جولة رايس في الصحافة العربية

17-01-2007

جولة رايس في الصحافة العربية

طغت زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط، ولقائها وزراء خارجية دول الخليج إلى جانب مصر والأردن، على ما عداها من أحداث. حتى بدت المنطقة وكأنها قد حبست أنفاسها بانتظار ما سيتقرر في هذه الجولة، خاصة وأن رايس تناقش في لقاءاتها الإستراتيجية الجديدة التي سيتبعها الرئيس الأمريكي جورج بوش في الشرق الأوسط عموماً وفي العراق بشكل خاص.

تابعت صحيفة "الحياة" زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة، مركزة على اجتماعاتها في السعودية، حيث عنونت الصحيفة: "السعودية طالبت بتعديل الدستور العراقي واجتماع الكويت يدعو دول الجوار إلى العمل سوياً من اجل السلام في العراق... بغداد: تفجيرات "المستنصرية" حولت باحة الجامعة بركة دم والهواتف النقالة ترن قرب جثث أصحابها المحروقة في الشوارع."

وكتبت الصحيفة: دعت السعودية إلى إجراء بعض التعديلات على الدستور العراقي لضمان مشاركة جميع فئاته في العملية السياسية، وقدمت تأييدها لإستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الجديدة في العراق، غير أنها أبدت حذراً من سبل تطبيق هذه الخطة.

وجدد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الأمريكية في الرياض، بعد انتهاء محادثاتها في المملكة، التأكيد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي "على أن يكون ذلك مبنياً على مبدأ التكافؤ والمساواة في الحقوق والواجبات، والمشاركة في الثروات."

وأعلن الفيصل تأييد بلاده لـ "وقف التدهور الأمني بالتعامل مع جميع مصادر الإرهاب والميليشيات المسلحة في جميع المناطق العراقية من دون تفرقة أو تمييز،" مطالباً بـ "وقف التغلغل الخارجي في الشأن العراقي الذي يستهدف العبث بنسيجه الوطني وتجزئته."

وفي الكويت، قالت رايس في مؤتمر صحافي ان العنف في العراق قد يستمر حتى مع "الإجراءات الإضافية،" في حين صرح وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح ان الوزراء التسعة الذين اجتمعوا في الكويت "عملوا جميعا لمنع العراق من الانزلاق إلى الحرب الأهلية." داعياً  دول الجوار إلى "العمل سوياً من اجل السلام في العراق."

أما صحيفة الشرق الأوسط فقد جاء في عناوينها المخصصة لتغطية زيارة رايس:"السعودية تدعم إستراتيجية بوش في العراق.. ورايس مقتنعة بنجاحها، الوزيرة الأمريكية: إسرائيل وفلسطين ليستا بحاجة إلى مؤتمر سلام، الفيصل ينفي وجود وساطة سعودية بين واشنطن وطهران.. ويدعو المالكي لإشراك الجميع في العملية السياسية."

وقالت الشرق الأوسط إن السعودية قدمت دعمها، لإستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الجديدة في العراق، كأول رد فعل خليجي إزاء هذه الإستراتيجية فيما نفت وزيرة الخارجية الأمريكية، وفقاً للشرق الأوسط، أن تكون زيارتها الحالية للمنطقة العربية والخليجية، تأتي بغية إيجاد جبهة مضادة لأي كيان آخر.

ولدى سؤاله حول موقفه من الحكومة العراقية رأى وزير الخارجية السعودي، ضرورة أن تعمل حكومة المالكي، على إيقاف المقاومة، وإشراك الجميع في العملية السياسية بدل العملية العسكرية، وتنفيذ أمنيات الشعب.

كما نفى الفيصل أن تكون لدى بلاده نية للتوسط بين طهران وواشنطن لتقريب وجهات النظر فيما بينهما. قائلاً، "لا توجد هناك حاجة للوساطة في هذا المجال، فالطرفان لديهما ما يكفي من مفاوضات، ويعرفان بعضهما البعض جيداً مما يمكنهما في حال وجود النوايا الحسنة أن يتم التوصل إلى حل سلمي لأي فروق موجودة بينهما."

وكانت رايس قد أعلنت في وقت سابق، عن قرب انعقاد لقاء ثلاثي سيجمعها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، وهو اللقاء الذي وصفته بالأهم خلال الـ6 سنوات الماضية. كما أكدت اأن السعودية والولايات المتحدة تعملان معاً من اجل دعم حكومة فؤاد السنيورة اللبنانية.

من جهتها أبرزت صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن العناوين المرتبطة بمتابعة زيارة رايس إلى المنطقة، مركزة على الجانب العسكري والأمني للزيارة وقد عنونت الصحيفة: "رايس تحشد حلف المعتدلين العرب وراء خطة بوش ،التمويل من دول الخليج والخدمات الاستخبارية من الأردن والغطاء من مصر، توقفت عن إعطاء دروس في الديمقراطية لنظام مبارك واكتفت بشكره."

وقالت القدس العربي نجحت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في حشد حلف المعتدلين العرب وراء الخطة الجديدة للرئيس جورج بوش التي تواجه مشاكل كبيرة داخل الولايات المتحدة بسبب معارضة الديمقراطيين."

وتابعت القدس العربي بالقول: "توصلت رايس إلى نوع من توزيع الأدوار علي حلفاء الولايات المتحدة، يقضي بتقديم الدول الخليجية مساهمة مالية لتغطية تكاليف نشر 21 ألفا من القوات الأمريكية في بغداد، بينما سيقدم الأردن خدمات استخبارية ولوجستية لدعم تلك القوات. على أن تقدم مصر، فستقوم بتوفير الغطاء السياسي اللازم.

وحسب مصادر دبلوماسية، فان رايس تأمل في أن يسهم هذا الدعم العربي الشامل في تمرير خطة بوش المتعثرة في كواليس الكونغرس، وكذلك في توجيه رسالة قوية إلى إيران لوقف تدخلاتها الأمنية بالعراق، وكذلك محاصرتها سياسيا في شأن برنامجها النووي المثير للجدل.

وكان بوش قال أثناء الكشف عن إستراتيجيته الجديدة الأسبوع الماضي أن هزيمة أمريكا بالعراق ستحوله إلى بؤرة للمتطرفين ستشكل تهديدا استراتيجيا لبقاء مصر والأردن ودول الخليج العربية . وهو ما قرأه مراقبون على انه رسالة استغاثة وتهديد في آن موجهة لحلفاء أمريكا لمساعدتها على الخروج من المستنقع العراقي.

ولاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان رايس توقفت عن إعطاء الحكومة المصرية دروسا في الديمقراطية وهو ما يؤكد، وفقاً للقدس العربي، أن واشنطن أعادت ترتيب أولوياتها في المنطقة، ليتقدم الاستقرار بالاعتماد على الأنظمة الديكتاتورية مرة أخرى على السعي للديمقراطية.

أما صحيفة الرأي العام الكويتية، فقد نقلت أبعاد التعاون الجديد الذي اقترحته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس على دول المنطقة والذي وصفته بأنه سيكون (طويل الأمد) فقد جاء في عناوينها: "اجتماع وزراء خارجية الـ (6+2) أكد الالتزام بالتعاون المشترك طويل الأمد حفاظاً على أمن المنطقة."

وتحت هذا العنوان كتبت الرأي العام في سياق متابعتها للاجتماع الوزاري بين رايس ونظرائها من الخليج ومصر والأردن الذي عقد في الكويت: أن الوزراء العرب أكدوا على "أهمية السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط بما فيه منطقة الخليج وذلك من اجل سلامة الاقتصاد العالمي والاستقرار الدولي."

وفي الشأن العراقي قالت الصحيفة أن المشاركون اتفقوا على أن "عراقا مستقرا ومزدهرا وموحدا قائما على احترام سلامة أراضيه ووحدته وسيادته هو في صالح جميع الدول، وان محاولات تحقيق مصالحة وطنية تشمل جميع عناصر الشعب العراقي دون استبعاد أي مجموعة يجب أن تدعم بقوة."مؤكدين "أهمية نزع سلاح الميليشيات وتفككيها."

كما ونقلت الصحيفة ترحيب المجتمعين "بالتزام الولايات المتحدة الأمريكية الوارد في خطاب الرئيس بوش الأخير بالدفاع عن امن الخليج وسلامة الأراضي العراقية، وتأمين نجاح عملية سياسية عادلة وجامعة تضمن استقرار العراق ومشاركة جميع الأطراف فيها."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...