كلينتون «تبارك» هجمات إسرائيلية جديدة على غزة
أعطت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، امس، موافقة مسبقة لإسرائيل على أي عمل عسكري تقوم به في غزة في مواجهة »استفزازات« قيادة حركة حماس لها، معتبرة من جهة اخرى أن أمام طهران »فرصة واضحة« يجب أن تستغلها، في وقت حذر وزير الدفاع روبرت غيتس من »نكسة« محتملة في العراق، واعتبر أن على واشنطن أن تبقي في حساباتها إمكانية الحفاظ على وجود عسكري في هذا البلد »لسنوات عديدة«.
وفي أول مؤتمر صحافي لها في مقر وزارة الخارجية الأميركية، قالت كلينتون »نحن نؤيد حق اسرائيل في الدفاع عن النفس. ووابل الصواريخ (الفلسطينية) الذي يقترب أكثر وأكثر من المناطق السكنية (في اسرائيل) لا يمكن أن يمر من دون رد«. وأضافت أن هدف الولايات المتحدة على المدى القصير هو وقف إطلاق نار دائم، وان هدفها على المدى البعيد هو التوصل الى سلام يوفر الأمن ويقوم على حل الدولتين«.
وعلقت كلينتون على مقتل جندي إسرائيلي امس على الحدود مع غزة، متهمة حركة حماس بالقيام بعمل »هجومي« ضد قوات الدفاع الاسرائيلية على الحدود. وأضافت »مما يؤسف له أن قيادة حماس ترى على ما يبدو أن من مصلحتها استفزاز حق الدفاع عن النفس بدلا من بناء مستقبل أفضل لشعب غزة«، في ما يبدو ضوءا أميركيا أخضر لإسرائيل لتقوم بعمل عسكري ضد القطاع. وقد تجنبت كلينتون أكثر من مرة الإجابة عن سؤال بشأن دور سوريا في القضية الفلسطينية.
وردا على سؤال عن الوضع الإنساني للفلسطينيين في غزة، قالت السيدة الاولى سابقا ان الادارة تشعر بالقلق بشأن المعاناة الإنسانية والخسائر بين المدنيين على الجانبين، وانها تبحث زيادة المساعدات. وأوضحت »الولايات المتحدة حاليا هي اكبر مساهم في المساعدات المرسلة الى الفلسطينيين وسنضيف المزيد لأننا نعتقد انه من المهم مساعدة الذين تعرضوا للدمار والمعاناة«، من دون أن تحدد حجم هذه المساعدات أو الآلية التي سيتم من خلالها توزيعها، مشيرة الى أنها تدعم في هذا السياق جهود السلطة برئاسة محمود عباس.
وعن الملف الايراني، قالت كلينتون في مؤتمرها الصحافي الذي لم يعلن عنه مسبقا، ان أمام طهران »فرصة واضحة كما عبر الرئيس (اوباما) لإبداء قدر من الاستعداد للانخراط بصورة مجدية مع المجتمع الدولي.. الامر يعود إليهم«. وأضافت ان الادارة الاميركية تجري مسحا واسعا حيال السياسات المحتملة مع ايران، موضحة أن »هناك الكثير من المسائل التي نأخذها بالاعتبار«.
وأعلنت الوزيرة الاميركية، التي اتصلت بالرئيس العراقي جلال الطالباني ووزير خارجيته هوشيار زيباري، انها تعتزم إقامة »حوار شامل« مع الصين. ورأت ان »الحوار الاستراتيجي الذي بدأته ادارة (جورج) بوش تحول الى حوار اقتصادي«، مضيفة »هذا منحى مهم جدا في علاقتنا، لكنه ليس المنحى الوحيد«. كما ذكرت أن المفاوضات السداسية بين الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا حول نزع سلاح كوريا الشمالية النووي »أساسية«.
واعتبرت كلينتون أن »العالم بدأ يتنفس الصعداء« منذ تولي أوباما الرئاسة، مضيفة ان »الموقف حيال باقي العالم« الذي تعتمده الإدارة الجديدة لقي تجاوبا كبيرا في الخارج. ولفتت الى ان »هناك أضرارا كثيرة يترتب علينا إصلاحها«، معتبرة أن توليها وزارة الخارجية في هذه الفترة تحديدا »شرف شخصي كبير«، بعدما رفضت مقولة أن عناصر فريق أوباما للسياسة الخارجية سيجدون صعوبة في التعامل بعضهم مع بعض.
- في هذا الوقت، اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس انه »لا شك في أن أكبر تحد عسكري نواجهه اليوم هو أفغانستان«. وكشف أن في وسع البنتاغون إرسال ثلاثة ألوية (ما بين ٣٥٠٠ وأربعة آلاف عنصر) »بحلول منتصف الصيف«. وقال »كما في العراق، ليس هناك حل عسكري صرف في أفغانستان«، لكن »من الواضح ايضا أن قواتنا لم تكن كافية لتوفير حد أدنى من الأمن في بعض المناطق الأشد خطورة، وقد ملأ طالبان هذا الفراغ تدريجيا«.
وفيما أكد غيتس أن واشنطن ستواصل مطاردة عناصر القاعدة »أينما كانوا«، حذر غيتس من »نكسة« محتملة في العراق، واعتبر أن على واشنطن أن تبقي في حساباتها إمكان الحفاظ على وجود عسكري في هذا البلد »لسنوات عدة«. وقال »حتى لو بقي مستوى أعمال العنف متدنيا، يبقى هناك احتمال حصول نكسة، وقد تواجه قواتنا أياما صعبة«. وتابع »حتى لو خفضنا وجودنا العسكري تدريجيا مع الوقت، علينا رغم ذلك أن نتحسب لاحتمال ان نبقى متورطين في العراق الى حد معين لسنوات عديدة«. ويزور الرئيس الاميركي خلال الأيام المقبلة وزارة الدفاع كي يعمل على دفع خطط سحب الجنود الاميركيين من العراق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد