قمـة «إيكـو» تدعـو لإعـادة إعمـار أفغانسـتان وغـزة

اختتمت قمة التعاون الاقتصادي «إيكو»، أعمالها في طهران امس، بالدعوة الى إعادة إعمار أفغانستان وقطاع غزة، فيما اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان النظام الرأسمالي «فشل»، داعياً الى التصدي لـ«خطر» النظام الدولي «الجائر» الذي تقوده الولايات المتحدة.
وركزت القمة التي أسستها ايران وباكستان وتركيا عام 1985، واستمرت يوماً واحداً، على الازمة المالية العالمية وتأثيرها على المنطقة. وفي بيان ختامي، أكد قادة منظمة التعاون الاقتصادي «على التعاون المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي لمواجهة الأزمات العالمية، وعلى أهمية هذا التعاون باعتباره آلية مهمة للإسراع في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار الإقليمي على مختلف الصعد». كما دعوا الى إعادة إعمار أفغانستان وقطاع غزة على وجه السرعة. وذكر البيان ان المنظمة «تتعاطف مع سكان غزة.. وتحث المجتمع الدولي على منع تكرار مثل هذه المأساة الإنسانية وإعادة الوضع هناك الى طبيعته وإتاحة العبور الى غزة لتقديم المساعدات الإنسانية».
وحضر القمة الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري، والتركي عبد الله غول، إضافة الى رؤساء اذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وتركمانستان وأوزبكستان. كذلك شارك في القمة الرئيس العراقي جلال الطالباني وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع بصفة ضيوف شرف.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، أدان في كلمته الافتتاحية النظام الاقتصادي «الجائر» الذي تفرضه الولايات المتحدة. وأوضح ان «النظام الاقتصادي جائر وغير مسؤول»، مبدياً أسفه لكون «شعوب العالم عليها ان تدفع ثمن سياسات بعض الدول غير المجدية». وتابع ان «الولايات المتحدة وبعض حلفائها في قلب الازمة الاقتصادية».
ورأى نجاد ان النظام الرأسمالي «فشل». ودعا الى التصدي «لخطر النظام الدولي الجائر بإحلال وضع اقتصادي آمن لبلداننا» عن طريق تطوير المبادلات بين اعضاء منظمة التعاون الاقتصادي. كما دعا الى إنشاء مصرف مشترك لدول المنظمة، واستخدام «عملة واحدة» في التجارة بين أعضاء المنظمة.
من جهته، حض الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، دول المنظمة على مساعدة افغانستان على مكافحة تهريب المخدرات، فيما قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن بإمكان منظمة التعاون الاقتصادي أن تكون محرّكاً لاقتصاد العالم، ودعا إلى الإسراع في تنفيذ خط أنابيب الغاز من إيران إلى الهند، الذي يعبر من بلاده.
ودعا الرئيس العراقي جلال الطالباني، الذي يشارك كضيف شرف، الى دعم التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي. وقال إن بلاده تحتاج الى التعاون مع دول المنظمة خاصّة لـ«مكافحة الإرهاب». كما أثنى على تعاون إيران لدعم بلاده «في شتى المجالات».
بدوره، اعتبر الشرع ان التعاون بين دول المنظمة «يتعاظم على المستوى الاقليمي بعدما فشلت سياسة القطب الواحد المستمرة منذ عقدين من الزمن». ورأى ان «التضامن العربي والاسلامي طريق واحد وتعاون مشترك لا تعارض بينهما ومن يواصل التفريق بينهما هو الخاسر»، مضيفا ان «الخدعة الكبرى داخل اميركا وحول إسرائيل قد انكشفت قبل ان تنكشف الحقائق في جميع أرجاء الشرق الأوسط».
وعلى هامش القمة، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، خلال لقائه نجاد، ان العالم الإسلامي بحاجة الى قوة كإيران، واعتبر ان «الانجازات» التي تحققها طهران تصبّ في مصلحة العالم الإسلامي، بينما قال الرئيس الايراني ان هناك «حالة فشل وعجز تواجهها الأنظمة الدولية.. وينبغي علينا ان نعدّ الأنظمة المرتبطة بنا قبل أن يقوموا بإعداد وفرض أنظمة جديدة على الشعوب».
وكان الرئيس التركي عبد الله غول، التقى مساء امس الأول مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي، الذي قال إن الإدارة الاميركية الجديدة لم تبد أي دلائل على محاولة تصحيح «الأخطاء الفادحة» التي ارتكبتها الادارة السابقة في المنطقة، بما في ذلك افغانستان. ورأى خامنئي ان العلاقات الايرانية التركية «لها أعداء هم الصهاينة والأميركيون»، داعياً إيران وتركيا الى «التحرك في الاتجاه المعاكس لرغباتهم ووفقاً لمصلحتهما المشتركة».
وتطرق خامنئي الى تطورات الشرق الاوسط، معتبراً ان «القضية الفلسطينية لها الأولوية في العالم الإسلامي.. وأن تركيا أدت دوراً جيداً في قضية غزة، وخطوة السيد (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) اردوغان في منتدى دافوس كانت عملاً جيداً للغاية»، في إشارة الى انسحابه من جلسة مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز.
الى ذلك، رفض الرئيس الإيراني فكرة الوساطة التركية الرامية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال «لا حاجة للوساطة.» وأضاف «موقفنا واضح: لو كانت هناك عدالة واحترام.. فلن تكون هناك قضية في العالم».

المصدر: وكالات