سـورية الثالثة عالمياً في نوعية الزيـت والخامسة في الإنتاج
تعتبر سورية الموطن الأصلي لشجرة الزيتون، وأول اكتشاف لها يعود إلى مملكة إيبلا التي اكتشف فيها الكثير من الرقم والمخطوطات عن الزيتون.
وكان يقدم فيها زيت الزيتون كهدية للملوك ولأبطال الرياضيين.
وقد انتقلت زراعة هذه الشجرة المباركة من منطقة الشرق الأوسط (وسورية ،لبنان ، فلسطين، تركيا..) وانتشرت في جنوب اوروبا ومنطقة حوض البحر الابيض المتوسط، وكانت شجرة الزيتون ذات مكانة رفيعة عند اليونانيين القدامى حيث ذكروها في قصائدهم وكتاباتهم، وكان الرومان أول من نشر زراعة هذه الشجرة في كل شبه الجزيرة الإيبرية ووصلت إلى إسبانيا عن طريق الفينيقيين والاغريق، والعرب هم الذين طوروا تقنية استخراج الزيت وقد أخذ الإسبان معهم هذه الشجرة أثناء اكتشافهم لأمريكا في القرنين 16-17 الميلاديين.
وتؤكد الأبحاث والدراسات ان شجرة الزيتون وجدت منذ العصر الهجري، أي قبل أكثر من 12 ألف عام وفي الالف الثالث قبل الميلاد كانت في كل من سورية وفلسطين مزارع كثيرة لزراعة واستثمار الزيتون كما اكتشفت أغصان وبذور للزيتون في آثار مدينة إيبلا الأثرية في سورية يعود عمرها لأكثر من 2500 عام، وتوجد أشجار في القدس يقدر عمرها 2000 سنة( أي من أيام المسيح عليه السلام). وهناك زيتونة أخرى في كرواتيا يقدر عمرها بـ 1600 سنة.
يعتبر الزيتون إحدى أهم الزراعات البعلية في القطر السوري موطن شجرة الزيتون الأصلي ومهد انتشارها. ارتبطت بحياة وعادات المجتمع وأصبحت تشكل حيزاً هاماً من تراثه وثقافته، وله أهمية اقتصادية متميزة لانه مصدر الرزق والمعيشة لشريحة واسعة من الناس ويزرع في الاراضي الأقل خصوية والتي لا تصلح للزراعات الاخرى ويمكن أن يلعب دوراً هاماً في تأمين القطع الأجنبي عن طريق التصدير إلى الخارج، وللزيتون أهمية يمكن وصفها بالاستراتيجية إذ يعتبر وبحكم عادات الاستهلاك القائمة، أحد محاصيل الأمن الغذائي كونه غذاء شعبياً واسع الانتشار ومصدراً هاماً للدهون الصحية في التغذية.
بلغت المساحات المزروعة بأشجار الزيتون 616229 هكتاراً، والعدد الإجمالي لأشجار الزيتون 90،776 مليون شجرة المثمر منها66،775 مليون شجرة وذلك حسب وزارة الزراعة. حيث توقع المهندس فراس سويد مدير مكتب الزيتون أن المساحة المزروعة ستبلغ638502 هكتاراً وسيكون العدد الكلي للأشجار 94،119 مليون شجرة مثمرة منها، والتقديرات الاولية للانتاج حوالي 870 الف طن زيتون ينتج عنها 160 الف طن زيت تقريباً والباقي زيتون مائدة.
< المهندس نضال وزاز رئيس شعبة الأصناف في بحوث الزيتون أكد على أهمية زيادة نشر المعرفة في استخدامات الزيتون لدى الأسرة السورية. حيث لا يزيد معدل استهلاك الفرد في سورية عن 8-10 كغ وان استهلاك زيت الزيتون في الساحل السوري يعد الأعلى في سورية حيث يزيد على 20 كغ للفرد مقارنة بـ 12 كغ وسطياً في أوروبا.
وأضاف م. وزاز أن زيت الزيتون السوري فاز بالمركز الثالث عالمياً في مسابقة نظمتها مجلة «درفيتش ميكر» الالمانية لاختبار أفضل 50 نوعاً لزيت الزيتون في العالم، وحصد أيضاً المركز الاول للزيوت الجديدة التي دخلت المسابقة لعام 2008- 2009 وقالت المجلة« زيت الزيتون السوري من بين أفضل الزيوت في العالم، ويتمتع بمذاق حار ورائحة عطرية مع نكهة الميرمية والنعناع الحد وعبير الصنوبر والجوز»، وقد بلغت الكمية المصدرة من زيت الزيتون عبرالشركات الاستثمارية منذ مطع العام الحالي حتى أواخر تموز الماضي ألف طن تقدر قيمتها بـ 155 مليون ليرة سورية.
يشار إلى أن سورية تحتل المركز الخامس عالمياً في إنتاج الزيت إلا ان حصتها من السوق العالمية لا تتجاوز 1٪ ، وقدانتقلت سورية من مرحلة استيراد زيت الزيتون في بداية التسعينيات إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، و من ثم التصدير الذي بلغ ذروته عام2005 حيث بلغت الكميات المصدرة حوالي 35 ألف طن.
وحسب دائرة الزيت في قسم بحوث الزيتون ان استهلاك القطر لعام 2008 من زيت الزيتون بحدود 120 الف طن وهناك فائض للتصدير على الأقل بحدود 70 ألف طن سنوياً نظراً لان العام الماضي قد بلغ انتاجه من زيت الزيتون 170 ألف طن.
زيت الزيتون عبارة عن محصول طبيعي عندما يتم استخلاصه من مواد طبيعية ذات جودة عالية ابتداء من ثمار الزيتون الممتازة ذات النضج المناسب ومعدات المعالجة والعصارة لاستخدامه في أطباق الطبخ وسلطات الخضار و...
وزيت الزيتون هو الوحيد الذي يمكن استعماله وهو خام مما يجعله يحتفظ بمكوناته الأصلية من فيتامينات وأحماض دهنية أساسية وغيرها من المواد ذات القيمة الغذائية الضرورية، إلا ان كميات كبيرة من زيت الزيتون عند مرورها بعملية التكرير والتصفية يعرضها لفقدان بعض المواصفات الغذائية والكيميائية، فزيت الزيتون المكرر يفقد تقريباً أغلب خصائصه العالية التي تميزه عن بقية الزيتون النباتية الأخرى.
وزيت الزيتون السوري يتمتع بسمعة ممتازة في أوروبا معظم الزيت المصدر إليها من سورية ويعاد تصديره إلى أسواق أمريكا الشمالية.ووفقاً للمجلس العالمي لزيت الزيتون في الولايات المتحدة الامريكية وغيره من المصادر و الأبحاث التي تدرس أصناف ونوعيات وخصائص عبر مناطق حوض البحر المتوسط نجد أن سورية هي المصدر الأصلي للزيتون ومنها أخذت باقي بلدان المتوسط الزيتون وزراعته. وحالياً وبعد 600عام من انتشار زراعة الزيتون من سورية إلى باقي المتوسط لتبقى سورية تحتل عالمياً مرتبة بين أصل خمسة دول منتجة ومصدرة لزيت الزيتون . فالتربة السورية و المناخ يجعلان منها بيئة مثالية لنمو شجرة الزيتون المثمرة.
فوائده كثيرة وهو من أهم الوسائل المحاربة للكوليسترول وفي كلا اللونين (الأخضر والأسود)فالزيتون يعتبر مصدراً جيداً لفيتامينE وفيتامينC
وحسب دراسة نشرتها مجلة الصحة: إن زيت الزيتون يسهم في الوقاية من تصلب الشرايين وانسدادها ويمكن استخدامه لإنقاص الوزن وينصح بتناول ملعقة كبيرة منه يومياً للوقاية من تصلب الشرايين وكعلاج له.
خصوصاً بعد أن أثبتت التجارب ان شرب الزيت يمنع امتصاص المواد السامة ودخولها إلى الدم ويطلق البطن ويسكن أوجاعه ويطرد الديدان. وهو مقو للثة والأسنان وملين للجلد ويوصف كعلاج للتصلب المتعدد الذي يصيب المادة الدهنية المغلفة للأعصاب . ولأهميته قال عنه رسول الله صلى عليه وسلم( ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
فهو يطري البشرة ويساعد على نمو شعر الرأس ويؤخر ظهور أعراض الشيخوخة لاحتوائه على مضادات الاكسدة، ويساعد على تركيز الكلس في العظام عند الكبار والصغار، ويساعد على معالجة القرحة المعدية والمعوية. وينشط الكبد و المرارة ويساعد على التخلص من الحصيات و....
ومن هنا جاءت أهمية الغذاء المتوسطي الغني بزيت الزيتون والفواكه والخضروات والقليل من اللحوم والدهون المشبعة على القلب والاوعية الدموية.... وربما يكشف لنا العلم في المستقبل المزيد من فوائد الزيتون وأهميته...
يعتقد البعض أن هناك أشجاراً تنتج زيتوناً أسود وأشجاراً تنتج زيتوناً أخضر، لكن هذه المعلومة خاطئة، إذ ان كل ألوان الزيتون مكن أن تكون حصيلة شجرة واحدة... مع اختلاف الأنواع فقط بين أشجار الزيتون فكل الزيتون يبدأ باللون الأخضر ويتحول إلى البني فالبني المحمر ثم الاسود وهو أقصى درجات النضوج،ويتميز الزيتون الاخر أنه يحتوي على سعرات حرارية أقل (120 سعرة حرارية في كل 100غ مقابل 230 سعرة حرارية) في حالة الاسود. كلما كان الزيتون أكثر نضوجاً وبالتالي أغمق لوناً كلما احتوى مقداراً أقل من الماء وازداد تركيز الزيت به. والأفضل بينهما الأسود الناضج طبعاً . لأنه يحتوي على زيت أكثر وبالتالي هو صحي أكثر.
وكلما كان الزيت طازجاً أكثر كان أفضل، أي أفضل من الزيت القديم في الطعم وحتى في الفائدة.
ينتشر في سورية عدد كبير من الأصناف التي تم اصطفاؤها وتجنيسها عبر آلاف السنين وتشكل ثروة وراثية للزيتون، بعضها يستخدم لاستخلاص الزيت وبعضها الآخر للتخليل وتحضير زيتون المائدة . وأصناف أخرى تعتبر ثنائية الغرض لاستخلاص الزيت والتخليل . ومن أهم هذه الأصناف:
1- الصوراني( المعري): وينتشر في محافظة ادلب ويلقى إقبالاً في مناطق التوسع وثمرة هذا النوع متوسطة الحجم بيضوية الشكل ويستخدم هذا الصنف لاستخلاص الزيت والتخليل الاخضر الاسود ونسبة الزيت فيه 25-30٪.
2- الزيتي (الكردي،الملكاني، الخلخالي): وينتشر في محافظة حلب ( عفرين ، اعزاز) بشكل رئيسي وفي ادلب والثمرة في هذا النوع صغيرة الحجم وكروية الشكل ونسبة الزيت من28-33٪.
3- الخضيري (الخضراوي): وينتشر هذا الصنف في الساحل السوري ( اللاذقية ، طرطوس، غرب حمص)وثمرته متوسطة الحجم وبيضوية الشكل ونسبة الزيت 25-30٪ ويستخدم لاستخلاص الزيت والتخليل الاخضر.
4- الدعيبلي (الدرمالي- التمراني): ينتشر في الساحل ويعتبر الصنف الرئيسي في محافظة طرطوس وينتشر في المناطق الغربية لمحافظة حمص( تلكلخ) والثمرة كبيرة الحجم وكروية متطاولة ونسبة الزيت 20-24٪
5- الدان: وينتشر في دمشق ودرعا والسويداء وثمرته متوسطة الحجم بيضوية الشكل منتفخة ونسبة الزيت 18-24٪.
6- القيسي: ينتشر بشكل رئيسي في حلب(جبل سمعان، النيرب، الباب) وثمرته كبيرة الحجم نسبياً يستخدم للتخليل الأخضر ونسبة الزيت فيه16-24٪.
7- الجلط: ويوجد في درعا ودمشق وتدمر ونسبة الزيت 12-14٪ .
8- محزم أبو سطل: يزرع مروياً وينتشر في منطة تدمر ونسبة الزيت 9-12٪.
9- الصعبي: الذي ينتشر في دمشق ودرعا، ويستخدم للتخليل الأخضر ونسبة الزيت 8-11٪
10- أصناف ثانوية أخرى مثل: الحمصي، أبو شوكة، الكبر بري، القرماوني، النصاصي، الشامي والتفاحي والخوخي والعيروني والصفراوي والماوي النباتلي والتي تنتشر في مناطق مختلفة من القطر. إضافة إلى بعض الأصناف الأجنبية.
براء الأحمد
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد