تقرير موقع الجمل الاستخباري الدوري (267-268-269-270-271)
تقرير الجمل الاستخباري (267)
تحدثت التسريبات عن تزامن مثير للاهتمام، بين وقوع الاعتداء المسلح الذي استهدف الطيارين السوريين الذي حدث مؤخراً، وقيام القوات الإسرائيلية، والقوات الأردنية بإعلان حالة التعبئة والاستنفار. الأمر الذي يطرح المزيد من الملاحظات المثيرة للشكوك:
• إعلان حالة التعبئة والاستنفار في أوساط الجيش الإسرائيلي والأردني، يعكس أن أجهزة المخابرات العسكرية في البلدين كانت على دراية وعلم بالحادثة، إضافة إلى أنهما قد أعدا العدة لمواجهة تداعياتها المؤجلة.
• من المفهوم أن يعلن الجيش الإسرائيلي أو الجيش الأردني حالة التعبئة والاستنفار، ولكن الجدير بالملاحظة أن الجيشين الإسرائيلي والأردني قد أعلنا حالة الاستنفار والتعبئة ضمن وقت موحد متزامن وإزاء حادثة معينة، وذلك لجهة نوايا مواجهة تداعيات نفس هذه الحادثة على البلدين.
تعكس حالة الاستنفار والتعبئة العسكرية الإسرائيلية والأردنية، شكوكاً متزايدة حول مدى تورّط أجهزة المخابرات في البلدين إزاء الحادثة، وأيضاً إزاء العمليات السرية الجارية داخل الأراضي السورية، علماً بأن أجهزة البلدين قد سبق وأن تورطت في الكثير من العمليات السرية ضد رموز حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية، إضافة إلى القيام بالمزيد من العمليات السرية النوعية التي استهدفت العلماء النوويين وغيرهم من كبار الخبراء.
تقرير الجمل الاستخباري (268)
تشهد الساحة السياسية المصرية في هذه الأيام المزيد من العمليات الاستخبارية السرية، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات، أن اندلاع موجة الاحتجاجات السياسية الجديدة بواسطة شباب الثورة، قد أدت إلى إعادة ترتيب الاصطفافات السياسية ضمن استقطابات جديدة، بحيث أصبح الإخوان المسلمون والمجلس العسكري يقفان في موقف المدافع أمام هجوم انتفاضة شباب الثورة، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والقطرية إضافة إلى الأردنية، قد سعت لجهة إعادة النظر في ترتيب مخططاتها وذلك لأن التأييد الشعبي الواسع النطاق لموقف شباب الثورة قد أدى إلى إحباط المخطط الاستخباري السري الذي كان قيد التنفيذ.
تقول التسريبات بأن عين واشنطن وإسرائيل، تركزان بشدة على عمرو موسى باعتباره الحصان الذي يمكن الرهان عليه في الإبقاء على التعاون المصري ـ الإسرائيلي ـ الأمريكي في حالة صعوده لمنصب الرئيس المصري. وإضافة لذلك، تقول التسريبات بوجود خطة تهدف إلى التخلص من الدكتور البرادعي أحد المرشحين الرئاسيين المحتملين والذين يتمتعون بشعبية كبيرة. وفي هذا الخصوص، فقد جرت التفاهمات على أن يقوم المجلس العسكري المصري بإقالة الدكتور الجنزوري الذي تمت تسميته مؤخراً لتولي منصب رئيس الوزراء، والقيام بتسمية الدكتور البرادعي من أجل تولي منصب رئيس الوزراء في الفترة الانتقالية. وهذا معناه، أن على البرادعي أن يتخلى عن الترشح لمنصب الرئيس المصري طالما أن كل المسؤولين الناشطين ضمن فعاليات المؤسسات الرسمية التنفيذية سوف لن يسمح لهم بترشيح أنفسهم في الانتخابات، وبالتالي، فإن تولي البرادعي لمنصب رئيس الوزراء معناه أن عمرو موسى قد أصبح يتمتع بفرصة أفضل بفعل خروج البرادعي من المنافسة.
تقرير الجمل الاستخباري (269)
تزايدت تأثيرات العامل السوري على فعاليات الصراع الدولي، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن المياه المتوسطية المتاخمة للسواحل السورية سوف تشهد تصاعداً في فعالية "دبلوماسية البوارج الحربية" على غرار ما كان يحدث خلال حقب الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، وفي هذا الخصوص تشير المعلومات إلى الآتي:
• أرسلت موسكو ثلاث سفن حربية إلى الساحل السوري.
• أرسلت واشنطن حاملة الطائرات السفينة الحربية الأمريكية جورج بوش ومعها مجموعة سفن الضربة العسكرية المرافقة لها.
تشير لعبة الصراع البارد الأمريكي ـ الروسي إلى أن واشنطن قد سعت إلى إرسال حاملة طائرات ومجموعة ضربة عسكرية بحرية، ضمن أسلوب يتيح وجود قوة عسكرية بحرية أمريكية أكثر تفوقاً على القوة العسكرية البحرية الروسية الموجودة في المياه السورية. ولتصحيح هذا الوضع المختل لصالح واشنطن، سعت موسكو إلى ضبط توازن القوى، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن موسكو قد أرسلت حاملة الطائرات الروسية كوزينتسوف ومعها مجموعة سفن الضربة العسكرية المرافقة لها. وبسبب المتابعة الروسية الدقيقة لتحركات القطع العسكرية البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات الأمريكية، فقد تحركت الحاملة الروسية كوزينتسوف بحيث يكون وصولها للمياه السورية ضمن توقيت يتزامن مع وصول القطع الأمريكية، وذلك لأن التأخير في وصول الحاملة كوزينتسوف معناه أن التفوق البحري في المنطقة سوف يصبح لصالح واشنطن.
تقرير الجمل الاستخباري (270)
تقول التسريبات بأن الأوساط العراقية تراقب عن كثب وبشكل وثيق تطورات الأحداث والوقائع الجارية في الملف الاحتجاجي السياسي السوري، على المستويين الداخلي والخارجي، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى النقاط الآتية:
• يدرك العراقيون جيداً مدى خطورة وجود المسلحين الذين تم تسريبهم بواسطة الأجهزة الغربية والعربية الحليفة لها إلى سوريا.
• يفهم العراقيون جيداً بأن حركة هذه العناصر الجهادية المسلحة سوف لن تقتصر على المسرح السوري، وإنما سوف تتحرك باتجاه المسرحين العراقي واللبناني.
وإضافة لذلك، تقول التسريبات بأن مخاوف العراقيين تزايدت أكثر فأكثر بسبب تفاهمات المجلس الانتقالي الليبي الحاكم حالياً، والمجلس الوطني السوري المعارض لجهة القيام بنقل المزيد من العتاد العسكري والعناصر الجهادية التي حاربت ضد نظام القذافي إلى سوريا، إضافة إلى سعي المخابرات السعودية والخليجية والأردنية لجهة التخلص من الجهاديين وعناصر القاعدة لجهة إرسالهم إلى مسرح المواجهات في سوريا، خاصة أن الأجهزة الأمريكية سبق وأن حققت النجاح في عمليات تحويل المسلحين من مسرح المواجهة الأفغاني ـ الباكستاني إلى المسرح الصومالي واليمني واللبناني كما أوضحت تجربة مواجهات مخيم نهر البارد اللبناني.
تقول التسريبات بأن المخاوف لم تقتصر فقط على العراقيين، بل وحتى النظام الملكي الأردني أصبح، برغم انخراطه في العمليات السرية ضد دمشق، أكثر تخوفاً من احتمالات أن يتسع نطاق فعاليات العناصر الجهادية المسلحة بشكل ينفلت عن السيطرة، ويتحولون باتجاه استهداف الأردن، على غرار ما فعلوا مع أمريكا عندما انقلبوا عليها في المسرح الباكستاني.
تقرير الجمل الاستخباري (271)
تحدثت التسريبات الإسرائيلية عن تصاعد الخلافات والصراعات داخل حزب كاديما الإسرائيلي المعارض، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى الآتي:
• الاستقطاب الجديد بين الزعيم عافي ديختر وأنصاره، وزعيمة الحزب الحالية تسيبي ليفني وأنصارها.
• عقد عافي ديختر ندوة في منطقة هولون، هاجم فيها رئيسة الحزب تسيبي ليفني بسبب تقرير التفتيش العام الإسرائيلي الذي كشف عن تفشي المزيد من الممارسات الخاطئة داخل حزب كاديما إضافة إلى عدم قيام أجهزة الحزب بتسديد الديون بسبب الفساد الذي أدى إلى تزايد ضغوط الإعسار المالي لحزب كاديما.
هذا، وتقول التسريبات بأن الضغوط داخل حزب كاديما أصبحت تحاصر رئيسة الحزب تسيبي ليفني، وذلك بفعل تزايد ظهور الفضائح والمخالفات على النحو الذي دفع عدداً كبيراً من أعضاء الحزب لجهة مطالبة تسيبي ليفني بعقد جولة انتخابات حزبية مبكرة، من أجل انتخاب قيادات الحزب. وبرغم ذلك، فقد ظلت رئيسة الحزب تسيبي ليفني غير مهتمة ولا تلقي بالاً على خصومها داخل الحزب من أمثال عافي ديختر وشاؤول موفاز وغيرهم. وتقول التسريبات بأن تسيبي ليفني بحكم خبرتها الطويلة في العمل بجهاز الموساد الإسرائيلي، تحمل في حقيبتها المزيد من الأوراق والملفات الفضائحية والتي سوف تلجأ لاستخدامها في الوقت المناسب، وعلى النحو الذي يعجل بإحراق شعبية كل خصومها داخل الحزب، وبالذات الجنرال شاؤول موفاز، وعافي ديختر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد