريا ودعم القضية الفلسطينية، وأن ما رفضه من شروط حملها كولن باول وزير خارجية اميركا عام 2003 لن يوافق عليه عام ال 2020، وكل الحرب الكونية على سوريا كانت على ثوابتها، وتم تدميرها وسرقة ثرواتها ولم يتراجع الأسد ونجح وربح الحرب باعتراف الذين كانوا ينتظرون جثته على مجرى النهر ، وها هو الآن قادر على فرض شروط المنتصر في أي مفاوضات، و لن يتخلى عن محور المقاومة وإيران مهما وصلت ضغوطات العالم ولديه أوراق قوة كثيرة لنسف أي مفاوضات وعلى كل المسارات وتحديدا في فلسطين ولبنان .

وتؤكد المصادر، أن الاميركيين اقتنعوا أن سوريا مفتاح الحرب والسلام، ولذلك كانت الاغراءات الأمريكية سخية برفع العقوبات وانسحاب اميركي من كل شمال سوريا والضغط على تركيا، ودور في كل المنطقة، وانتخابات رئاسية هادئة في تموز تعيد الرئيس الاسد باعتراف دولي، لكن الرئيس الاسد رد عبر وسائل الاعلام ايضا وقال :«لم أقرر بعد الترشح لولاية جديدة وساخذ القرار ربما في اول سنة 2021».

وتتابع المصادر انه في اطار هذه المعممة، هناك من يوجه عتبا على لبنان بالذهاب الى مفاوضات الترسيم دون التنسيق مع سوريا ،في ظل التاريخ المشترك و الحقوق المشتركة في كل الموارد، فحقول الغاز واحدة ومتشابكة من لبنان الى سوريا وقبرص واليونان وفلسطين المحتلة في قطاع غزة باشراف حماس، وهذا ما يفرض انضمامها الى المفاوضات الصعبة والمعقدة بوفد فلسطيني موحد ،ولم تنجح كل الضغوطات على الفلسطينيين للتراجع وهددوا بانتفاضة جديدة ونسف كل التحضيرات، لكن الروس دخلوا على الخط مع حماس في موسكو .

المنطقة أمام تطورات مفصلية تشير المصادر، ولو ذهب كل العرب الى التطبيع مع العدو دون سوريا وفلسطين والعراق ولبنان فلا قيمة لاي مفاوضات، ويبقى الصراع العربي الاسرائيلي مفتوحا، لذلك يسعى الأميركيون لفتح هذا المسار التفاوضي، لكن ذلك مستحيل دون الإيرانيين الذين يمتلكون معظم أوراق القوة في هذا المحور ومن دونهم لن يتحقق اي شئ، وجرب الاميركيون الضغوطات والحروب والحصارات والاغتيالات ولم يتبدل شيئا وبقي المازق اميركيا، فهل ما يجري يؤشر الى مسار تفاوضي يشمل ايران وبداية مرحلة جديدة في المنطقة اشار اليها ترامب والعمل لانجازها سريعا بعد الانتخابات كون هذا المسار يحظى بدعم الحزبين الجمهوري والديموقراطي. ولذلك المنطقة امام مفصل هام كون فشل المفاوضات قد يفرض حربا محدودة او شاملة لوضع اسس لتسوية جديدة بمعادلات مختلفة، وهناك قوى اساسية ترشح هذا الاحتمال، فهل تجري الرياح حسب الرغبات الاميركية وكلها في النهاية لمصلحة «اسرائيل» ام تاخذ قوى المقاومة المبادرة لفرض مساراتها ام يتم الوصول لحلول ترضي كل الاطراف، الاشهر القادمة سترد على كل هذه الاسئلة.

 

 


الديار - رضوان الذيب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...