الجامعة العربية تصنّف «حزب الله» جماعة إرهابية

12-03-2016

الجامعة العربية تصنّف «حزب الله» جماعة إرهابية

أعلنت جامعة الدول العربية اعتبار حزب الله «جماعة إرهابية»، بموافقة أغلبية الدول الأعضاء، وتحفظ لبنان والعراق، وملاحظة من الجزائر على القرار.
وعقدت جلسة أمس في إطار اجتماعات الدورة العادية رقم 145 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، والتي تترأسها البحرين ممثلة بوزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة، وقد نوقشت خلالها التحضيرات الخاصة بانعقاد القمة العربية المقبلة في نواكشوط، وتطورات القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، بالإضافة إلى صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، والأمن المائي العربي، والتدخل التركي في دول الجوار العربي وتحديداً في سوريا والعراق.
وجاء تصنيف «حزب الله» كمنظمة «إرهابية» ضمن قرار بشأن «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وجاء في نص القرار: «استنكر المجلس التدخلات الإيرانية المستمرة في الشأن الداخلي لمملكة البحرين، وذلك من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية. كما استنكر التصريحات الإيرانية على مختلف المستويات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والنظام والاستقرار وتأسيسها لجماعات إرهابية في المملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي».
وأضاف القرار أن «هذه التدخلات الإيرانية تتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي»، مشيداً بـ «جهود الأجهزة الأمنية في البحرين التي تمكنت من إحباط مخطط إرهابي في كانون الثاني الماضي، وإلقاء القبض على أعضاء التنظيم الإرهابي الموكل إليه تنفيذ هذا المخطط والمدعوم من قبل ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، والذي كان يستهدف تنفيذ سلسلة من الأعمال الإرهابية في ربوع المملكة.
وجاء تحفظ لبنان على قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية جبران باسيل، الذي قال إن «لبنان يتحفظ على القرار كونه غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، ولكون حزب الله مكوناً أساسياً من المكونات الاجتماعية والسياسية للشعب اللبناني ويحظى بتمثيل كبير في كل من الحكومة والبرلمان اللبنانيين».
أما العراق، فأكد أنه «مع إدانتنا الشديدة للتدخلات في الشأن الداخلي لبعض الدول العربية، فإننا نتحفظ على عنوان القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية بالإضافة إلى التحفظ على ذكر حزب الله اللبناني أينما ورد في القرار».
وأما الجزائر فدعت إلى «التقيد بقوائم الأمم المتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنياً ودولياً، والتي تسهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني، والتزام الجميع سواء كانت حكومات أو أحزاب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول طبقاً لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية».
وكانت الجلسة الافتتاحية شهدت انسحاب الوفد السعودي خلال كلمة وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، الذي قال إن «الحشد الشعبي وحزب الله حفظا الكرامة العربية، وأن من يتهمهما بالإرهاب هم الإرهابيون».
وفور دفاع الوزير العراقي عن «حزب الله» و «الحشد الشعبي» انسحب السفير السعودي أحمد قطان، والوفد المرافق له من الجلسة، التي كان قد حضرها نيابة عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي كان قد غادر القاهرة صباحاً، بعد حضوره اجتماع الجامعة الطارئ الخاص باختيار الأمين العام الجديد.
وعقب الاجتماع صرّح وكيل وزارة الخارجية البحرينية وحيد بن مبارك سيار للإعلاميين أن «قرار اليوم (أمس) والقرارات السابقة الخاصة بالتدخلات الإيرانية تأتي وفق آلية تشرف عليها أربع دول أعضاء في الأمانة العامة للجامعة العربية، وهي وضعت خطة عمل تهدف الى جمع وتوثيق هذه التدخلات الإيرانية لمخاطبة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات عملية من شأنها وقف هذه التدخلات، بالإضافة إلى وجود اقتراح حالي يتضمن طرح مسألة التدخل الإيراني في الشؤون العربية على جدول أعمال القمة العربية المقبلة».
وفي السياق ذاته، صرّح نائب الأمين العام للجامعة، أحمد بن حليّ للإعلاميين أنه «تم اعتماد مشروع القرار المقدم من جانب دولة الإمارات بشأن اتخاذ ما يلزم تجاه التدخل الإيراني في المنطقة، وهو الأمر الذي استحوذ على معظم وقت الاجتماع».
وقال مصدر مطلع على اجتماع أمس إن «طلباً رسمياً قدمته الإمارات إلى رئيس الدورة لتضمين مناقشة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة البحرين، وهو ما وافق عليه اكثر من ثلثي الأعضاء، في حين تم إرجاء مناقشة البند الأخير من أجندة الاجتماع اليوم، والخاص ببحث التدخل التركي في سوريا والعراق».
وأضاف المصدر أن «الجلسة شهدت إدارة دفة الحديث وحصره في الطلب الإماراتي الاستثنائي الذي لم يكن على جدول الأعمال من الأساس، وهو ما أفضى في النهاية إلى طرح رئيس الدورة التصويت على القرار الخاص باعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً، والذي أتى ضمن ديباجة القرار التي اعتبرته جزءاً من التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبحرين وسوريا».
وجدير بالذكر أنه طبقاً للوائح الجامعة فإن قراراتها غير ملزمة للدول الأعضاء حتى لو تمت الموافقة عليها بالإجماع.
وأوضح مصدر ديبلوماسي عربي  عند سؤاله عن خلفية القرار، أن «قرار مجلس الجامعة أتى بعد مداولات عدة قامت بها الرياض في إطار جلسات الجامعة خلال اليومين الماضيين، وقبل ذلك على مدار الأسبوع الماضي، عقب بيان وزراء الداخلية العرب الذي صنّف حزب الله كتنظيم إرهابي وتحفظت عليه تونس والعراق ولبنان والجزائر، وهو الأمر الذي أزعج السعودية والإمارات بشكل كبير، وكان من المتوقع خلال الدورة المنعقدة حالياً أن يتكرر الأمر ذاته مع اختلافات طفيفة في الخلافات التي تشهدها الجامعة العربية مؤخراً والتي تتمحور حول رغبة السعودية ومَن خلفها، أي دول مجلس التعاون، في أن تكون رؤيتها هي الغالبة، وأن تصطف وراءها باقي دول الجامعة، سواءً تعلق ذلك بالموقف من إيران أو الحرب في اليمن والأزمة السورية وغيرها من القضايا المُلحة على أجندة الدول الخليجية».

إسلام أبو العز

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...