بوتين يؤكد للأسد دعم سوريا في محاربة «الإرهاب» وريف دمشق: ترقب لبدء معركة الغوطة
على وقع استمرار الاشتباكات العنيفة في منطقة ريف اللاذقية الشمالي لليوم الثاني عشر على التوالي، بدا أن القوات السورية قررت فتح معركة الغوطة في ريف دمشق، حيث شنت بالأمس سلسلة من الهجمات على مناطق المسلحين .
يأتي ذلك في وقت تلقى الرئيس بشار الأسد دعما جديدا من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ونقل رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين رسالة شفهية من بوتين إلى الأسد، أمس، «أكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات، في مواجهة الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب الدولي المدعوم من قبل بعض الدول الغربية والإقليمية».
واعتبر الأسد، الذي التقى بطريرك إنطاكية وسائر المشرق أفرام الثاني كريم، «أن الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية يسهم في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب»، مؤكدا أن «لا خيار أمام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الإرهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا».
على الخط السياسي، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في بروكسل، «أن المجتمع الدولي بدأ التحضير لعقد مؤتمر جنيف حول الأزمة السورية».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بان كي مون قوله إن «نجاح المؤتمر يتطلب دعما من الأطراف الرمزية المشاركة مثل روسيا والولايات المتحدة اللتين تقدمتا بمبادرة عقده»، مضيفا «عليهما التأثير على جميع الأطراف كي تقف موقفا نزيها وبناء من المحادثات».
وفي موسكو، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد «آفاق استئناف مفاوضات جنيف الرامية إلى تحقيق تسوية للأزمة السورية».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «الحديث تناول بحث تفاصيل الأبعاد السياسية المختلفة للتسوية في سوريا، بما في ذلك آفاق استئناف مفاوضات جنيف، وأيضا في ضوء نتائج قمة الجامعة العربية التي عقدت في الكويت»، مشيرة إلى أن «الجانبين تطرقا أيضا إلى بعض المسائل الخاصة بالعلاقات الثنائية الروسية ـ السورية».
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع وكالة «رويترز» في أبو ظبي، إن الاستقرار والسلام والتنمية في «اليمن والبحرين وسوريا وأي بلد آخر في المنطقة سيكون في مصلحة إيران».
وقال «رداً على السؤال بطريقة أخرى: لدينا علاقة عميقة الجذور مع سوريا. إنها حليف استراتيجي ضد إسرائيل». وأضاف «لا نسعى لبقاء بشار الأسد رئيساً مدى الحياة. لكننا لا نشترك في فكرة استخدام القوى المتطرفة والإرهاب للإطاحة بالأسد والحكومة السورية». وأضاف «الموقف بخصوص سوريا تغير إقليمياً»، مضيفاً أن من الضروري الآن أن يكون هناك «مسار موازٍ» لمحادثات السلام المتعثرة التي عقدت في سويسرا في وقت سابق هذا العام.
ميدانياً عكست تطورات يوم أمس توجهاً من قبل الجيش السوري لفتح جبهة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، في موازاة استمرار المعارك مع مسلحي المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي.
كما تعرضت ميليشيات المعارضة في حي جوبر شرقي دمشق إلى قصف مدفعي، وسط اشتباكات في محيط مخفر الشرطة في الحي.
واستهدفت غارات جوية محيط بلدة المليحة وزبدين بالتزامن مع مواجهات في بساتين مدينة دوما، وقصف على مناطق تمركز المسلحين في مدينة عدرا العمالية التي أكدت قناة «الميادين» تقدم الجيش في محاورها.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن «المعركة بدأت اثر اكتشاف نفق كانت بعض الكتائب تقوم بالعمل عليه للوصول إلى مشارف ساحة العباسيين.
ويتوقع ناشطون معارضون أن تكون معركة الغوطة طويلة الأمد، حيث تعتبر احد اكبر معاقل المسلحين ومخازن أسلحتها ومواقع تدريبها، كما أن السيطرة عليها تعني انقلاباً جذرياً في الصراع العسكري في ريف دمشق، فيما قصفت الميليشيات سكان العاصمة بعشرات قذائف الهاون في شارع بغداد وحي المزة والمدينة الرياضية في الفيحاء، بالإضافة إلى بلدة جرمانا على طريق المطار.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، تواصلت الاشتباكات في مناطق كسب وقرية النبعين وقسطل معاف ومحيط المرصد 45، بالإضافة إلى البدروسية شمال غرب رأس البسيط، بالتزامن مع قصف جبل التركمان والشريط الحدودي مع تركيا. وقالت مصادر ان المسلحين انسحبوا من قمة المرصد 45 بعد العدد الكبير من القتلى والجرحى الذي تكبدوه.
وتوفي الجهادي «أمير حركة الشام» المغربي إبراهيم بنشقرون (أبو أحمد المغربي)، الذي كان معتقلا في سجن غوانتانامو الأميركي، بعد يومين من إصابته في معارك مع القوات السورية قرب كسب.
وانتقد الشيخ السعودي عبد الله المحيسني كتائب معارضة قال انه «رآها بأم عينه تأتي إلى جبهة الساحل لكي تُصور نفسها على أنها تشارك في المعارك وتنسحب بعد حين، طامعة بتمويل جراء ما قاموا به وفق ما نشره على صفحته عبر الانترنت»، في إشارة إلى إعلان «الائتلاف» زيارة رئيسه احمد الجربا إلى المنطقة.
وقال مصدر ميداني إن «ستة صواريخ غراد سقطت في بلدة زغرين شمال اللاذقية، تسببت بمقتل مدني وإصابة آخرين، رد عليها الجيش بقصف عنيف لقرية غمام ومحيط المرصد 45 وأطراف كسب».
واستمرت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في محيط بلدة مركدة في ريف الحسكة، بعد استقدام «النصرة» تعزيزات لاستعادة البلدة. وقتل «11 شخصا، وأصيب 10، في استهداف لواء الإخلاص ولواء ذئاب الغاب جسر الشغور في ريف ادلب بالقذائف».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد