سورية: حرب الناتو الإنسانية التالية (3)
الجمل- ميشيل تشوسودوفسكي - ترجمة: مالك سلمان:
في تطورات أخيرة, قامت فرق الموت الإسلاموية باختراق حي "الرمل الجنوبي" في مدينة اللاذقية الساحلية, والذي يضم مخيماً للاجئين الفلسطينيين يعيش فيه 10,000 شخص. ويعمل هؤلاء المسلحون, الذين يشملون على قناصين متمركزين على أسطح الأبنية, على إرهاب سكان الحي.
وفي مفارقة ساخرة, قدمت وسائل الإعلام الغربية المجموعات شبه العسكرية الإسلاموية في اللاذقية بصفتهم "متمردين فلسطينيين" و "نشطاء" يدافعون عن أنفسهم ضد القوات المسلحة السورية. وفي هذا الخصوص, تهدف أعمال العصابات المسلحة التي تستهدف السكانَ الفلسطينيين في مخيم الرمل, وبشكل مرئي, إلى إشعال فتيل النزاع السياسي بين فلسطين وسورية. وقد وقف العديد من الشخصيات الفلسطينية إلى جانب "حركة الاحتجاج" السورية, مع تجاهل حقيقة أن فرق الموت "المؤيدة للديمقراطية" مدعومة بشكل سري من إسرائيل وتركيا.
الخلفية: السفير الأمريكي روبرت س. فورد يصل إلى دمشق (كانون الثاني/يناير 2011)
وصل السفير الأمريكي روبرت فورد إلى دمشق في أواخر كانون الثاني/يناير 2011 في ذروة حركة الاحتجاج في مصر.
تم سحب سفير أمريكا السابق إلى سورية من قبل واشنطن بُعَيدَ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في سنة 2005, والذي اتُهمت به, دون أي دليل, حكومة بشار الأسد.
كان كاتب هذا المقال في دمشق في 27 كانون الأول/يناير 2011 عندما قدم مبعوث واشنطن أوراقَ اعتماده لحكومة الأسد.
في مستهل زيارتي لسورية في كانون الأول/يناير 2011, فكرت ملياً في أهمية هذا التعيين الدبلوماسي والدور الذي يمكن أن يلعبَه في عملية سرية تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي. لكنني لم أتوقع أن يتم تطبيق هذه الأجندة قبل أقل من شهرين من تعيين روبرت س. فورد سفيراً للولايات المتحدة في سورية.
هناك علاقة مباشرة بين تغيير السفير الأمريكي في دمشق, وبشكل خاص اختيار روبرت س. فورد سفيراً للولايات المتحدة, وانطلاق حركة الاحتجاج في منتصف آذار/مارس ضد حكومة بشار الأسد.
كان روبرت س. فورد الرجلَ المناسبَ لهذه المهمة. فبصفته "الرجل الثاني" في السفارة الأمريكية في بغداد (2004-2005) تحت إمرة السفير جون د. نيغروبونتي, لعب فورد دوراً مفتاحياً في تطبيق خطة البنتاغون "الخيار السلفادوري في العراق". وقد تكونت تلك الخطة من دعم فرق الموت العراقية والقوات شبه العسكرية بناءً على تجربة أمريكا الوسطى.
عملت وسائل الإعلام الغربية على تضليل الرأي العام حول طبيعة حركة الاحتجاج العربية من خلال فشلها في تناول الدعم الذي تقدمه وزارة الخارجية الأمريكية والمؤسسات الأمريكية (بما في ذلك "المنحة الوطنية للديمقراطية") لمجموعات المعارضة المختارة المؤيدة للولايات المتحدة. من الموثق والمعروف أن وزارة الخارجية الأمريكية "تعمل على تمويل خصوم الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2006." (الولايات المتحدة تعترف بتمويل المعارضة السورية – "العالم" – "سي بي إس نيوز, 18 نيسان/إبريل 2011)
قامت وسائل الإعلام بتصوير حركة الاحتجاج في سورية على أنها جزء من "الربيع العربي", المقدمة للرأي العام بصفتها حركة احتجاج مؤيدة للديمقراطية انتشرت بشكل عفوي من مصر والمغرب [العربي] إلى المشرق [العربي]. حقيقة الأمر هي أن ما حدث في هذه البلدان كان موقتاً ومنسقاً بشكل واضح.
لكن هناك أسباب تدفعنا إلى الاعتقاد أن الأحداث في سورية قد تم التخطيط لها بشكل جيد ومسبَق بالتنسيق مع عملية تغيير النظام في بلدان عربية أخرى بما في ذلك مصر وتونس.
تم توقيت اندلاع حركة الاحتجاج في مدينة درعا الجنوبية الحدودية بشكل دقيق لكي تلي الأحداث في تونس ومصر.
من الجدير بالذكر أن السفارة الأمريكية في العديد من البلدان لعبت دوراً مركزياً في دعم المجموعات المعارضة. ففي مصر~, على سبيل المثال, تلقت "حركة شباب 6 إبريل" الدعمَ المباشر من السفارة الأمريكية في القاهرة.
من هو السفير روبرت ستيفن فورد؟
منذ وصوله إلى دمشق في أواخر كانون الثاني/يناير 2011, لعب السفير روبرت س. فورد دوراً مركزياً في التخطيط للعمليات على الأرض وتأسيس الاتصال بمجموعات المعارضة.
تم اعتبار عمل السفارة الأمريكية في دمشق شرطاً رئيساً لتنفيذ عملية زعزعة الاستقرار السياسي الذي سيقود إلى "تغيير النظام".
السفير روبرت س. فورد ليس دبلوماسياً عادياً. فقد كان ممثلَ الولايات المتحدة, في كانون الثاني/يناير 2004, في مدينة النجف في العراق. وكانت النجف المعقلَ القوي لجيش المهدي.
وبعد عدة أشهر تم تعيينه "الرجل الثاني" (وزير مستشار للشؤون السياسية) في السفارة الأمريكية في بغداد في مستهل تعيين جون نيغروبونتي سفيراً إلى العراق (حزيران/يونيو 2004 – نيسان/إبريل 2005). وهكذا خدمَ فورد تحت إمرة السفير الذي تلى نيغروبونتي, زلمان خليلزاد, قبل تعيينه سفيراً في الجزائر في سنة 2006.
كان تكليف نيغروبونتي بصفته سفيراً للولايات المتحدة في العراق (مع روبرت س. فورد) يقضي بتنسيق, من السفارة الأمريكية, الدعم السري لفرق الموت والمجموعات شبه العسكرية في العراق بهدف إشعال العنف الطائفي وإضعاف حركة المقاومة. وقد لعب روبرت س. فورد, بصفته "الرجل الثاني" (وزير مستشار للشؤون السياسية) في السفارة الأمريكية دوراً محورياً في هذه المهمة.
لكي نفهمَ تكليفَ روبرت فورد في بغداد ومن بعدها في دمشق, من الضروري تقديم تاريخ مقتضب لعمليات الولايات المتحدة السرية والدور المركزي الذي لعبه جون نيغروبونتي.
نيغروبونتي و "خيار السلفادور"
خدم جون نيغروبونتي سفيراً للولايات المتحدة في هندوراس من 1981 إلى 1985. وبصفته سفيراً في تيغوسيغالبا, فقد لعب دوراً مفتاحياً في دعم مرتزقة "الكونترا" النيكاراغويين, الذين كانوا متمركزين في هندوراس, والإشراف عليهم. وقد أدت هجمات "الكونترا" عبر الحدود النيكاراغوية إلى قتل حوالي 50,000 مدني.
خلال الفترة نفسها, لعب نيغروبونتي دوراً فعالاًً في تشكيل فرق الموت العسكرية الهندوراسية, التي كانت "تعمل بدعم من واشنطن, [حيث] اغتالوا المئات من المعارضين للنظام المدعوم من الولايات المتحدة."
في ظل حكم الجنرال غوستافو آلفاريز مارتينيز, كانت حكومة هندوراس العسكرية حليفاً قوياً لإدارة ريغان وكانت تعمل على "اختفاء" العشرات من المعارضين السياسيين بأساليب فرق الموت الكلاسيكية.
في رسالة إلى "الإيكونوميست" في سنة 1982, كتب نيغروبونتي إنه "ببساطة من الخطأ القول إن فرق الموت قد ظهرت في الهندوراس." وقد تكررت هذه المقولة في "تقرير البلد حول ممارسات حقوق الإنسان" الذي أرسلته سفارته إلى "لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس", حيث أصرَ التقرير على "عدم وجود سجناء سياسيين في الهندوراس" وأن "الحكومة الهندوراسية لا تبرر ولا تسمح بمعرفتها بأعمال قتل ذات طبيعة سياسية أو غير سياسية."
ولكن تبعاً لسلسلة من أربعة أجزاء في "بولتيمور صَن" في 1995, في سنة 1985 فقط نشرت الصحافة الهندوراسية 318 قصة حول عمليات قتل وخطف قام بها الجيش الهندوراسي. كما وصفت صحيفة " ذا صَن" أنشطة وحدة عسكرية هندوراسية مدربة على يد "سي آي إي", "الكتيبة 316", كانت تستخدم "أساليب الصدمة والخنق في التحقيقات. وغالباً ما كان يتم ترك السجناء عراة, وعندما يفرغ المحققون منهم كان يتم قتلهم ودفنهم في قبور مجهولة."
في 27 آب/أغسطس 1997, نشر محقق "سي آي إي", الجنرال فريدريك ب. هيتز, تقريراً سرياً من 211 صفحة بعنوان "قضايا مختارة متعلقة بنشاطات ‘سي آي إي’ في هندوراس في الثمانينيات من القرن العشرين". وقد تم تصنيف جزء من هذا التقرير على أنه سري في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1998, استجابة لمطالب جمعية حقوق الإنسان في هندوراس. ويطالب خصوم نيغروبونتي بأن يقرأ جميع أعضاء الكونغرس التقرير الكاملَ قبل التصويت على تعيينه ممثلاً دائماً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
جون نيغروبونتي – روبرت س. فورد: "خيار السلفادور" في العراق
في كانون الثاني/يناير 2005, بعد تعيين نيغروبونتي سفيراً للولايات المتحدة في العراق, أكد البنتاغون في قصة تم تسريبها ل "نيوزويك" أنه "يدرس تشكيل فرق موت من المقاتلين الأكراد والشيعة لاستهداف قادة المقاومة العراقية المسلحة في نقلة استراتيجية مستعارَة من الكفاح الأمريكي ضد العصابات اليسارية في أمريكا الوسطى قبل 20 عاماً."
عمل جون نيغروبونتي وروبرت س. فورد سوية في السفارة الأمريكية على مشروع البنتاغون. وقد قام موظفان رسميان آخران في السفارة – هنري إنشر (مساعد فورد) وموظف أصغر سناً في القسم السياسي, جفري بيلز – دوراً هاماً في الفريق حيث "تحدثا إلى مجموعة مختلفة من العراقيين, بما في ذلك المتطرفين." الشخصية المفتاحية الأخرى في فريق نيغروبونتي كانت جيمز فرانكلين جفري, السفير الأمريكي في ألبانيا (2002 – 2004). وجفري هو السفير الأمريكي الحالي في العراق.
كما جلب نيغروبونتي إلى الفريق أيضاً أحدَ المتعاونين السابقين له من أيام عزه في الهندوراس, الكولونيل جيمز ستيل (متقاعد):
في ظل "خيار السلفادور", "تلقى نيغروبونتي المساعدة من زميله من أيام خدمته في أمريكا الوسطى خلال الثمانينيات [من القرن العشرين], الكولونيل المتقاعد جيمز ستيل, الذي كان يتمتع في بغداد بلقب ‘مستشار القوات الأمنية العراقية’ والذي أشرف على اختيار وتدريب عناصر ‘منظمة بدر’ و ‘جيش المهدي’, الميليشيتان الشيعيتان الأكبر في العراق, بغرض استهداف قيادة وشبكة دعم المقاومة السنية بأغلبيتها. وسواء تم التخطيط لذلك أم لا, فسرعان ما خرجت فرق الموت هذه عن السيطرة لتصبحَ السببَ الرئيس للموت في العراق.
عن عمد أو بغير قصد, فإن فرق الموت هذه مسؤولة عن الجثث المعذبة والمشوهة التي تظهر يومياً في شوارع بغداد, هذه الفرق التي كانت تعمل بإمرة جون نيغروبونتي. وهذا العنف الطائفي المدعوم من الولايات المتحدة هو الذي أدى إلى الكارثة الدموية التي يعيشها العراق اليوم.
وصفَ نيغروبونتي روبرت فورد أثناء خدمتهما في السفارة في بغداد على أنه "واحد من هؤلاء الذين لا يتعبون ... الذي لا يمانع أبداً في أن يلبسَ سترته وخوذته ويخرج من ‘المنطقة الخضراء’ للالتقاء بالعملاء."يتحدث روبرت س. فورد العربية والتركية بطلاقة. وقد تم إرساله من قبل نيغروبونتي لإجراء اتصالات استراتيجية:
أحد اقتراحات البنتاغون هو إرسال فرق من القوات الخاصة لتقديم الاستشارة والدعم وربما التدريب للمجموعات العراقية التي يُرَجح أن تتكون من مقاتلي البشمركة الأكراد المختارين وأعضاء من ميليشيات شيعية بغرض استهداف المتمردين المسلحين السنة ومؤيديهم, حتى عبر الحدود السورية, تبعاً لمصادر عسكرية داخلية مطلعة على هذه النقاشات. ومع ذلك, ليس من المعروف إن كانت هذه سياسة اغتيالات أو ما يسمى عمليات "خطف" تقتضي بإرسال الأهداف إلى منشآت سرية للاستجواب. التفكير الحالي ينص على أنه بينما تقود القوات الخاصة الأمريكية العمليات في سورية, مثلاً, سوف تعمل الفرق شبه العسكرية العراقية على تنفيذ العمليات داخل العراق نفسه. ("نيوزويك", 8 كانون الثاني/يناير 2005)
وقد لاقت الخطة الدعمَ من حكومة رئيس الوزراء إياد علاوي العراقية المعينة من قبل الولايات المتحدة:
رفض البنتاغون التعليق, لكن أحد الموظفين في الداخل قال ل "نيوزويك": "ما يتفق عليه الجميع هو أنه ليس بمقدورنا أن نستمر كما نحن. علينا أن نجد طريقة للهجوم على المتمردين. الآن, نحن في موقف الدفاع, لكننا نخسر."
سوف يكون هناك جدل كبير حول فرق الموت, ومن المرجح أن يبقى الموضوع سرياً.
تبقى تجربة ما يسمى "فرق الموت" في أمريكا الوسطى طازجة حتى في الوقت الحاضر, كما أنها ساعدت في تلطيخ سمعة الولايات المتحدة في المنطقة.
... كان لجون نيغروبونتي, السفير الأمريكي في بغداد, دور قيادي في ذلك الوقت بصفته سفيراً لدى هندوراس من 1981 حتى 1985.
كانت فرق الموت ميزة وحشية من ميزات السياسة الأمريكية اللاتينية في ذلك الوقت.ففي الأرجنتين في السبعينيات من القرن الماضي, وغواتيمالا في الثمانينيات منه, كان الجنود يرتدون البزات العسكرية أثناء النهار ويستخدمون سيارات بلا لوحات أثناء الليل لخطف وقتل المناوئين للنظام أو المتعاطفين معهم.
في مطلع الثمانينيات من القرن السابق, قامت إدارة الرئيس ريغان بتمويل وتدريب قوات "الكونترا" النيكاراغوية المتمركزة في هندوراس بهدف الإطاحة بنظام ساندينيستا في نيكاراغوا. وكانت قوات "الكونترا" مجهزة من المال الذي تجنيه من بيع الأسلحة الأمريكية غير القانونية لإيران, وهي فضيحة كان من الممكن أن تودي بالسيد ريغان.
فب السلفادور دربت الولايات المتحدة وحدات صغيرة من القوات المحلية لاستهداف المتمردين بشكل خاص.
إن جوهر اقتراح البنتاغون في العراق, تبعاً ل "نيوزويك", هو اتباع ذلك النموذج وتوجيه فرق القوات الخاصة الأمريكية لتقديم الاستشارة والتدريب لمقاتلي البشمركة الأكراد والميليشيات الشيعية لاستهداف قادة المقاومة السنية المسلحة.
ليس واضحاً إن كان الهدف الرئيس لهذه المهمات هو اغتيال المتمردين أو خطفهم للتحقيق معهم. إن أي مهمة من هذا النوع في سورية سوف تقوم بها, على الأرجح, القوات الخاصة الأمريكية.
كما ليس من الواضح من سيتحمل المسؤولية عن برنامج كهذا – البنتاغون أم وكالة الاستخبارات المركزية. فقد جرت العادة أن تقوم "سي آي إي" بإدارة مثل هذه العمليات السرية بعيداً عن الإدارة الأمريكية بحيث تمكن المسؤولين الأمريكيين من إنكار معرفتهم بها.
في عهد جون نيغروبونتي في السفارة الأمريكية في بغداد, حصلت موجة من قتل المدنيين والاغتيالات السرية الموجهة. كما تم استهداف المهندسين والأطباء والعلماء والمثقفين. وكان ذلك بهدف خلق الانقسامات الزمرية بين السنة والشيعة, والمسيحيين والأكراد, بالإضافة إلى إضعاف دعم المدنيين للمقاومة العراقية. كان المجتمع المسيحي أحد الأهداف الرئيسة لبرنامج الاغتيالات.
كان من بين أهداف البنتاغون تدريب الجيش العراقي الذي سينفذ برنامج "مكافحة التمرد المسلح" الخاص به (بشكل غير رسمي) نيابة عن الولايات المتحدة.
دور الجنرال ديفيد بترايوس
تم تأسيس "قيادة الانتقال الأمني متعدد الجنسيات في العراق" بقيادة الجنرال ديفيد بترايوس حيث تم تكليفه بتدريب ودعم جيش عراقي وجهاز شرطة وقوات أمن محلية. وقد استلم الجنرال ديفيد بترايوس (الذي عينه أوباما لرئاسة "سي آي إي" في تموز/يوليو 2011) القيادة في حزيران/يونيو 2004 في بداية استئناف نيغروبونتي لمهمته سفيراً للولايات المتحدة.
كانت "قيادة الانتقال الأمني" جزأ من خطة البنتاغون "عملية السلفادور العراق" برعاية السفير جون نيغروبونتي. وقد تم تصنيفه كتدريب على مكافحة التمرد المسلح. وفي نهاية قيادة بترايوس, كانت "قيادة الانتقال الأمني" قد دربت حوالي 100,000 من عناصر الأمن والشرطة, إلخ, والذين شكلوا جسماً عسكرياً محلياً يمكن استخدامه لاستهداف المقاومة العراقية ومؤيديها من المدنيين.
من بغداد إلى دمشق: "خيار السلفادور" في سورية
مع أن الظروف في سورية مختلفة عن العراق, إلا أن لمهمة روبرت س. فورد بصفته "الرجل الثاني" في السفارة الأمريكية في بغداد تأثيراً مباشراً على طبيعة نشاطاته في سورية, بما في ذلك اتصالاته مع المجموعات المعارضة.
في مطلع شهر تموز/يوليو, سافر السفير الأمريكي روبرت فورد إلى حماة واجتمع بأعضاء من حركة الاحتجاج ("واشنطن بوست", 12 تموز/يونيو 2011). وتؤكد التقارير أن روبرت فورد قد التقى مرات عديدة بمجموعات معارضة قبل وبعد زيارته في تموز/يوليو إلى حماة. ففي تصريح أخير (4 آب/أغسطس), أكد أن السفارة سوف تواصل "الالتقاء" مع المجموعات المعارضة في تحدٍ للسلطات السورية.
الجنرال ديفيد بترايوس: رئيس "سي آي إي" الجديد المعين من قبل أوباما
تم اختيار الرئيس الجديد ل "سي آي إي", الذي قاد برنامج "مكافحة التمرد المسلح" في بغداد في سنة 2004 بالتنسيق مع السفير جون نيغروبونتي, ليلعبَ دوراً استخباراتياً مفتاحيا في الأزمة السوريةً – بما في ذلك الدعم السري لقوات المعارضة و "مقاتلي الحرية", واختراق الأمن السوري والقوات المسلحة, إلخ. وسوف يتم تنفيذ هذه المهمات بالتنسيق مع السفير روبرت س. فورد. وقد عمل الرجلان معاً في العراق, حيث كانا جزأ من فريق نيغروبونتي الموسع في بغداد بين 2004 و2005.
الجمل- قسم الترجمة
إضافة تعليق جديد