المعلم: واشنطن تتواطأ مع "داعش ..ورؤيتنا للحل السوري لم تتغير
أعاد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السوري وليد المعلم تذكير المجتمع الدولي برؤية الحكومة السورية للمسار السياسي، التي لم تتغير، لحلّ الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من خمس سنوات، والتي تقوم على أسس تشكيل حكومة وحدة وطنية، تعمل علـى صياغة دستور جديد يُقرّ عبر استفتاء شعبي تليها انتخابات برلمانية، مشدداً على أن قطر والسعودية لعبتا الدور الأساسي في نمو الإرهاب في سوريا، وكذلك تركيا التي فتحت الحدود للمتطرفين، متهماً واشنطن بالتواطئ مع "داعش".
واستعاد المعلم في كلمة سوريا الرسمية أمام الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة الشروط السورية للحل، والتي سبق وتكررت في جلسات الاعوام التي سبقت، والتي لم يطرأ عليها أي تغيير.
وركز المعلم كما في السابق ايضاً على موضوع الارهاب، باعتباره "تهديداً للعالم" وليس فقط لسوريا، ووجه اتهامات برعايته لكل من الولايات المتحدة، والسعودية وقطر، وبالطبع تركيا. وقال إن هذا الارهاب الذي يفتك بالعالم "ناتجٌ عن اخطاء حكومات بلدان قامت بدعمه عبر سياسات قصيرة النظر وبعيدة كل البعد عن مصالح شعوبها".
وقال المعلم إن "الجميع بات يعلم يقيناً بأن الإرهاب في بلادي لم يكن لينتشر ويتوسع لولا الدعم الخارجي من دول معروفة للقاصي والداني، فلم يعد خافياً أن قطر والسعودية اللتين تسوقان فكرَهُما الوهّابي المتطرف القائم على التكفير وفتاوى القتل، والذي لا يمت للإسلام بصلة، قد قامتا بهذا الدور وتفاخرتا بدعم الإرهاب بكل الوسائل، فيما فتحت تركيا حدودها أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين قدموا من مختلف أصقاع الأرض وقدمت لهم الدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب.. وفي بعض الحالات قدمت لهم دعماً عسكرياً مباشراً كما حدث في إدلب وحلب وريف اللاذقية".
واستعان المعلم بدراسة أعدها مركز "فيريل" الألماني للدراسات قبل نحو سبعة أشهر "تفيد بأن ما يزيد على 360 ألف إرهابي أجنبي من 83 بلداً دخلوا إلى سوريا منذ نيسان 2011، وأن نحو 95 ألفاً منهم قتلوا على يد الجيش السوري حتى نهاية 2015، بينما غادر 120 ألفاً منهم سوريا إلى البلدان التي أتوا منها أو إلى دول أخرى".
ورأى المعلم أن "سوريا تحارب الإرهاب نيابة عن العالم"، وأنه "لا يمكن تسمية هذا الارهاب بالمعارضة المسلحة المعتدلة" على الرغم "من وجود أدلة دامغة على ارتكابهم جرائم ومجازر لا تقل وحشية عما يقوم به داعش والقاعدة ضد الشعب السوري".
كما أشاد المعلم بـ"دعم الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري، وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية"، مشدداً على ضرورة التنسيق مع الجيش السوري في الحرب على الارهاب في الاراضي السورية، "فغياب هذا التنسيق يعتبر خرقاً للسيادة وتدخلاً سافراً وانتهاكاً لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، كما أن أي جهد يتم دون هذا التنسيق لم ولن يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض، لا بل يزيد الأمر سوءاً".
وفي هذا الصدد، جددّ المعلم ادانة دمشق لـ"العدوان الذي شنته طائرات أميركية على موقع للجيش السوري في محيط مطار دير الزور"، الذي اعتبره دليلاً واضحاً "على تواطؤ الولايات المتحدة وحلفائها مع داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة". كما وجه ادانة أخرى لـ"توغل قوات تركية داخل الأراضي السورية بذريعة مكافحة الإرهاب" باعتباره "عدواناً سافراً ونطالب بإنهائه فوراً"، متسائلا "كيف يمكن لدولة كانت ولا تزال المعبر الرئيسي لدخول الإرهابيين والسلاح إلى سوريا أن تدعي محاربة الإرهاب؟".
وفي الشأن السياسي، أعاد المعلم التذكير برؤية سوريا للحل منذ العام 2011، والتي تقوم على عدة خطوات في مسارين متوازيين من "مكافحة الارهاب والتسوية السياسية"، مشيرا إلى أنه "يفترض أن يبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة بمختلف أطيافها، بحيث تقوم هذه الحكومة بتشكيل لجنةٍ لصياغة دستور جديد يحظى بموافقة السوريين عبر استفتاء شعبي يلي ذلك انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة جديدة وفق الدستور الجديد".
ورفض الوزير السوري "الحلول الآتية من الخارج" وأي "تدخل خارجي" في فرض الحل السوري، مجدداً في الوقت ذاته "التزامنا بالمضي في مسار جنيف برعاية الأمم المتحدة".
وجاءت كلمة المعلم بعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي اعتبره بأنه "كالعادة خرج بنتيجة جيدة جدا"، كما التقى نظراءه من إيران والعراق وسلطنة عمان والجزائر وقبرص وأرمينيا وبيلاروسيا والسودان والتشيك وكازاخستان.
وفي لقاء مع نظيريه الايراني محمد جواد ظريف والعراقي إبراهيم الجعفري، أكد أن "التنسيق جار في مكافحة الإرهاب" مع طهران وبغداد، في حين استمع المعلم من نظيره العماني يوسف بن علوي إلى ما يقوم به الأخير "من اتصالات بشأن الأزمة"، والذي أكد خلالها أهمية وجود وفد موحد يمثل "المعارضة" و"استئناف الحوار السوري - السوري لإنهاء الأزمة".
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد