عائلة صدام توصي بدفنه في الرمادي وردود فعل دولية متباينة
تسلمت عشيرة البوناصر التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين جثمانه مساء يوم السبت, ونقلته في طائرة مروحية أميركية من بغداد إلى تكريت تمهيدا لدفنه اليوم أو غدا.
وكان الشيخ علي الندى رئيس عشيرة البوناصر قد سافر إلى بغداد على متن طائرة عسكرية أميركية لإحضار جثة صدام حسين، وقرأ المحامي ودود فوزي بيانا باسم عائلة صدام عن ملابسات دفنه اليوم وأوصى بدفنه في مدينة الرمادي.وقال الصحفي العراقي محمد الجبوري إن مجالس عزاء أقيمت لصدام في مدينتي الدورة وبيجي.
وبمتابعة تفاصيل الإعدام الذي جرى في وقت مبكر من يوم السبت، قال مقربون من رئيس الوزراء العراقي إن صدام بقي هادئاً ولم يرتجف، وقد رفض تغطية وجهه وردّد شعارات من بينها عاشت الأمة وفلسطين عربية... وقبل موته نطق بالشهادتين.
وقد أعدم صدام حسين شنقا في مقر المخابرات العسكرية ببغداد وسط حشد من المسؤولين والقضاة الذين أقروا برباطة جأشه كاشفين عن كلماته الأخيرة قبيل سقوطه في الحفرة.
وقال سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي إن صدام اقتيد إلى المشنقة عند الفجر في مقر دائرة الاستخبارات العسكرية بالكاظمية شمال بغداد.
وأكد مستشار الأمن القومي موفق الربيعي الذي حضر عملية الإعدام أن "العملية كانت عراقية مائة في المائة ولم يكن أي أميركي موجودا".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الربيعي قوله إن صدام حسين صعد إلى منصة الإعدام وكان "هادئا ومتماسكا وشجاعا"، وهو ما يتناقض مع تصريحات المستشار السابقة حول صدام التي كذبها شريط الإعدام المصور.
وقال لمحطة تلفزيونية عراقية إن صدام أدار وجهه نحوه وكأنه يقول له "لا تخف"حسب تعبير الربيعي، مضيفا أن شعورا غريبا انتابه عندئذ.وأكد حدوث مواجهة بسيطة مع جلاديه بسبب رفضه وضع غطاء الرأس "انتهت برضوخ الآخرين".
وقال القاضي منير حداد الذي حضر تنفيذ الإعدام "لقد تحلى برباطة جأشه حتى النهاية. لم يبد أي شحوب على وجهه إلا في اللحظة الأخيرة".
وأضاف أن صدام كان متحديا حتى اللحظة الأخيرة، "سأله أحد الحضور: هل أنت خائف؟ فأجاب: أنا لا أخشى أحدا. أنا طول عمري مجاهد ومناضل وأتوقع الموت في أي لحظة". وزاد "يسقط الأميركان ويسقط الفرس".
ومضى القاضي قائلا إنه سمع طقطقة عنق الرئيس العراقي وإن "المنظر كان بشعا ومات على الفور".
وأكد القاضي حداد أيضا أن آخر كلمات نطق بها صدام حسين توجه بها إلى الشعب العراقي قائلا "كونوا موحدين وأحذركم من الوثوق بالإيرانيين والمحتلين".ومعلوم أن قناة العراقية أظهرت لقطات لإحضار صدام من قبل حراس ملثمين إلى منصة الإعدام، وبثت فضائية عراقية أخرى تدعى (بلادي) لقطة أقل وضوحا لجثته وهو ملفوف بغطاء أبيض.
وحضر طبيب وقضاة ووزراء ونواب اللحظات الأخيرة في حياة صدام حسين الذي أعدم في السادسة وعشر دقائق صباحا، حسب القاضي حداد.
هذا وما تزال تتوالى ردود الأفعال الدولية على إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وتتباين تلك الردود بين التأييد والرفض في حين اكتفت أطراف أخرى بالإعراب عن أسفها لتنفيذ عقوبة الإعدام في حق صدام حسين، محذرة من تداعيات ذلك على الأوضاع الأمنية في العراق.
وفيما يلي اقتباسات من أهم ردود الأفعال التي صدرت عن شخصيات وعواصم عالمية.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت إنها "تحترم" الحكم بالإعدام على صدام، مذكرة في الوقت عينه بأن برلين تعارض عقوبة الإعدام.
سيغولين رويال المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية، قالت إن إعدام صدام حسين يثير لديها "شعورا كبيرا بالاشمئزاز"، مشيرة إلى أنها "تعارض عقوبة الإعدام، حتى لو تعلق ذلك بدكتاتور بغيض".
كندا أعربت عن أملها في أن ينعم العراق بالسلام والازدهار بعد إعدام صدام دون التعليق على الإعدام نفسه.
سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي السابق اعتبر إعدام صدام حسين "خطأ سياسيا وتاريخيا لن يساعد العراق على طي صفحة" الماضي.
رئيس بيرو آلان غارسيا قال إن "إعدام صدام حسين غير شرعي نظرا لوقوع العراق تحت الاحتلال حتى وإن كان الرئيس العراقي السابق يستحق إنزال العقوبة القصوى به وفق قوانين بلاده"
الرئيس الأرجنتيني نستور كيرشنر أدان إعدام صدام حسين معتبرا أن شنقه "لن يساهم في العملية السلمية" في البلاد، مذكرا بان حكومته "كانت معارضة لعقوبة الإعدام".
الرئيس الأميركي جورج بوش أكد أن "تنفيذ العدالة في صدام حسين لن ينهي العنف في العراق، لكنه علامة مهمة على طريق العراق نحو التحول إلى بلد ديمقراطي قادر على الحكم والبقاء والدفاع عن نفسه".
وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر "الشعب العراقي يعرف الآن أن الدكتاتور لن يعود ليقودهم، وإعدامه يمثل خطوة مهمة في طي صفحة حكمه المستبد والسعي لتحقيق المصالحة الآن وفي المستقبل".
وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت "صدام دفع ثمن جرائمه".
شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي "صدام حسين سبب لنفسه خسارته هذه، إنه رجل سبب الكثير من الشر لشعبه وهدد إسرائيل كثيرا".
حميد رضا آصفي نائب وزير الخارجية الإيرانية "العراقيون هم المنتصرون كما انتصروا عندما فقد صدام حسين السلطة".
طوكيو "قرار الإعدام اتخذته الحكومة الجديدة في العراق طبقا لدولة القانون، نحترم هذا القرار".
الفاتيكان "إعدام الرئيس العراقي السابق خبر مفجع"، وحذر من خطر أن يغذي روح الانتقام بسبب أعمال عنف جديدة.
موسكو "نأسف لأنه لم يتم الإصغاء إلى الدعوات العديدة لممثلي مختلف الدول والمنظمات الدولية لتتراجع السلطات العراقية عن عقوبة الإعدام".
الاتحاد الأوروبي "ندين الجرائم التي ارتكبها صدام حسين وعقوبة الإعدام أيضا".
الهند "نأسف لإعدام صدام، وكنا عبرنا عن أملنا في ألا ينفذ الإعدام، وقد خاب أملنا".
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي "إعدام صدام من صنع الحكومة العراقية، ولن يؤثر على الوضع في أفغانستان".
القيادي في حركة طالبان ووزير الدفاع السابق الملا عبيد الله أخوند "إعدام صدام يوم العيد هو تحد للمسلمين، إعدامه سيرفع من روح المسلمين المعنوية والجهاد في العراق سيزداد ضراوة، والهجمات ضد القوات المحتلة سترتفع، الآلاف من الناس سينهضون والكراهية لأميركا تملأ قلوبهم، بإذن الله ستصبح كل من أفغانستان والعراق فيتناماً أخرى لأميركا".
هيومن رايتس ووتش "صدام حسين كان مسؤولا عن أفظع الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان لكن أفعاله -وإن كانت على درجة كبيرة من الوحشية- لا يمكن أن تبرر الإعدام، العقوبة الوحشية واللانسانية، والتاريخ سيحكم بقسوة على المحاكمة غير النظامية في قضية الدجيل وعلى هذا الإعدام".
وفي رد فعل آخر تظاهر عشرات الأشخاص أمس السبت في ساحة تايمز سكوير في وسط نيويورك احتجاجا على إعدام صدام حسين معتبرين أنه سيؤدي إلى "تصعيد" في الحرب التي يشهدها العراق.
وتجمهر المتظاهرون أمام مركز تجنيد للجيش الأميركي في ساحة "تايمز" تلبية لدعوة من المنظمة السلمية "إنترناشيونال أكشن سنتر".
المصدر: الجزيرة ـ وكالات
إضافة تعليق جديد