سورية: حرب الناتو "الإنسانية" التالية (5)
الجمل - كارلا ستيا- ترجمة: مالك سلمان:
* نصيحة ﻠ "مجلس الأمن": "أولاً, تجنبوا الأذية." (السفير الروسي)
* "كانوا أناساً مستهترين – كانوا يحطمون الأشياء والمخلوقات ثم ينسحبون إلى أموالهم واستهتارهم الشديد, أو إلى أي شيء يجمعهم معاً, ويتركون للآخرين مهمة التعاطي مع الدمار الذي خلفوه وراءَهم." سكوت فيتزجيرالد
* "أتينا, رأينا, مات," وزيرة الخارجية كلينتون, حول جريمة قتل معمر القذافي الوحشية
* "لماذا نخاف من يعرف أن ليس بمقدور أحد أن يحاسبنا على أفعالنا؟ لكن من كان يتوقع أن تسيل منه كل هذه الدماء." وليم شكسبير, مكبث
من المقلق حقاً أنه على الرغم من أن السيدة ناڤي بيلاي, مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان, لم تدخل إلى سورية خلال الفترة التي ادَعت أنها خبيرة بتفاصيلها, إلا أنه تمت دعوتها للتحدث إلى مجلس الأمن في الأمم المتحدة في 9 كانون الأول/ديسمبر 2011, وقامت معظم وسائل الإعلام باقتباس كلامها بصفتها المصدر الموثوق حول خروقات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل الحكومة السورية وسوق ملاحظاتها المبنية على معلومات واهية في عدة مناسبات.
إن هذا مقلق بشكل خاص لأنه في اجتماع مجلس الأمن حول سوريا في 31 كانون الثاني/يناير 2012 – حيث تحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون, ووزير خارجية بريطانيا وليم هيغ, ووزير الخارجية الفرنسي, ورئيس الوزراء القطري, ودبلوماسيون متنورون آخرون – لم تتم دعوة السيد محمد مصطفى الدابي – رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية الذي تنقلَ في كافة أنحاء سورية من 24 كانون الأول/ديسمبر 2011 وحتى 18 كانون الثاني/يناير 2012 والذي التقى مع طيف واسع من السوريين, من أعضاء المعارضة السورية والمسؤولين الحكوميين السوريين والمدنيين السوريين – إلى الاجتماع لتقديم حقائقَ حول الواقع على الأرض في الجمهورية العربية السورية. ومع ذلك فإن تقرير السيد الدابي, المؤرخ في 27 كانون الثاني/يناير 2012, قدمَ العديدَ من "الحقائق غير الملائمة" التي من شأنها تقويض وتكذيب الحملة الهادفة إلى شيطنة الحكومة السورية.
وهكذا, تمت التضحية بالشفافية والمسؤولية على مذبح الدعاية.
للتاريخ, ينص تقرير الدابي على مايلي:
" 26. رصدت البعثة في قطاعي حمص ودرعا أعمال عنف من جانب الجماعات المسلحة ضد القوات الحكومية مما ترتب عليه سقوط قتلى وجرحى في صفوف هذه القوات. وفي بعض المواقف تقوم القوات الحكومية باستخدام العنف كرد فعل على الاعتداءات التي تمارس ضد أفرادها. وقد لاحظ المراقبون قيام جماعات مسلحة باستخدام القنابل الحرارية والقذائف الخارقة للدروع.
27. شهدت البعثة في مناطق حمص وإدلب وحماة أعمال عنف طالت القوات الحكومية والمواطنين أسفرت عن العديد من القتلى والجرحى, مثل عملية تفجير باص مدني أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال, وتفجير قطار محمل بالمازوت. بالإضافة إلى أحداث أخرى في حمص نتج عنها تدمير باص لقوات الشرطة ومقتل عدد اثنين منهم, كما تعرض خط الأنابيب الناقل للوقود للتفجير وبعض الكباري الصغيرة.
44. شهدت مدينة حمص حالة قتل واحدة لصحفي فرنسي يعمل مراسلاً لقناة فرنسا الثانية, وإصابة صحفي آخر بلجيكي الجنسية. ... وتجدر الإشارة أن تقارير بعثة الجامعة في حمص, تشير إلى أن مقتل الصحفي الفرنسي كان نتيجة لإطلاق قذائف هاون من قبل المعارضة.
73. كما لاحظت أن هناك تجاوباً من الجانب الحكومي لإنجاح مهمتها وتذليل كافة العقبات التي قد تواجهها, وقامت بتسهيل إجراء اللقاءات والمقابلات مع أي جهة كانت, ولم يفرض أية قيود على تحركات البعثة ولقاءاتها مع المواطنين السوريين, سواء المعارضين أو المؤيدين.
75. هناك أحداث بدأت تظهر وتمثل تطوراً قد يؤدي إلى مزيد من الفجوة والمرارة بين الأطراف, وتترتب عليها نتائج خطيرة, وخسارة في الأرواح والممتلكات, وهي التفجيرات التي طالت بعض المباني/قطاع الوقود/عربات المازوت/قوات الشرطة/الإعلام/خطوط الأنابيب, وهي أعمال بعضها تبناه تنظيم الجيش الحر والآخر من جهات تابعة للمعارضة.
68. تعرضت البعثة لحملة إعلامية شرسة منذ بداية عملها وحتى الآن, وقامت بعض وسائل الإعلام بنشر تصريحات لا أساس لها ونسبتها إلى رئيس البعثة, كما قامت بتضخيم الأحداث بصورة مبالغ فيها, أدت إلى تشويه الحقيقة.
69. إن هذا النوع من الإعلام المفبرك ساهم في زيادة الاحتقان بين أفراد الشعب السوري, وأساء إلى عمل المراقبين, واستغل نفراً قليلاً منهم لتشويه سمعة البعثة ورئيسها ومحاولة إفشال المهمة."
(عن النص الأصلي باللغة العربية)
نادراً ما يُشار إلى تقرير نشرته محطة تلفزيونية سعودية يظهر فيه قائد ديني سلفي يبارك سفك دم المراقبين. وقد أشار إلى ذلك السفير الروسي في اجتماع مجلس الأمن في 31 كانون الثاني/يناير.
عمل "تقرير بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سورية" على تقويض جهود الولايات المتحدة والناتو لتبرير قرار صادر عن مجلس الأمن يمهد الطريق أمام العقوبات الاقتصادية والغزو العسكري اللاحق لسورية, هذه الجهود القائمة على حجج ومقولات مماثلة لتلك المستخدمة لتحريض مجلس الأمن على إصدار القرار 1973 ضد الحكومة الليبية.
(ضمت التحركات التي قادت إلى إصدار قرار مجلس الأمن رقم 1973 أعضاءَ من المعارضة الليبية, الذين تحدثوا أمام مجلس الأمن في خرق فاضح ﻠ "قوانين جلسات مجلس الأمن", والذين ندبوا حظ المتظاهرين الليبيين السلميين وطالبوا بمكافىء للثورات اللونية, البرتقالية, والوردية, والخزامى, والياسمين, وبرامج العلكة الأخرى المنكهة المصممة لزعزعة وتدمير الحكومات المستقلة التي لا يستطيع الناتو أن يتحملها. وقد استجدى هؤلاء المنشقون الليبيون التدخل الأجنبي في ليبيا, وكانت دموعهم تعبيراً عن انتهازية عالية – مع أن العديد منهم كان فيما مضى يمثل, بارتياح شديد, الحكومة الليبية.)
قدمت السيدة ناڤي بيلاي ورقة التين المطلوبة لتبني قرار صادر عن مجلس الأمن ضد سورية (على الرغم من أنها لم تدخل إلى سورية أبداً خلال الفترة المعنية), ولهذا تم استقبالها بحفاوة كبيرة في المملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا ...إلخ. لم يكن السيد الدابي جزأ من هذه الأوركسترا ولم يقدم الغطاءَ الضروري للعدوان الاقتصادي والعسكري على الحكومة السورية, ولهذا تم استبعاده بشكل كامل من المشاركة في اجتماع مجلس الأمن المنعقد حول موضوع كان يمتلك عنه معلومات موثوقة مباشرة من داخل سورية.
من المقلق أنه على الرغم من توفر تقرير الدابي لوسائل الإعلام, فإن "نيويورك تايمز" لم تتحمل عناءَ الإشارة إلى "تقرير بعثة المراقبين" في مقالتها ص 8 (28 كانون الثاني), أو في مقالتها ص 8 (1 شباط/فبراير), أو في مقالتها ص 10 (2 شباط/فبراير), أو في افتتاحيتها المتعجرفة (شباط/فبراير) التي تحمل عنوان "حان الوقت لكي تتوقف روسيا عن منع الأمم المتحدة من التصرف ضد نظام الأسد". وقد جاء في هذه الافتتاحية: "يصر الروس والصينيون والهنود – مذكرين بما حدث في ليبيا – أنهم لن يوافقوا على تدخل عسكري أجنبي في سورية ولن يسمحوا باستغلال قرار أو باستخدام القوة. يفقد هذا الموقف المتذمر مصداقيته مع إعلان وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون, كما حصل يوم الثلاثاء, أنه ‘لا توجد نية للسعي إلى الحصول على أي تفويض أو اللجوء إلى أي تدخل عسكري.’ من السهل نسبياً كتابة قرار يستبعد التدخل العسكري, في حال لم تكن روسيا تلجأ إلى الحيَل."
لا تعاني هيئة تحرير اﻠ "تايمز" من فقدان ذاكرة قصير فقط, بل من فقدان ذاكرة طويل أيضاً. ربما نسيت "نيويورك تايمز"حيَل الناتو, وليس في ليبيا فقط قبل 11 شهراً, حيث خرق الناتو بشكل فاضح التفويضَ الممنوح له بالقرار 1973. ويتذكر الروس جيداً مقدار المصداقية التي يعطونها لوزراء الخارجية, مثل تأكيد وزير الخارجية جيمز بيكر لغورباتشيف أنه بعد توحيد ألمانيا, "لن يتوسعَ الناتو متراً واحداً شرق برلين." واليوم يطوق الناتو روسيا. وقد قال السفير الأمريكي السابق إلى موسكو, جاك مالتوك: " كنت شاهداً على ذلك, وقد خدعنا روسيا. فلماذا يصدقوننا الآن؟"
في اجتماع 31 كانون الثاني/يناير, الذي ضمَ مسؤولين رفيعي المستوى, ربما كان وزير الخارجية البريطاني هيغ من بين المتحدثين الأكثر صدقاً عندما قال:
"لا يقترح القرار فرضَ تغيير على سورية من الخارج, فهو يطالب بالسماح للشعبَ السوري باختيار ما يريده. كما أنه لا يدعو إلى العمل العسكري ولا يمكن استخدامه لتفويض مثل هذا العمل. ولا يحتوي على إجراءات قسرية. وفي الواقع, إنه ليس قراراً مبنياً على ‘الفصل السابع’. ومع ذلك يجب أن ينبهَ القادة السوريين إلى هذه الهيئة سوف تفكر في اتخاذ إجراءات إن لم يتم وضع حدٍ فوري للعنف وإذا استمر تجاهل خطة الجامعة العربية. إن هذا التهديد ضروري."
نصَ القرار بالأزرق في 2 شباط/فبراير على ما يلي:
"ص 10: مع ملاحظة أن لا شيء في هذا القرار يفوض باتخاذ إجراءات تحت المادة 42 من ‘الميثاق’," ثم يتابع ليختم بالقول: "يقرر إحياءَ تنفيذ هذا القرار خلال 21 يوماً, وفي حال عدم التجاوب, يقرر التفكير بإجراءات أخرى."
نستخف بذكاء الروس والصينيين إن نحن توقعنا منهم أن يطمئنوا لهذه الصياغة الملتوية التي حالما يقبلون بها سيجدون أنفسهم مضطرين, خلال 3 أسابيع, للموافقة على اعتبار تلك "الإجراءات الأخرى" تحت "الفصل السابع", والتي يرفضونها اليوم بحكمة كبيرة. يمكن لأي طفل أن يرى هذه المصيدة المموهة والتهديدَ الكامنَ في صياغة مسودة القرار النهائية المسلمة للعواصم. وأكثر من ذلك, بالنظر إلى الصورة المقدمة من "تقرير بعثة المراقبين", سيكون من المستحيل على السلطات السورية الالتزام بما أن معظم العنف في سورية تتسبب به المعارضة. (التصريحات الإعلامية بأن روسيا والصين والهند "فقط" تعارض مسودة القرار حول سورية غريبة ومضحكة بما أن روسيا والصين تشكلان 40% من "العضوية الدائمة" في مجلس الأمن, وأن عدد سكان روسيا والصين والهند يفوق 3 مليار نسمة, أي نصف سكان العالم تقريباً. إن استخدام كلمة "فقط", التي تدل بشكل متعمد على أن روسيا والصين عبارة عن أقلية نافرة, يذكر المرءَ بتقرير ﻠ "بي بي سي" جاء فيه: "عاصفة فوق القناة الإنكليزية تؤدي إلى عَزل القارة الأوروبية.")
من الضروري أن نتفهمَ القلق الروسي الصيني لأن عواقبَ قرار مجلس الأمن رقم 1973 ضد ليبيا مروعة وتشكل خرقاً فاضحاً لما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان المتعلقة بالمدنيين الليبيين, والتي تم استخدامها كذريعة لتبرير وعقلنة أكثرَ من 7,000 طلعة قصف جوي لطيران الناتو فوق ليبيا.
دعونا نرى ما يحدث في ليبيا اليوم, كنتيجة لقرار مجلس الأمن رقم 1973.
لا يمكن لأي شخص, مهما كان خياله خصباً, أن يتهمَ "مرصد حقوق الإنسان" و "منظمة العفو الدولية" و "أطباء بلا حدود" بأنهم مهرجون شيوعيون ويساريون. لذلك فإن توصيفاتهم للتعذيب المنهجي على نطاق واسع الذي قامت به "كيانات عسكرية وأمنية رسمية," بالإضافة إلى "حشود من الميليشيات المسلحة" في مدن طرايلس ومصراطة وغريان, ("نيويورك تايمز", 27 كانون الثاني/يناير, ص أ 4), يجب أن تقلق قوات الولايات المتحدة والناتو التي قامت ﺑ 7000 طلعة قصف جوي ضد ليبيا بحجة حماية الحقوق الإنسانية للشعب الليبي. ماذا يفعل مجلس الأمن الآن لحماية الشعب الليبي من عمليات التعذيب التي تقوم بها "المعارضة الليبية السلمية" التي عمل الناتو على تسليحها وتدريبها وإيصالها إلى السلطة في ليبيا؟ أين "مسؤولية الحماية" من الشعب الليبي الآن؟ لماذا يحاول بعض أعضاء مجلس الأمن أن يكرروا دعمهم لمجموعات المعارضة المشبوهة في ليبيا من خلال دعمهم لمتطرفين مسلحين ي سورية؟ في 4 شباط/فبراير, عبَرَ 13 عضواً في مجلس الأمن عن قلقهم من موت الآلاف في سورية الذي قام القرار (س/2012/77), الذي قوبلَ بالڤيتو, بتحميل مسؤوليته بشكل كامل تقريباً, ودون أي أساس, للحكومة السورية على الرغم من "تقرير بعثة مراقبي جامعة الدول العربية", الطرف الوحيد الذي يمتلك معلومات موضوعية حول الوضع على الأرض في سورية.
نقلت "نيويورك تايمز" (ص5 , 27 كانون الثاني/يناير) ما يلي: "قالت مجموعة ‘أطباء بلا حدود’ الخميس إنها ستوقف عملياتها في مراكز الاعتقال في مصراطة , قائلة إن بعض المعتقلين الذين قامت بمعالجتهم من الإصابات الناتجة عن التعذيب منذ آب/أغسطس قد تم إرسالهم بشكل متكرر وبجراح أكثر. ‘كانوا يأتونا بالمرضى أثناء جلسات الاستجواب لتلقي العناية الطبية لكي يصبحوا أكثر لياقة للتحقيق," كما قال كريستوفر ستوكس, المدير العام للمجموعة, في تصريح له. ‘هذا غير مقبول. فدورنا هو تقديم العناية الطبية لمصابي الحرب والمعتقلين المرضى, وليس معالجة نفس المرضى بين جلسات التعذيب.’ " "وثق ‘مرصد حقوق الإنسان’ ‘التعذيبَ المستمر’ في مراكز الاعتقال الليبية في الأشهر الستة الأخيرة, تبعاً لسيدني كويران, أحد محققي المجموعة. ‘يتم اللجوء إلى التعذيب لانتزاع الاعترافات أو كمجرد عقوبة.’ " "استمرَ مقاتلون من مصراطة في الهجوم على أهل البلدة واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم, في بعض الأحيان, حتى بعد هروبهم إلى مناطق أخرى من البلاد, كما قال بعض اللاجئين والنشطاء. كان غيط أبو بكر, 46 عاماً, طوارقي في مخيم طرابلس, يحمل شهادة وفاة أخيه المطوية بعناية في جيب معطفه, بالإضافة إلى مجموعة من الصور لجسده المشوَه. ...’ ضربوه حتى الموت, لكنه لم يفعل شيئاً, لم يكن عسكرياً ولم يكن يحمل سلاحاً. كان مدنياً.’ "
2 شباط/فبراير 2012, "رويترز": "توفي دبلوماسي ليبي, كان سفيراً لليبيا في عهد القذافي في فرنسا, تحت التعذيب بعد اعتقاله بيوم واحد من قبل ميليشيا من الزنتان, تبعاً لتصريح ﻠ ‘مرصد حقوق الإنسان’ يوم الجمعة... وتبين الصور المأخوذة لجسد بريبيش آثار الكدمات والجروح وتقليع الأظافر. وقد خدم بريبيش, 62 عاماً, في السفارة الليبية في فرنسا من 2004 إلى 2008, كملحق ثقافي في البداية ثم كسفير ...‘ سوف تستمر هذه المليشيات الإجرامية في تعذيب الناس حتى تتم محاسبتها ...’ كما قالت سارة ليا ويتسون, مديرة ‘مرصد حقوق الإنسان’ عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."
وفي 21 آب/أغسطس 2011, نقلت "نيويورك تايمز" أن: "التنسيق بين الناتو والمتمردين, وبين مجموعات المتمردين سيئة التنظيم, قد أصبح أكثرَ تعقيداً وخطورة في الأسابيع الأخيرة, على الرغم من أن تفويض الناتو كان يقتصر على حماية المدنيين, وليس التحيز لطرف أو آخر في النزاع. ... وفي الوقت نفسه, قامت بريطانيا وفرنسا ودول أخرى بنشر قوات خاصة على الأرض داخل ليبيا للمساعدة في تدريب وتسليح المتمردين" في خرق فاضح لقرار مجلس الأمن رقم 1973, الذي حظر نشر قوات الناتو على الأرض.
ملاحظات ختامية
تواجه الولايات المتحدة والناتو أزمة اقتصادية جاءت نتيجة حتمية للرأسمالية, وهي أزمة لم يعد بالإمكان حلها بواسطة الحرب. كما ساعد الڤيتو الروسي-الصيني, في حقيقة الأمر, في حماية الولايات المتحدة من السياسات التي قام بالتحريض عليها أعضاء غير مسؤولين في المؤسسة في واشنطن ينوون تحويلَ الولايات المتحدة إلى بارجة حربية تقود إلى حرب عالمية. وبسبب فقدانهم لدعم مجلس الأمن في الأمم المتحدة, ليس بمقدور أعضاء المؤسسة المستهترين هؤلاء الزعمَ أنهم يمثلون "المجتمع الدولي".
الجمل- قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد