«المعاهدة الأمنية» أمام البرلمان العراقي خلال أيام
أعلنت قوات الاحتلال الأميركي، أمس، أنها »سلمت« الملف الأمني إلى السلطات العراقية في محافظة الانبار، ابرز المحافظات السنية، التي دارت فيها أشرس المعارك، من بينها هجومان مدمران شنتهما القوات الأميركية على الفلوجة العام ،٢٠٠٤ قتل فيهما المئات من المواطنين العراقيين.
وفي حين أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن مسودة الاتفاق حول »المعاهدة الاستراتيجية« التي ستحكم عمل القوات الأميركية بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة نهاية العام الحالي، سترسل خلال عشرة أيام إلى البرلمان للموافقة عليها أو رفضها، لا تزال مسألة الحصانة القانونية لجنود الاحتلال تشكل عائقا أمام الاتفاق عليها، وفقا لمسودة نشرتها صحيفة »العراق« أمس. وتوضح المسودة أن الجانبين متفقان على قيادة العمليات العسكرية من قبل لجنة مشتركة.
وجرت مراسم تسليم امن محافظة الانبار خلال احتفال أمام مبنى المحافظة وسط مدينة الرمادي، وسط إجراءات أمنية مشددة. وبذلك تكون الانبار، أول محافظة سنية، والحادية عشرة من أصل ١٨ محافظة تتسلمها القوات العراقية.
وكان الاحتلال أعلن سابقا أن ٢٥ ألف جندي أميركي سيتحولون إلى تدريب القوات العراقية في المحافظة، وسيتمركزون داخل قواعدهم، على أن يتدخلوا إذا »طلبت« القوات العراقية منهم ذلك.
وقال قائد القوات الأميركية في الانبار الرائد جون كيلي، بعد توقيع وثيقة تسليم المحافظة إلى محافظ الانبار مأمون رشيد، »نحن الآن في المرحلة الأخيرة من هذه المعركة الرهيبة. تحقيق الهدف أصبح قريبا جدا. حيواتكم وحيوات أطفالكم تعتمد على النصر«. وحذر »هذه الحرب لم تنته بعد، إلا انه تم ربحها في المقام الأول عبر المواطنين في الانبار. إن القاعدة لم تهزم نهائيا في المحافظة، إلا أن نهايتها قريبة وهي تعرف ذلك«.
من جهته، انتقد رئيس مجلس »صحوة« الانبار احمد أبو ريشة الحكومة العراقية لرفضها دمج عناصر »الصحوة« بالقوات الحكومية. وقال »استبشرنا خيرا بمشروع المصالحة الوطنية، لكننا فوجئنا بان الحكومة أعدت قوائم لصرف ضباط الجيش السابق والأجهزة الأمنية الأعضاء في حزب البعث المنحل من دون الأخذ في الاعتبار مواقفهم البطولية وتضحياتهم خلال تصديهم للتكفيريين«. وأضاف »نطالب بإعادة تقييم هؤلاء الضباط على أساس مواقفهم الوطنية بين العامين ٢٠٠٦ و،٢٠٠٨ ولم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين الأبرياء«.
وسارع الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الترحيب بتسليم الانبار. وقال »لم تعد الانبار في أيدي القاعدة... القاعدة هي التي خسرت الانبار«. واعتبر أن »القاعدة والجماعات الخاصة المدعومة من إيران لا تزال تشكل تهديدا، إلا أن الولايات المتحدة والدول التي تشارك في القوات المتعددة الجنسيات، تواصل الوقوف إلى جانب العراقيين أثناء عملهم على هزيمة هؤلاء الأعداء وبناء ديموقراطية في قلب الشرق الأوسط. إن نجاح العراق سيجعل أميركا أكثر أمنا وسيساعد على التوصل إلى السلام الذي نتوق إليه جميعا«.
وأصيب القيادي في »الصحوة« عماد المشهداني، وقتل مرافقه، في تفجير انتحاري قرب منزله شمالي بغداد.
كرر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال لقائه رؤساء تحرير ومدراء وكالات الأنباء العراقية في طهران، أن »الاتفاقية الأمنية الأميركية تعتبر إساءة لسيادة الشعب العراقي«. واعتبر أن »الوجود الأميركي في المنطقة ظلم لشعوبها وسبب لزعزعة الأمن والاستقرار فيها«. ووصف »ممارسات أميركا في العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان بأنها الهمجية الحديثة«.
وعقد في طهران الاجتماع الحدودي المشترك بين إيران وبغداد »بهدف معالجة المشكلات القائمة في الحدود البرية والنهرية المشتركة وفقا لنصوص معاهدة العام ؟١٩٧٥ والبروتوكولات الملحقة بها، وتفعيل الآليات الفنية والتنفيذية المحددة فيها وتنفيذ نصوص الاتفاقيات«.
وتقرر تنظيم برنامج عمل بشأن عمليات إعادة بناء وتجديد الأعمدة الحدودية في الحدود البرية المشتركة وعقد الاجتماعات التنسيقية لمسؤولي حرس الحدود في البلدين وعمليات القياس والمسح المشترك في نهر »اروند« لدراسة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد