نجاد يعرض على أمريكا المساعدة في العراق شرط سحب قواتها
أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن استعداد بلاده "لانتشال" الولايات المتحدة وبريطانيا من "مستنقع" العراق شريطة تغيير واشنطن ولندن سياستهما، وسحب البلدين لقواتهما من الأراضي العراقية.
يأتي هذا التطور فيما يستعد الرئيس العراقي جلال الطالباني لزيارة طهران، في حين تلقي الأوضاع الأمنية المتدهورة بظلالها على موقف الكتل السياسية.
وقال أحمدي نجاد في كلمة أثناء عرض لمليشيا الباسيج "الأمة الإيرانية مستعدة لانتشالكم من ذلك المستنقع (في العراق) بشرط واحد عليكم أن تتعهدوا بتصحيح نهجكم، عودوا وخذوا قواتكما إلى ما وراء الحدود واخدما بلادكما".
ورغم هذا العرض دعا الرئيس الإيراني شعوب الشرق الأوسط إلى العمل سويا "لطرد المحتلين" الأجانب، وخص بالذكر مساعدة شعوب العراق ولبنان وفلسطين وأفغانستان، معتبرا أن وجود الأجانب هو مصدر النزاعات في المنطقة.
تأتي هذه التصريحات وسط تزايد النداءات لواشنطن بالاستعانة بإيران وسوريا جارتي العراق للمساعدة في الحيلولة دون انزلاق العراق في هوة الحرب الأهلية.
وقال مسؤول أميركي كبير في وقت سابق من هذا الشهر إن واشنطن مستعدة "من حيث المبدأ" لبحث مسألة العراق مع إيران، لكنه أوضح أن توقيت إجراء مثل هذه المحادثات لم يحدد.
في سياق متصل يصل الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى طهران اليوم الاثنين لحث إيران على المساعدة في استقرار الوضع في بلاده. وكان يفترض أن يزور الطالباني إيران الأحد، لكنه اضطر إلى إرجاء زيارته بسبب حظر التجول المفروض في بغداد الذي شمل إقفال المطار.
وستكون هذه هي الزيارة الثانية للرئيس العراقي إلى إيران بعد سنة من تلقيه تعهدا من القادة الإيرانيين بمساعدة بغداد في وضع حد لأعمال العنف.
وحاولت السلطات الإيرانية تحقيق خطوة دبلوماسية عبر دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الانضمام إلى زيارة الطالباني، لكن دمشق أو بغداد أو الاثنتين معا رفضتا العرض على ما يبدو. وأوضح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الخميس أن "مثل هذا اللقاء ليس واردا في البرنامج".
وفي بغداد اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي أن الأزمة في بلاده سياسية. وشدد على أن التدهور الأمني لن يتوقف إلا بتوافق السياسيين العراقيين، مشيرا إلى أن العنف انعكاس لعدم التوافق السياسي.
وأعلن بعد اجتماع للمجلس السياسي للأمن الوطني حضره رموز النظام أنه بصدد تشكيل جبهة لمواجهة "الذين يريدون الخروج عن الصف العراقي".
وقال في رد على سؤال حول تصريحات رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري بالقاهرة إن أعضاء المجلس السياسي للأمن الوطني تداعوا من أجل إعادة ترتيب الملف السياسي لمواجهة الذين يرغبون بالخروج عن إرادة الشعب العراقي.
وكان الضاري قد اتهم حكومة المالكي بالطائفية، ودعا في مؤتمر صحفي بالقاهرة إلى سحب الاعتراف العربي والدولي بها.
أما نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي فقال في رد ضمني على الضاري إن الحزب الإسلامي الذي يترأسه وجبهة التوافق العراقي يريدان أن يكونا شريكين في العملية السياسية. لكنه دعا إلى إعادة النظر في تشكيلة الحكومة العراقية.
من جانبه قال عضو البرلمان العراقي رئيس كتلة المصالحة والتحرير مشعان الجبوري إن رئيس الوزراء نوري المالكي لا يصلح لقيادة حكومة عراقية. ووصفه بالشخص الإقصائي.
الاحتقان السياسي ترافق مع تصاعد العنف، فقد أعلن مصدر أمني عراقي أن مسلحين خطفوا الأحد 21 شخصا من منازلهم في ناحية كنعان التابعة لمحافظة ديالى (شمال شرق بغداد) واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
من جهة ثانية قالت شرطة بعقوبة إنها عثرت على جثث 25 شخصا بينهم سبعة صبية، وكان القتلى معصوبي الأعين مصابين بأعيرة نارية في الرأس. كما عثر على 11 جثة قرب بلدة الحقلانية غربي بغداد.
وقد أعلنت مصادر في الشرطة العراقية الأحد مقتل 11 شخصا، ثمانية منهم على الأقل بانفجار سيارة مفخخة وسط سوق شعبي جنوب بغداد، في حين قتل اثنان في العاصمة وآخر في كربلاء.
في تطور آخر قال رئيس جبهة التوافق العراقية عدنان الدليمي إن اشتباكات اندلعت بين أهالي حي العدل غربي بغداد ومسلحين من إحدى المليشيات، بعد أن قصفت هذه المليشيا منزله بقذيفتي هاون.
كما أعلن الجيش الأميركي عن مقتل اثنين من جنوده متأثرين بجروح أصيبا بها أمس في محافظة الأنبار.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد