مقتل "حمزة الفرنسي" في سوريا

12-09-2015

مقتل "حمزة الفرنسي" في سوريا

قُتل الإرهابي الفرنسي دافيد دروجون، المعروف باسم "حمزة الفرنسي" في غارة لقوات "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.
وأكد القيادي في جبهة "النصرة" في سوريا السعودي عبد المحسن الشارخ، المعروف باسم "سنافي النصر"، في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، أن "الأخ الحبيب حمزة الفرنسي استشهد رحمه الله. نال ما تمنى كما نحسبه في منتصف رمضان في ريف حلب الغربي اثر قصف لطائرات التحالف مع صاحبه المجاهد الخفي كما نحسبه ابو قتادة التونسي".
وأوضح الشارخ أن دروجون "درّب الكثير على استخدام المتفجّرات وتصنيعها وأصيب في افغانستان ومعارك حلب".
وأرفق تغريداته بصورة قديمة لدروجون، مشيراً إلى أنه سبق ان نجا من غارة للائتلاف قبل عام في منطقة إدلب في سوريا.
وأكد مصدر أميركي، طالبا عدم كشف اسمه لوكالة "فرانس برس": "من المؤكد أنه قُتل".
ورفض مصدر في أجهزة الاستخبارات الفرنسية تأكيد الخبر أو نفيه.
وأوضح والده باتريس أنه لم يتلقّ أي تأكيد رسمي لمقتل ابنه، قائلاً: "لم يردني اي شيء من الحكومة الفرنسية، لا أحد يقول لي شيئاً من جانب الدولة الفرنسية"، مشيراً إلى أنها "ثالث عملية قصف تستهدفه".
وقال والده إن ابنه اعتنق الإسلام حين كان في الثالثة عشرة فقط غير أّنه كان معتدلاً.
وأضاف الوالد: "مساره أمر لا يُمكن فهمه. كان ذكياً جداً في طفولته، محبوباً جداً، كان حنوناً للغاية، يُحبّه الجميع، بشوش الوجه، يبدي باستمرار رغبة في المضي قدماً".
ومع مخالطة السلفيين، تحوّل دافيد إلى "داود" وتعلم القرآن. ويظهر في صور على صفحته على موقع "رفاق الماضي" (كوبان دافان) واجماً يرتدي ملابس بيضاء. وفي قائمة البلدان التي يحلم بزيارتها أدرج "أفغانستان والجزائر والسعودية واثيوبيا والعراق واسرائيل والمغرب وباكستان والصومال والسودان وسوريا".
وقالت رفيقة سابقة له في الصف، طالبة عدم كشف اسمها: "كان فتى لطيفاً، لا يثير متاعب. كان مولعاً بكرة القدم".
وأوضحت سيدة كانت ابنتها معه في الصف: "كان فتى لطيفاً. والده كان سائق حافلة والصبي كان جيداً في الصفّ. لا نفهم ما الذي خطر له".
يُعتبر دروجون قيادياً أساسياً في مجموعة "خراسان" التابعة لتنظيم "القاعدة" التي تنشط في سوريا، ويعتبرها مسؤولون اميركيون مجموعة خطيرة تُخطّط لشنّ هجمات على الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.
وبحسب مسؤول أميركي، انتقل دروجون في سن الـ25، من ملاعب كرة القدم إلى "الجهاد الدولي"، فاعتنق الاسلام في العام 1989. وبعدما عمل وجمع مدخّرات، غادر إلى مصر حيث انتسب إلى مدارس قرآنية، وتعمّق في دراسة القرآن والعربية. ثم عاد إلى عائلته وفي مطلع 2010 أعلن لها إنه عائد إلى مصر.
لكنه في الواقع سلك طريق "الجهاد" على غرار العديد من المتطوّعين الأجانب الآخرين وتوجّه إلى المناطق القبلية الباكستانية. هناك التقى معز غرسلاوي، وهو جهادي بلجيكي تونسي الأصل كان يعمل على تجنيد مقاتلين لتنظيم "القاعدة" في اوروبا قبل الانتقال إلى المنطقة القبلية بين باكستان وافغانستان، فتدرّب دروجون معه على استخدام المتفجّرات وصنع القنابل. وأصبح متخصّصاً في المتفجرات "غير المعدنية" التي يُمكن نقلها إلى الطائرات لتفجيرها.
وأكد مصدر أمني، طالباً عدم كشف اسمه، أن الشاب الفرنسي "أصبح خبير متفجّرات من مستوى جيد".
في المقابل، أكد مسؤول فرنسي كبير أنه "ليس عسكرياً سابقاً ولا عنصراً سابقاً في أجهزة الاستخبارات سواء الداخلية أو الخارجية"، مضيفاً أنه "معروف جيداً لدى أجهزتنا والأجهزة الأميركية، إنه شخص مهم نسبياً في تنظيمه ولديه بعض الإلمام التقني. لكن صنع القنابل لا يمكن تعلّمه في الجيش الفرنسي".
وحين تحوّلت سوريا بدورها إلى "أرض جهاد"، غادر دافيد دروجون المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لينتقل إلى صفوف الإسلاميين هناك، على غرار العديد من القياديين المتوسطي المراتب في تنظيم "القاعدة" الذين سئموا العيش باستمرار تحت تهديد الطائرات الأميركية من دون طيار وصواريخها.
وقال والده إن دروجون كان يتمنّى "الشهادة"، مضيفاً أن "هذا ما يؤلمني إلى أقصى حد، ما تحوّل إليه، ما جعلوه يتحوّل إليه، تلقين العقيدة المتطرّفة... يجدر بنا الانتباه لأولادنا، للبالغين، للشبّان المتفرّغين بعض الشيء حالياً، إنهم فريسة سهلة يمكن التلاعب بهم. يجب أن نكون متيقظين للغاية بهذا الشأن".
وختم باتريس دروجون إنني "أُفكّر بابني كل يوم، صورته أمامي. أُفكر به كل يوم، إنه ابني، من لحمي ودمي. ليرقد بسلام إن كان قتل".


 ( ا ف ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...