مي نصر تغني الحب والوطن في قلعة دمشق
تعود بنا مي نصر في جميع حفلاتها التي تقدمها في سورية إلى أصالة الأغنية العربية الملتزمة بقضية الوطن والإنسان، فبصوت يمتاز عن غيره بإحساس مرهف صادق يحاكي مضمون الأغاني التي تقدمها، لم تبتعد مي نصر كعادتها عن هموم وطن عربي أنهكته الجراح، ففي حفلها الأخير الذي قدمته في قلعة دمشق ليل الخميس 29 تموز 2010بتنظيم دار الفنون، لامست مي جرح فلسطين الذي تجاوز عمره السبعين عاماً فقدمت أغاني مهداة لفلسطين منها «سنرجع يوماً» للسيدة فيروز، «يا نسيم الريح» للفنان العربي مارسيل خليفة، ومن ألبومها الغنائي الأول غنت «نصارع الظلام» و«بيتك يا نجوى»، لننتقل معها إلى أحزان عراقٍ أنهكته قنابل الحقد والغدر فكانت أغنية «صغيرون» التي بكى خلالها بعض الحاضرين من العراق الشقيق.
ورغم أوجاعنا على أرض سليبة كان للحب مكانه، فهذه هي «مي نصر» سفيرة الأوطان والحب معاً، تقدم للعشاق أغانٍ مهداة لقلوب حائرة، فتغني مع إهداء للسيدة فيروز والأخوين الرحباني «قديش كان في ناس»، «أمي نامت ع بكير»، وأغنية «حبايبنا حولينا» للفنان زكي ناصيف، وللشحرورة صباح قدمت أغنية «لما ع طريق العين»، وأغنية «يا ستي ليكي ليكي» للفنان أحمد قعبور، كما غنت «لينا يا لينا» و«بنت الشلبية»، وغيرها من الأغاني التي نالت تصفيقاً حاداً من الحضور.
التقينا بعض الحضور، فكان لقاؤنا الأول مع المهندسة مها التي عبرت عن سعادتها لحضور هذا الحفل الغنائي حيث تشير إلى أهمية الخط الغنائي الملتزم لهذه الفنانة وحضورها القوي لدى الكثير من الشباب السوري وخاصة من طلاب الجامعات السورية وتضيف: «إنها مغنية ممتازة فهي ترضيني سماعياً بعكس ما نشهده من تدنٍ موسيقي يكتسح وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. كما أن مي تمتاز بانتقائها لمجموعة من الأغاني لعدد من كبار مبدعي الفن العربي الملتزم أمثال السيدة فيروز ومارسيل خليفة، لذا لا أوفر فرصة لحضور حفلاتها في سورية، فقد كنت معها في حفل الجلاء ودار الفنون، كما كنت من الحضور الذي تجمع في جامعة دمشق ليستمع إلى أدائها المميز والذي قدمت من خلاله أغانٍ للسيدة فيروز كتحية لروح الفنان الراحل منصور الرحباني».
من جانبها تحدثنا السيدة ياغي التي حضرت الحفل مع بناتها الثلاث اللاتي شاركن أمهن في التعبير عن سعادتهن لحضور حفل مي نصر، كما كن متفقات على أهمية صوت المغنية الذي يلامس الروح - على حد تعبير الطفلة رغد ياغي – والتي تردف قائلة: «إنها من أجمل الحفلات التي تابعتها فأنا ميالة لهذا النوع من الغناء الهادئ الذي يحرك فينا مشاعر السعادة والحزن على ما آلت إليه بعض الدول العربية».
السيد عبد الله شباط تابع الحفل برفقة بعض الأصدقاء ويقول : «تعتبر الفنانة مي نصر من أهم الفنانات العربيات اللواتي يغنين الوطن، فأنا متابع لمسيرة هذه الفنانة الملتزمة بقضايا وطنها العربي، كما أن هنالك الكثير من شباب سورية يعشقون صوتها وما تغنيه من أغانٍ لمارسيل خليفة وفيروز ودرر الألحان اللبنانية القديمة مبتعدة عن ما يسيء لأصالة الغناء العربي».
وفي لقائنا مع السيدة لجين من العراق الشقيق تقول : «لقد كنت في سوق الحميدية أتبضع بعض الحاجيات وعند مروري بالقرب من باب القلعة سحرني صوت لم أسمعه من قبل، صوت يجبرك على الإصغاء فدخلت وبشكل مجاني، وصدقني عندما سمعت من هذه الفنانة أغنية "صغيرون" بكيت من غير دراية، فقد ارتسمت في عيني مشاهد القتل الدمار في العراق». وتصمت السيدة لجين قليلاً لتنهي حديثها معنا بقولها: «في السابق كنا نبكي فلسطين أما اليوم فنحن نبكي العراق والوطن العربي بأكمله».
كما التقينا الفريق الموسيقي لحفل الفنانة مي نصر ومنهم العازف عمار المحمود خريج كلية التربية الموسيقية في حمص وعازف باص غيتار حيث يقول: «سعادتي كبيرة بمشاركة الفنانة مي نصر هذا الحفل وهي المرة الأولى التي أقف فيها مع هذه الفنانة في حفل لها في دمشق. كما أنها مطربة مميزة بكافة تفاصيلها الصوتية والأدائية التي تحترم من خلالهما جمهورها العريض الذي يتعطش لهذا النوع من الأغاني الملتزمة بروح التجديد والتوزيع الموسيقي المحافظ على أصالة الغناء العربي رغم استخدامها لآلات موسيقية غربية».
من جانبه يحدثنا عازف الدرامز والبيركشن محمد شحادة فيقول: «هذا هو الحفل الثاني الذي أقدمه مع السيدة مي نصر فقد سبق لي أن شاركتها حفلاً غنائياً أُقيم في المدينة الرياضية باللاذقية. فهي مغنية تستقطب جمهوراً عريضاً في كل المدن السورية، كما أن العزف في حفل للسيدة مي يعطي العازف نوعاً خاصاً من السعادة بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع الأغاني التي تقدمها بشكل عفوي صادق وبصوت غير مستعار».
مازن عباس
المصدر: اكتشف سورية
إقرأ أيضاً:
مي نصر: أنا ضدّ الموسيقا التجارية وسأغني دائماً من أجل السلام
إضافة تعليق جديد