انطلاق "عاصفة الشمال" في حلب و مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن

10-06-2013

انطلاق "عاصفة الشمال" في حلب و مناورات «الأسد المتأهب» في الأردن

تزايدت المؤشرات، بعد انتهاء معركة القصير، على احتمال اشتعال محاور الاشتباكات في مدينة حلب وريفها، حيث يسيطر مسلحو المعارضة على مناطق واسعة في هذه المحافظة الثانية في الأهمية في سوريا منذ اكثر من عام، فيما برزت اصوات، من ائتلاف المعارضة و«الجيش الحر» وبريطانيا، مشككة في جدوى المؤتمر الدولي المقرر في جنيف للبحث عن تسوية سياسية للأزمة السورية.
وفي هذه الأثناء، انطلقت في الأردن أمس مناورات «الأسد المتأهب»، التي يشارك فيها حوالى 8 آلاف جندي من 19 دولة، بينها لبنان، وسيتم خلالها إجراء تدريب على نظام صواريخ «باتريوت» ومكافحة «الإرهاب» وكيفية التعامل مع «الضربات الكيميائية».
وقال مصدر امني سوري، لوكالة «فرانس برس»، إنه «من المرجح أن تبدأ معركة حلب خلال أيام أو ساعات، لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالها (من المسلحين) في محافظة حلب»، مؤكداً أن «الجيش العربي السوري بات مستعداً لتنفيذ مهامه في هذه المحافظة».
اما قناة «روسيا اليوم» فقد نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن وحدات الجيش السوري بدأت عملية أطلق عليها «عاصفة الشمال» تهدف إلى استرجاع ريف محافظة حلب.
وكتبت صحيفة «الوطن» السورية إن القوات «بدأت انتشاراً كبيراً في ريف حلب استعداداً لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها»، مشيرة إلى أن الجيش السوري «سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي، في الغوطتين (الشرقية والغربية قرب دمشق)، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماه المتصل بريف حمص»، معتبرة أن «معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسوريا».
وكانت القوات السورية أنهت أمس الأول معركة ريف القصير، بالسيطرة على بلدة البويضة الشرقية، التي كانت آخر معقل للمسلحين في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «سبعة أشخاص قتلوا في تفجير انتحاري بسيارة أمام دير المخلص الذي يؤوي عشرات الأسر المهجرة في حمص».

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن «النظام (السوري) حقق تقدماً ميدانياً، والثمن مرة جديدة كان خسائر هائلة في الأرواح واستخدام أعمى للعنف ضد المدنيين»، معتبراً أن «التطور الحالي للوضع على الأرض لا يساعدنا على إبراز حل سياسي وديبلوماسي»، وهو «يصعب تنظيم مؤتمر جنيف وإنجاحه».
وقال إن «هذا النظام سيكون على الأرجح أقل استعداداً لتقديم تنازلات كافية خلال هذه المفاوضات، وبات إقناع المعارضة بالمشاركة في المفاوضات أمراً أكثر صعوبة»، معتبراً أن عدم حصول المؤتمر «خلال الأسابيع المقبلة أمر مقلق ومحبط».
وقال رئيس «الائتلاف » بالإنابة جورج صبرا، في اسطنبول أمس الأول، إن «ما يجري في سوريا اليوم يغلق الأبواب كلياً أمام أي حديث عن المؤتمرات الدولية والمبادرات السياسية، لأن الحرب التي يعلنها النظام وحلفاؤه في المنطقة بلغت حداً لا يجوز تجاهله».
وأضاف إن «الفعل الطائفي الذي يقوم به مقاتلو حزب الله والسياسة الإيرانية والعراقية (الداعمتان للنظام السوري) يستجر ردود أفعال من نفس النوع. هذه الردود لا نريدها ولا نقبلها لأنها تحول حياتنا في المنطقة إلى جحيم».
وقال «رئيس أركان الجيش الحر» سليم إدريس، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس الأول، إن «المعارضة لن تشارك في جنيف 2 في حال لم يحصل مقاتلو المعارضة على توريدات جديدة من السلاح والعتاد لتغيير الوضع على الأرض».
وكرر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن في القاهرة أمس، «رفض مصر لوجود أي شخص من رموز النظام السوري الحالي الذين تلوثت أيديهم بدماء الشعب في أي حل سياسي قادم للأزمة السورية أو في الحكومة الانتقالية». وقال إن «البديل للحل السياسي للأزمة السورية هو بديل كارثي، لأنه لا يمكن استمرار الصراع العسكري الدائر الآن في سوريا».
وانطلقت في الأردن تدريبات «الأسد المتأهب» بمشاركة ثمانية آلاف عسكري من 19 دولة، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وكندا وبولندا وتركيا وتشيكيا وباكستان والسعودية ومصر والعراق ولبنان والبحرين ودولة الإمارات واليمن والكويت وقطر بالإضافة إلى الأردن.
ويشارك في التمرين، الذي يستمر حتى 20 حزيران الحالي، قرابة 4500 عنصر من الجيش الأميركي والقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأميركية (المارينز)، وحوالي ثلاثة آلاف عنصر من القوات المسلحة الأردنية وما يقارب 500 عنصر من الدول المشاركة الأخرى. كما يشارك في التمرين نظام صواريخ «باتريوت» وطائرات «فالكون اف 16» و«هاربر» و«هركوليس اس130» و«هورنيت اف 18».
وقال رئيس هيئة العمليات في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن محمد العدوان، في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير التمرين والتدريب في مقر القيادة المركزية الأميركية اللواء روبرت.ج. كاتالانوي، في عمان، «تمرين هذا العام يركز على العمليات غير التقليدية التي تواجه الأمن العالمي، ومنها مكافحة التمرد وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب والتدريب والإسناد الجوي».
وأوضح أن «التمرين سيستند على العمليات الدفاعية والعمليات التعرضية، في ظل ظروف حرب غير تقليدية مع التركيز على العمليات الجوية وعمليات الدفاع الجوي والمساعدات الإنسانية ومواجهة التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية».
وحول ما إذا كان للتمرين عـــــلاقة بالأحـــداث في ســـــوريا، قال العــــدوان إن «التمرين ليـــــس له أي علاقة بأي حدث من أحداث الإقليــــم حول الأردن». وأعلن أن التمرينات العسكرية ستجري «في جنــــوب المملكة ووســــطها»، موضحاً أن «جزءاً من فعـــــاليات التمرين هو كيفــــية الــــتعامل مع الضربــــات الكيمــــيائية وتخفيف آثارها على القطــــعات العسكرية وعلى المدنيين».
وحول سبب استخدام بطاريات «باتريوت» وطائرات «اف 16» في التمرين، قال العدوان إن «الهدف من ذلك هو عسكري بحت من اجل تحسين القدرة العسكرية للمشاركين». ورفض تقديم جواب حول ما إذا كانت عمان ستطلب بقاء هذه البطاريات وأي قوات.
وأكد عدوان انه «لن يتم نشر أي قوات قرب الحدود السورية»، فيما أوضح مسؤول في السفارة الأميركية أن هذا الأمر يعود لتجنب قيام السلطات السورية أو المسلحين تأويل هذا الأمر.

المصدر: وكالات

التعليقات

قوى الثورة العالمية المضادة للامة العربية ورمزها سوريا المقاومة والصمود، لا زال في جعبتها الكثير من الخيارات الخسيسة لالحاق الضرر بسوريا وجيشها وشعبها وارضها. لذلك فان الانتصار الساحق في القصير يجب ان لا يجعل مقاتلينا والحكومة والشعب عموما يغترون بالانتصار ويقللون من امكانيات العدو. الخيار الوحيد استكمال التطهير الماحق لكل من يعتدي او اعتدى وغزا وقتل ودمر وتوثيق كل ذلك بالصوت والصورة والكتابة قدر الامكان الى ان ياتي يوم كشف الحساب مع معسكر الاعداء. فلا يصيبن مقاتلينا ما اصاب مقاتلي رسولنا العربي في حنين بعد فتح مكة. وعند التطهير النهائي لكل التراب الوطني السوري لا بد من الاستمرار في ضمان التوازن الاستراتيجي وكسره عندما تحين الساعة لان الاعداء لن يسكتوا على هزيمتهم في ارض الشام.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...