الرئيس الأسد في الجزء الثاني من مقابلته مع وكالتي ريانوفوستي وسبوتنيك
أكد الرئيس بشار الأسد أهمية تسريع عمليات المصالحة والتواصل مع المسلحين الراغبين بإلقاء السلاح، مشيراً إلى أن الدولة السورية مستعدة لاستيعاب كل مسلح يريد إلقاء سلاحه بهدف إعادة الأمور إلى شكلها الطبيعي.
وأوضح الرئيس الأسد في الجزء الثاني من مقابلته مع وكالتي ريا نوفوستي وسبوتنيك الروسيتين أن سورية وروسيا لم تغيرا تقييمهما للمنظمات الإرهابية؛ ولكن من أجل تلافي عدم التوافق الروسي الأمريكي على قوائم الإرهابيين تم اعتبار كل مجموعة تقبل الهدنة وتذهب إلى الحوار مع الدولة السورية أو روسيا انتقلت من العمل الإرهابي إلى العمل السياسي.
وشدد الرئيس الأسد على أنه ليس هناك رأي شعبي في سورية يريد توقف الدعم الروسي الآن أو في المستقبل وبالتالي خروج القوات الروسية، مشيراً إلى أن ما بناه الشعبان الروسي والسوري عبر ستين عاماً أصبح أكثر متانة وصلابة.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن بقاء القوات الروسية في سورية مرتبط الآن بموضوع مكافحة الإرهاب، ومرتبط لاحقاً بالوضع الجيوسياسي في العالم، مبيناً أن الإرهاب ما زال قوياً وما زال النظامان التركي والسعودي يدعمانه وبالتالي فإن مواجهتهما تكون بضرب الإرهابيين.
وأوضح الرئيس الأسد أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مرتبط بوجود الرغبة الشعبية، “ونحن من حيث المبدأ لا مشكلة لدينا”، لافتاً إلى أن الأفضل هو انتخاب الرئيس من قبل الشعب وليس من خلال البرلمان كي يكون أكثر تحررا من تأثيرات القوى السياسية.
واعتبر الرئيس الأسد أن إجراء انتخابات مجلس الشعب بعد خمس سنوات من الحرب الإرهابية ومحاولات تهديم الدولة السورية يثبت وجود الدولة وكيانها، لافتاً إلى أن عدد المرشحين الكبير مقارنة بالانتخابات السابقة يؤكد تمسك السوريين بالدستور ورغبتهم بتثبيت شرعية دولتهم ودستورهم.
وفيما يلي الجزء الثاني من المقابلة:
السؤال الأول:
الحديث يدور عن أن هناك من يطالب بضرورة انتخابات رئاسية مبكرة في سورية.. هل أنتم جاهزون للذهاب إلى انتخابات رئاسية مبكرة؟
الرئيس الأسد:
هو لم يُطرح كجزء من العملية السياسية الحالية طبعاً.. المطروح هو أنه بعد الدستور يكون هناك انتخابات برلمانية.. وهذه الانتخابات البرلمانية تظهر ما هو حجم القوى السياسية الموجودة في الساحة وبالتالي يكون هناك حكومة جديدة تبنى بتشكيلها على حسب التوزع للقوى السياسية في البرلمان الجديد.. أما انتخابات الرئاسة فهي موضوع مختلف تماماً.. هذا يرتبط بكيفية الوضع الشعبي في سورية.. هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة.. إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لدي مشكلة.. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة.. هذا موضوع يمس كل مواطن سوري لأن كل مواطن يصوت على هذا الرئيس.. فبالمبدأ أنا لا توجد لدي مشكلة.. لأن الرئيس لا يستطيع أن يعمل دون دعم شعبي.. وإذا كان لدى هذا الرئيس دعم شعبي فيجب أن يكون مستعداً دائماً لمثل هذه الخطوة.. فأستطيع أن أقول بالمبدأ لا توجد لدينا مشكلة.. ولكن لكي نقوم بهذه الخطوة نحن بحاجة الى رأي عام في سورية وليس رأياً حكومياً أو رأي رئيس.
السؤال الثاني:
مع كل هذا.. السيد الرئيس.. من المهم للشعب رأي قائده.. ولذلك أريد أن أسألكم هل أنتم موافقون على انتخاب الرئيس عبر البرلمان كما يحدث في بعض الدول.. هل أنتم متفقون على أن يشارك في انتخاب الرئيس سوريون موجودون في الخارج.. لأن هناك أحاديث كثيرة أيضاً عن هذه النقطة.. ما هي الطريقة التي ستعتمدونها.. ما الذي تعتقدونه أنها الطريقة الأنسب لسورية.
الرئيس الأسد:
الأفضل بالنسبة لنا في سورية على ما أعتقد هو أن يُنتخب الرئيس مباشرة من قبل المواطنين وليس من خلال البرلمان لكي يكون أكثر تحرراً من تأثيرات القوى السياسية المختلفة.. لكي تكون علاقته خاضعة فقط للحالة الشعبية العامة.. هذا من وجهة نظري الشخصية هو الأفضل في مثل هذه الحالة.. أما بالنسبة لانتخاب السوريين.. فكلما كان هناك مشاركة أوسع من قبل السوريين.. كل من يحمل جواز سفر وهوية سورية.. كلما كانت هذه الانتخابات أكثر قوة من خلال تأكيد شرعية الدولة والرئيس والدستور المشرف على هذه العملية.. وهذا يشمل كل سوري سواء كان داخل سورية أو خارج سورية.. ولكن طبعاً عملية الانتخابات خارج سورية هي قضية اجرائية ولا تناقش كمبدأ سياسي.. فكل مواطن سوري في كل مكان من العالم له الحق في أن ينتخب.. ولكن كيف تتم هذه الانتخابات.. هذا موضوع لم نناقشه بعد لأن موضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يطرح بالأساس.. ولكن هذا موضوع يرتبط بالإجراءات التي تمكن هؤلاء من المجيء إلى صندوق تشرف عليه الدولة السورية.
السؤال الثالث:
كيف تقيمون مسار المصالحة في الحرب في سورية.. لقد ظهر لديكم شركاء كثر.. من الممكن أن هناك مجموعات لستم جاهزين لتناقشوا معها مستقبل سورية تحت أي ظرف كان.. ما هي هذه المجموعات.. أريد أن أسأل أيضاً عن قوات حفظ السلام الدولية.. هل أنتم جاهزون لتستقبلوا قوات حفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة لكي تجعلوا المصالحة أكثر ثباتاً؟
الرئيس الأسد:
الهدنة كانت نسبياً جيدة.. أي أفضل مما توقع الكثيرون.. كان هناك توقع بفشل الهدنة.. نستطيع أن نقول إن نجاح الهدنة جيد أو أكثر من جيد بقليل.. وكما تعرف حصلت مفاوضات بين الطرفين الروسي والأمريكي لتحديد الجهات الإرهابية ولم يكن هناك توافق كامل حول هذه المجموعات.. لكن بالنسبة لنا وللطرف الروسي لم نغير تقييمنا بالنسبة للمنظمات الإرهابية.. وكان هناك طرح لتلافي هذا الخلل بأن كل منظمة أو مجموعة تقبل الهدنة وتذهب باتجاه الحوار سواء مع الطرف الروسي أو مع الدولة السورية.. نحن سنعتبرها انتقلت من العمل الارهابي باتجاه العمل السياسي.. وهذا ما نسعى إليه.. لذلك أعتقد أن الأهم من تصنيف الجهات الإرهابية الآن هو أن نسرّع عمليات المصالحة والتواصل التي تحصل مع المسلحين الذين يريدون أن يلقوا السلاح أو أن يقاتلوا الإهاب مع الدولة السورية ومع الأصدقاء الذين يدعمون الدولة السورية وخاصة روسيا وإيران.. لذلك بالنسبة لنا كدولة.. المبدأ العام هو أننا مستعدون لاستيعاب كل مسلح يريد أن يلقي سلاحه بهدف أن نعيد الأمور إلى شكلها الطبيعي، وأن نحقن الدماء السورية.
السؤال الرابع:
وماذا عن قوات السلام التابعة للأمم المتحدة.. هل أنتم جاهزون لاستقبالها لجعل هذه المصالحة أكثر ثباتاً؟
الرئيس الأسد:
هذا الكلام غير واقعي.. لأن هذه القوات عادة يكون عملها مبنياً على اتفاقيات دولية.. وهذه الاتفاقيات الدولية توافق عليها دول.. فمن هي هذه الدول.. في هذه الحالة غير موجودة.. هناك فقط الدولة السورية كطرف.. أما الطرف الآخر فهو ليس دولة.. هو مجموعات إرهابية.. هل يمكن للأمم المتحدة أن توقع اتفاقية مع المجموعات الإرهابية.. هذا الكلام غير منطقي على الإطلاق.. وحتى لو أرادوا أن يقوموا بذلك.. من هي هذه القوى.. غير معروفة.. غير واضحة.. أنت تتحدث عن عصابات تظهر وتختفي وتندمج مع بعضها وتنقسم على بعضها.. فهي حالة غير واضحة.. وبالوقت نفسه.. من الناحية العسكرية هذا الأمر بحاجة لجيشين موجودين على طرفي الحدود.. وهناك اتفاقية تحدد بدقة المواقع من الناحية الجغرافية.. كل هذا غير متوفر.. فلو وافقنا وجلبنا هذه القوات كيف ستعمل.. لذلك أقول إن هذا الكلام غير ممكن.
السؤال الخامس:
كيف تقيسون ما تقدمه روسيا وقواتها المسلحة في النجاح العسكري للحرب ضد الإرهاب في سورية؟
الرئيس الأسد:
أنا أحب الحديث عن الحقائق على الأرض.. فربما أنا أقول إن النجاح كبير.. وربما يأتي شخص آخر يقول إن النجاح قليل.. هذا كلام يختلف بحسب الأشخاص.. ولكن دعنا نجري مقارنة بسيطة.. كيف كان الوضع قبل التدخل الروسي عندما كان التحالف الغربي يعمل على الأرض منذ أنشئ هذا التحالف قبل أكثر من عام ونصف العام.. كان الإرهاب يتمدد بشكل كبير في سورية والعراق.. وبعد 6 أشهر من التدخل الروسي كيف أصبح الوضع.. أصبحت القوى الإرهابية تتراجع وخاصة “داعش”.. فإذاً الواقع يقول إن الروس نجحوا نجاحاً كبيراً وفق وجهة نظرنا وخاصة في المجال العسكري من خلال الميدان في دحر الإرهاب إلى درجة كبيرة.. وفي جميع الأحوال المعركة لم تنته بعد وما زالت مستمرة.
السؤال السادس:
إذا عدنا إلى مسألة القواعد الروسية.. فإن ستافان دي ميستورا عرض في خطة قدمها في جنيف بنداً معيناً عن عدم وجود قوات أجنبية في سورية.. هل تعتقدون مثلاً أن قاعدة حميميم تحتاجها سورية بشكل دائم؟
الرئيس الأسد:
أولاً دعوة قوات أجنبية إلى دولة ما هو من حق أي دولة.. هو حق سيادي وموجود في الكثير من دول العالم.. فلا يستطيع أحد أن يمنع هذا الشيء إلا إذا كان هناك دستور يحدد هذا الكلام بشكل واضح ويقول إنه لا يسمح لهذه الدولة بدعوة قوات أجنبية.. وهذا الدستور غير موجود الآن ولا أعتقد أن هناك رأياً شعبياً عاماً في سورية يريد لهذا الدعم الروسي أن يتوقف سواء الآن أو في المستقبل.. وبالتالي خروج القوات الروسية.. النقطة الثانية.. في الظرف الحالي نحن ما زلنا في قلب المعركة.. لم ننته.. الجواب يجب أن يكون حول قاعدة حميميم وحجم القوات الموجودة فيها.. يجب أن يتناسب ويتوافق مع حجم هذه المهام التي تقوم بها هذه القوات ومع حجم الإرهاب في سورية.. ما زال الإرهاب قوياً.. وصحيح أننا نجحنا مع القوات الروسية في تقليص رقعة الإرهاب ولكنه ما زال قوياً وما زال هناك متطوعون يأتون من الخارج وما زالت تركيا تدعم الإرهاب.. وكذلك السعودية وغيرها.. فإذاً لا يجوز أن يكون حجم القوة الموجودة فيها أقل من القوة الضرورية لمكافحة الإرهاب.. بعد أن نهزم الإرهاب بشكل كامل وقتها يكون هناك نقاش آخر.. أعتقد أن الدولة الروسية نفسها ستقلص من حجم القوات التي ليس لها عمل وسيكون هناك نقاش مختلف.
السؤال السابع:
ولكن نحن قلصنا حجم القوات.. ومع هذا بالنسبة للكثيرين من المقلق وجود المنظومة المضادة للطيران الروسية “اس 400” في قاعدة حميميم.. برأيكم إلى أي مدى زمني ستبقى هذه المنظومة… هل هناك مجال زمني… هل طلبتم من روسيا أن تسلمكم هذه المنظومة المضادة للطيران؟
الرئيس الأسد:
أعتقد أن الأطراف التي تنزعج من الوجود الروسي هي منزعجة لأن الوجود الروسي يكافح الإرهاب، ولو قرر الرئيس بوتين أن يرسل قواته لمساعدة الإرهابيين لصفقوا له.. هذه هي المشكلة مع دول الغرب.. فليست المشكلة بالنسبة لهم وجود القاعدة الروسية في هذه المرحلة.. وهناك جانب آخر أيضاً.. وهو أنهم لا يريدون لروسيا أن توجد على الساحة الدولية لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً.. فأي عمل تقوم به الدولة الروسية ويعطي لروسيا موقعها الحقيقي كقوة عظمى من الصف الأول وليس من الصف الثاني كما يريد الأمريكيون لروسيا أن تكون.. أي عمل من هذا النوع سوف يزعج الغرب بشكل عام.. هذا هو سبب انزعاجهم.. أما بالنسبة لإبقاء القوات الروسية في سورية.. فكما قلت لك قبل قليل هو مرتبط الآن بموضوع مكافحة الإرهاب، ومرتبط لاحقاً بموضوع الوضع الجيوسياسي الموجود في العالم.. بالنسبة لنا كدولة صغيرة وكثير من الدول الصغيرة الأخرى تشعر بالراحة والأمان عندما يكون هناك توازن دولي.. فعندما يكون جزء من هذا التوازن الدولي عملاً عسكرياً أو قواعد عسكرية فنحن نرحب به لأنه يخدمنا بالمعنى السياسي.. هذا موضوع مهم جداً بالنسبة لنا ولكثير من الدول في العالم.
مداخلة الصحفي:
إذاً لا يدور الحديث عن أي مدة زمنية لنقل منظومة إس 400 للجيش السوري حالياً.
الرئيس الأسد:
لا.. حالياً لا يوجد.. هذا غير مرتبط بوجودها في اللاذقية.. هذا مرتبط بالعقود المباشرة بيننا وبين الجيش الروسي.. عقود الشراء.
السؤال الثامن:
هل نستطيع أن نحدد الآن مبلغ العقود التي تقدم روسيا بموجبها الأسلحة العسكرية والسلاح لسورية وللجيش السوري.. ما هي العقود الجديدة الموقعة؟
الرئيس الأسد:
في هذه الظروف نحن نركز على الأسلحة التي نحتاجها بشكل مباشر لمكافحة الإرهابيين وهي قد تكون من الأسلحة المتوسطة والخفيفة بالدرجة الأولى وبالتالي لا نرى الآن ضرورة للتركيز على الأسلحة الاستراتيجية في مثل هذه الحالة وفي مثل هذا النوع من الحروب.. أما بالنسبة للحجم.. لنقل حجم العقود بالمعنى المالي.. فنحن عادة لا نعلن عن حجم هذه العقود.. يبقى الموضوع بين الجيش السوري والجيش الروسي.
السؤال التاسع:
الآن سننتقل إلى موضوع أكثر سلاماً.. كيف يتم التحضير للانتخابات البرلمانية في 13 نيسان.. هل أنتم مرتاحون لما يحدث الآن؟
الرئيس الأسد:
الشيء الجيد أنه بعد خمس سنوات من الحرب ومحاولات تهديم الدولة السورية وضرب البنية المعتمدة بالشكل الأساسي على الدستور.. نستطيع بالرغم من كل ذلك أن نكون قادرين على القيام بإجراءات دستورية.. وهذا يثبت وجود الدولة وكيان البلد بشكل عام بالرغم من الإرهاب الموجود.. الجانب الآخر وهو الأكثر إيجابية بالنسبة لي أنا شخصياً هو حجم المشاركة غير المسبوقة في سورية بالانتخابات البرلمانية.. أكبر نسبة من المرشحين التي تتجاوز أضعاف الانتخابات السابقة.. السبب باعتقادي هو تمسك السوريين بالدستور ورغبتهم بتثبيت شرعية دولتهم ودستورهم.. هذا مؤشر شعبي قوي جداً.. لذلك بالنسبة للعامل الأول والعامل الثاني أستطيع أن أقول إنني مرتاح.. نعم.
مداخلة الصحفي:
مع هذا.. العملية السياسية في سورية تحدث في ظروف تدخل بري في البلاد.. قد يكون ليس تدخلاً معلناً تماماً.. تركيا دائماً تقصف الأراضي السورية.. هل هناك خط أحمر.. وبعده قد يفرغ صبركم وستتعاملون مع هذا كاعتداء مباشر.. هل هناك خط أحمر ستتجاوزه بعض الدول في تدخلها مثل تركيا والسعودية سيجبركم على اتخاذ تصرفات أكثر تشدداً؟
الرئيس الأسد:
بالنسبة لتركيا بالدرجة الأولى.. وبالنسبة للسعودية فهم منذ الأسابيع الأولى وربما الأشهر الأولى في الحرب على سورية تجاوزوا كل الخطوط الحمر.. كل ما قاموا به منذ البداية يعتبر عدواناً.. عدوان بشكل سياسي.. أو بشكل عسكري عن طريق دعم الإرهابيين وتسليحهم.. أو عن طريق العدوان المباشر برماياتهم المدفعية وأحياناً بخروقاتهم العسكرية.
مداخلة الصحفي:
ماذا يفعل أردوغان؟
الرئيس الأسد:
أولاً: يقوم بدعم الإرهابيين بشكل مباشر.. يسمح لهم بالتنقل داخل الأراضي التركية للقيام بمناورة عسكرية بدباباتهم.. وليس فقط كأشخاص.. يقدم لهم الأموال عن طريق السعودية وقطر.. طبعاً عبر تركيا.. يقوم ببيع النفط الذي تسرقه “داعش”.. بالوقت نفسه كان يقوم برمايات مدفعية تجاه الجيش السوري عندما كان يتقدم لكي يدعم الإرهابيين.. كان يرسل إرهابيين تركيين ليقاتلوا مع الإرهابيين الآخرين في سورية.. وهذا الشيء مستمر.. الاعتداء على الطائرة الروسية في الأجواء السورية هو أيضاً عدوان على سورية لأن هذه الطائرة كانت في أجوائنا.. وبالتالي تحت السيادة السورية.. كل هذه الأشياء يقوم بها منذ البداية.. بالإضافة للتصريحات التي تعبر عن تدخل في الشؤون الداخلية.. كل ما قام به أردوغان هو عدوان بكل معنى الكلمة.. فنستطيع أن نقول إننا فقدنا الصبر وفقدنا الأمل منذ وقت طويل بأن هذا الشخص قد يتغير.. ولكن اليوم الحرب على أردوغان وعلى السعودية تكون من خلال ضرب الإرهابيين.. فالجيش التركي.. أو جيش أردوغان وليس الجيش التركي هو جيش أردوغان الذي يقاتل في سورية اليوم.. هم الإرهابيون.. فعندما تضرب هؤلاء الإرهابيين في سورية فأنت تؤدي لهزيمة أردوغان بشكل مباشر.. فعلينا أن يكون ردنا في الداخل السوري أولاً.. بعدها أنا أعتقد عندما نهزم الإرهاب.. الشعب التركي ليس ضد سورية ولا يكن أي عداوة لسورية.. ستكون العلاقات جيدة.. هذا في حال بقي أردوغان في مكانه.
السؤال العاشر:
أنتم جئتم إلى موسكو في الخريف الماضي مع كثير من القضايا المطروحة.. ما الذي اتفقتم عليه بالضبط أنتم والرئيس بوتين.. هل هناك اتفاقات وقعت.. ما هي بنود اتفاقيتكم المكتوبة.. أم أنكم مستمرون في التشاور معتمدين على علاقة خاصة فيما بينكم.. ما يسمح لكم بألا تسجلوا هذا على الورق؟
الرئيس الأسد:
هذه الزيارة كانت بظرف خاص.. فقد أتت بعد أقل من أسبوعين من بداية الدعم الروسي للقوات السورية.. فلا شك أن هذا الشيء فرض نفسه على جدول أعمال الزيارة.. كان هذا هو الموضوع الأساسي وما هي الرؤية المشتركة بيني وبين الرئيس بوتين للمرحلة القادمة بالنسبة مكافحة الإرهاب وبالنسبة للعمل السياسي.. فكان التركيز فقط في كل هذه الزيارة على هذين الموضوعين ولم يكن هناك اتفاقيات وإنما عملية تشاور وحوار.. التركيز كان على نقطتين.. أولاً.. العملية العسكرية التي بدأت في ذلك الوقت وبالتالي ضرورة ضرب الإرهاب.. النقطة الثانية.. كيف نستفيد من العملية العسكرية من أجل دعم المسار السياسي.. وكانت أسئلة الرئيس بوتين حول نفس النقاط التي سألت عنها منذ قليل.. وهي تصوراتنا للعملية السياسية التي يمكن أن تنطلق في جنيف أو في أي مكان آخر في ذلك الوقت.. لم نناقش عملياً في تلك الزيارة سوى هذه الموضوعات.
السؤال الحادي عشر:
السيد الرئيس أنا ممتن لكم على هذا اللقاء الصريح.. قد أكون لم أسأل عن أمر ما وأنتم تريدون إضافته؟
الرئيس الأسد:
أنا أولاً أشكركم لمجيئكم إلى سورية في هذا الظرف تحديداً.. وأنا أريد أن أقول إنني أستطيع عبر موءسستكم الإعلامية المهمة أن أنقل شكر كل مواطن سوري لكل مواطن روسي على الدعم الذي قدمته روسيا لسورية خلال الأزمة.. سواء كان هذا الدعم سياسياً. معنوياً.. إنسانياً.. ومؤخراً عسكرياً.. فكل مواطن روسي كان هو الداعم الأساسي للرئيس بوتين لاتخاذ مثل هذا القرار.. واليوم نحن بالرغم من هذه الظروف الصعبة نعيش فرحة استعادة مدينة تدمر التي تعبر عن إرث إنساني لكل العالم.. ونعتقد أنه بالإضافة للجيش السوري الذي كان مصمماً على استعادتها.. فروسيا لها دور أساسي بالإضافة لإيران وللقوى الأخرى التي تقاتل مع سورية.. فنوجه مرة أخرى الشكر لكل مواطن روسي عبركم ونقول إن ما بنيناه من علاقات عبر ستين عاماً أصبح أكثر متانة وصلابة.. وكلنا أمل بالدور الروسي الكبير على الساحة العالمية وليس فقط في سورية.. في مكافحة الإرهاب وفي إعادة التوازن إلى السياسة في العالم. وشكراً لمجيئكم.
الصحفي:
شكراً.
إضافة تعليق جديد