زيارة الرئيس ميدفيدف المرتقبة لإسرائيل والخسائر العربية المتوقعة
الجمل: أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف سوف يقوم بزيارة إسرائيل خلال منتصف شهر كانون الثاني (يناير) 2011 القادم. وتقول التسريبات بأن الإسرائيليين ينظرون باهتمام بالغ لهذه الزيارة: فما هي خلفيات ومعطيات زيارة ميدفيديف لإسرائيل؟ وما هو سبب الاهتمام الإسرائيلي؟ وما هي النتائج المحتملة لهذه الزيارة؟ وما مدى تأثيرها على السياسة الخارجية الروسية الشرق أوسطية؟
* زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل: توصيف المعلومات الجارية
تحدث تقرير إسرائيلي صادر اليوم عن زيارة مرتقبة سوف يقوم بها الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل في منتصف شهر كانون الثاني (يناير) 2011 القادم، وأضاف التقرير الملاحظة الآتية حول الزيارة:
• تعتبر هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل منذ توليه منصب الرئيس الروسي في عام 2005 الماضي.
• تأتي زيارة الرئيس ميدفيديف لإسرائيل ضمن جولة شرق أوسطية تتضمن زيارة لبعض بلدان الشرق الأوسط الأخرى.
• يوجد سقف توقعات إسرائيلية مرتفع هذه المرة لجهة أن زيارة ميدفيديف هذه سوف تشكل نقطة انقلاب إيجابي لصالح إسرائيل في مسيرة دبلوماسية موسكو الشرق أوسطية.
هذا، وتقول التسريبات الإسرائيلية بأن المسؤول الروسي رفيع المستوى ميخائيل مارجيلوفيس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفيدرالي الروسي، ورئيس مجلس إدارة شركة غلوبال زيرو سوف يصل قريباً إلى إسرائيل وذلك لجهة التفاهم وتنسيق الترتيبات النهائية لزيارة الرئيس الروسي ميدفيديف لإسرائيل ومقر السلطة الفلسطينية في رام الله.
* جدول أعمال زيارة ميدفيديف لإسرائيل: البنود والأجندة
تقول المعلومات والتسريبات بأن زيارة ميدفيديف الثانية لإسرائيل سوف لن تؤدي إلى كسر الجليد البارد على خط دبلوماسية تل أبيب-موسكو وحسب، وإنما إلى تجاوز ذلك باتجاه تحقيق الآتي:
• الأهداف الاقتصادية: وتتمثل في سعي موسكو إلى التفاهم مع إسرائيل حول عقد الصفقات الآتية:
- الاستثمار الروسي في مجالات الغاز، وتقول المعلومات بأن شركة غازبروم الروسية قد تقدمت بعرض إلى بيروت لجهة عقد شراكة روسية-لبنانية في حقول الغاز المتوسطية المطلة على الساحل اللبناني، وفي نفس الوقت أرسلت شركة غازبروم الروسية مندوباً سرياً لجهة التفاهم مع الإسرائيليين حول نفس الموضوع بالنسبة لحقول الغاز المتوسطية المطلة على الساحل الإسرائيلي.
- دخول الشركات الروسية في استثمارات بناء خط أنابيب نقل النفط والغاز داخل إسرائيل، وتحديداً الخط الذي سوف يربط بين ميناء عسقلان المطل على البحر الأبيض المتوسط وميناء ايلات المطل على البحر الأحمر.
- دخول شركات النفط والغاز الروسية في عقد شراكة مع نظيرتها الإسرائيلية في حقول تامار-داليت-حقول المياه المتوسطية المطلة على الشاطئ الإسرائيلي.
- التفاهم لجهة بناء مثلث استثماري يجمع الأطراف الثلاثة: موسكو-تل أبيب- أثينا بما يتيح لشركات النفط والغاز الروسية الاستثمار في تمديد خط أنابيب نقل النفط والغاز الذي سوف يتم تمديده تحت مياه البحر المتوسط بحيث يربط ميناء عسقلان الإسرائيلي مع الساحل اليوناني.
• الأهداف السياسية: وتتمثل في سعي موسكو لجهة تحقيق الآتي:
- الافادة من الخلافات الأمريكية-الإسرائيلية لجهة القيام بمحاولة الدخول كحليف منافس لأمريكا مستقبلاً في الساحة الإسرائيلية.
- الافادة من ضعف حيوية الدور الأمريكي في العالم بما يمكن أن يتيح لموسكو استقطاب دعم المنشآت ودوائر الأعمال اليهودية العالمية الأمريكية والأوروبية، طالما أن بناء العلاقات الروسية-الإسرائيلية سوف يبعث برسالة تلتقط الوسائط اليهودية العالمية إشارتها بشكل إيجابي لصالح موسكو.
• الأهداف العسكرية: وتتمثل في سعي موسكو لجهة تحقيق الآتي:
- إكمال عقد صفقة الحصول على الطائرات الإسرائيلية بدون طيار لصالح الجيش الروسي.
- التعاون مع إسرائيل في شئون مكافحة الحركات المسلحة، وذلك بما يتيح للقوات الروسية قدرة أكبر في مواجهة الفصائل المسلحة القوقازية، وعلى وجه الخصوص في: الشيشان، الداغستان، أنفوشيا وغيرها من مناطق القوقاز الجنوبي.
- الافادة من النفوذ الإسرائيلي على دول حلف الناتو، بما يتيح حصول موسكو على رد إيجابي بشأن الطلب الروسي الذي تم تقديمه لقمة الناتو الأخيرة في لشبونة بالسماح لروسيا في المشاركة بشبكة مشروع الدفاع الصاروخي.
تحدثت التسريبات الإسرائيلية بأن زيارة ميدفيديف المرتقبة لإسرائيل سوف تنظر في كل هذه الملفات. ومن المتوقع أن يؤدي التفاهم الروسي-الإسرائيلي إلى إفساح المجال أمام تعزيز العلاقات الروسية-الإسرائيلية وإكسابها قوة دفع أكبر.
* موسكو وإشكالية دفع الثمن الباهظ للإسرائيليين
تحدثت التسريبات الإسرائيلية إلى أن تل أبيب قد أعدت العدة وقامت بنسج الشباك جيداً من أجل الإيقاع بموسكو، وفي هذا الخصوص سوف تركز إسرائيل على المقايضة الوحيدة الاتجاه والقائلة: تعزيز العلاقات الروسية-الإسرائيلية يتطلب بالضرورة من موسكو الالتزام باصطفاف العلاقات الروسية-العربية والعلاقات الروسية-الإيرانية والعلاقات الروسية-التركية، وبالتالي فسوف يتمثل الثمن الذي سوف تطلبه إسرائيل من موسكو في الآتي:
- التعهد بعدم تزويد خصوم إسرائيل وعلى وجه الخصوص دمشق وطهران بأي قدرات عسكرية متطورة وخصوصاً منظومة الدفاع الجوي الروسية طراز إس إس-300.
- التعهد بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود ما قبل حرب 1967.
- التعهد بقيام موسكو باعتماد فهم مشترك روسي-إسرائيلي لجهة اعتبار أن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني يمثلان خطراً إرهابياً يهدد أمن واستقرار المنطقة.
- التعهد بقيام موسكو باعتماد مشروعات الحلول المؤقتة قصيرة الأجل لمشاكل الشرق الأوسط، وعدم التمادي لجهة طرح الحلول الإستراتيجية إلا بعد تفاهم مسبق مع الإسرائيليين.
حتى الآن، لا توجد تسريبات روسية تشير إلى تصور الكرملين لجدول أعمال زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف الثانية لإسرائيل. ولكن، وكعادة موسكو، فهي وإن كانت أكثر ميلاً لجهة الانفتاح باتجاه التعاون الاقتصادي، فإنه سيكون من الصعب، إن لم يكن مستحيلاً، أن تسعى موسكو إلى تقديم التعهدات والضمانات الإستراتيجية لإسرائيل، وذلك لإدراك موسكو الواضح بأن الدخول على خط محور واشنطن-تل أبيب لن يتيح لموسكو مهما قدمت من تنازلات أن تنجح في تحقيق الاختراقات الرئيسية المطلوبة، ولكن برغم ذلك، بعد انتهاء زيارة ميدفيديف لإسرائيل سوف نرى إلى أي حد سوف ينجح الثنائي شيمون بيريز-نتنياهو في الإيقاع بالكرملين في بيت العنكبوت الإسرائيلي!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
البطل السياسي المطلق
ارى انه من الضروري التريث
روسيا و اسرائيل .
إضافة تعليق جديد