خبر عاجل على العربية يعكس مؤشر الأسهم السعودية
مساء الجمعة 12 أيار (مايو). تحديداً بعد التاسعة والنصف: يظهر الشريط الأحمر على قناة «العربية»، معنون بـ «عاجل».
لم يكن «العاجل» تصريحاً لأحمدي نجاد، أو خطاباً للرئيس الأميركي، أو حواراً مع رئيس أو مسؤول عربي كبير.
لم يكن «العاجل» شريطاً مسجلاً يظهر فيه بن لادن أو الظواهري.
كان خبراً.
لم يكن الخبر العاجل، من العراق. لم يكن من فلسطين. لم يكن من لبنان. لم يكن من إيران. أو من واشنطن حتى.
كان الخبر من السعودية. لكنه، لم يكن عن المسلحين الأربعة الذين هاجموا مبنى القنصلية الأميركية في جدة، في اليوم ذاته.
بدا الخبر أهم من كل ذلك! كونه حظي بتحليل امتد لساعتين (من العاشرة حتى الثانية عشرة). أفردت «العربية» للخبر ساعتين، واستضافت محللين ومعنيين بالخبر.
حاز الخبر مساحة فاقت مساحة خبر المسلحين الذين أطلقوا النار على القنصلية الأميركية، والمساحة التي أعطيت لأي خبر في اليوم ذاته... حتى موضوع الملف النووي الإيراني.
كان الخبر العاجل: أمر ملكي بإعفاء رئيس هيئة سوق المال السعودية جماز السحيمي، وتعيين عبدالرحمن التويجري بديلاً.
استضافت «العربية» رئيس الهيئة الجديد، عبر الهاتف. أعادت عرض الاستضافة أكثر من خمس مرات خلال ساعتين ونصف ساعة. أعادت العرض حتى مساء أمس.
أثرت أهمية الخبر في محرر الأخبار في قناة «العربية». أخطأ في كلمة «تعيينه». كتب في الشريط السفلي: «عبدالرحمن التويجري في أول حديث له بعد «تعييه» في المنصب الجديد...». نسي المحرر حرف النون، لكنه تداركه بعد أقل من دقيقة.
وبعد استضافة الرئيس الجديد، استضافت «العربية» محللين ومستثمرين ماليين. توقفت أخبار السياسة والمجازر والعمليات الإرهابية، توقفت نشرة الأخبار. سرقت مذيعة «العربية» صبا عودة، الأضواء من مذيعي ومذيعات الأخبار. باتت نجمة، بعد قرار داخلي في القناة، قضى بإعطاء الخبر «العاجل» مساحة تزيد على ساعتين. لم يستغرق اتخاذ القرار أكثر من 20 دقيقة بعد إذاعة الخبر العاجل.
تغيب صبا عن شاشة العربية، عادة، يوم الجمعة، فمعظم الأسواق الخليجية، خصوصاً السوق السعودية، مقفلة. لا تظهر صبا في شاشة «العربية» بعد التاسعة مساء. أول من أمس، أطلت على المشاهدين عند العاشرة. ظلت تستضيف محللين ومستثمرين حتى الثانية عشرة.
أمس، أطلت باكراً (التاسعة صباحاً)، حاملة معها أورقاً، تقرأ منها أهم قرارات هيئة سوق المال السعودية خلال سنة. قرأت القرارات وحددت التواريخ.
الخبر العاجل الذي أُعلن الجمعة، لم يكتف بساعتين ونصف ساعة في اليوم ذاته. انفرد أيضاً بالصورة على «العربية»، كأهم خبر من التاسعة صباحاً (أمس) حتى الثانية عشرة.
ماذا حصل بعد كل هذا الاهتمام؟! تحول المؤشر فجأة من اللون الأحمر إلى الأخضر، بعدما خسر الأسبوع الماضي، مكاسب عامة. ارتفعت كل الشركات المدرجة في سوق المال السعودية بالنسبة القصوى. رفض أكثر من 90 في المئة من المتداولين البيع!
هل أثرت الصورة؟! ماذا لو لم توفر «العربية» كل تلك المساحة؟! ماذا لو لم يظهر المحللون والمستثمرون على الشاشة، ويبدوا تفاؤلهم؟! هل يستمر البيع؟!
أياً تكن الحال، هل يؤثر أي خبر «عاجل»، من نوع آخر، في المشاهدين، كما باتت أخبار المال العاجلة تؤثر؟!
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد