ضربة إيران ، واحتمالات السقوط في باكستان وتركيا
ما هي مضاعفات عمل كهذا ؟
" إن مجتمعنا يوجهه ويديره أُناس مخبولون من أجل غايات وأهداف مخبولة ، وأعتقد بأننا ندار ونُوجَّه بواسطة مهووسين من أجل غايات مهووسة، وأعتقد بأنني عرضة لأن يُطاح بي بعيداً في المصح العقلي وذلك لأني عبرت عن ذلك" جون لينون
لأن الولايات المتحدة الأمريكية تقرأ الوقائع - مع أنها فاقدة للكفاءة - بشكل ينافي الحقيقة، فإن هذه الوقائع تفقد وضوحها، مما يجعل الحركة باتجاه ضرب إيران تستيقظ متسارعة.
في هذا الصدد تم توثيق الجهد بشكل جيّد طوال السنوات القليلة الماضية من خلال العدد الهائل من المقالات والتقارير التي تهدف لإثارة الشكوك في مختلف أجهزة الإعلام، ومراكز الدراسات، وشبكات المعلومات. ولكن النقص يفترض أن يتمثل في فهم وإدراك التبعات وفقاً للهجة البنتاجون. والمؤسف جداً في هذه المناقشة، أن معظم الأمريكيين الذين يطالبون بالعمل العسكري - من كل طبقات المجتمع - يقومون بذلك، كما لو أنهم يطلبون البيتزا في أحد مطاعم الدومينو. أي فقط ، على طريقة: خذ التلفون الخليوي، وبينما يسيل اللعاب من فمك، أطلب وجبة حرب إيرانية خصوصية، ثم اجلس متمدداً واستمتع بالبيتزا أثناء مشاهدة تغطية الحرب على التلفزيون وأشرطة الفيديو المرمية على الشبكة. ووو .. آآآه ، انظر إلى الحاملات الخيالية.. وهي تعمل!! واو .. انظر إلى شظايا وأطراف الأجساد المتناثرة والمتطايرة.. ثم اطلب مرة أخرى في المقهى أو المطعم: أعطني بيتزا أخرى .
إن هذه النزعة هي مؤشر لمجتمع مفلس.. فكرياً. هل فكر أي فرد في الولايات المتحدة بخلاف أو أكثر من ذلك؟ إن هجوماً على إيران، يمكن أن يسفر عن آلاف الضحايا في أوساط العسكريين الأمريكيين والإيرانيين على السواء، ومعظمهم من الشباب. ويمكن أن يكون عد الضحايا المدنيين مئات الآلاف. والتأثير الناتج عن هذا العمل يمكن أن يأخذ شكل موجة، ربما تتسبب في حدوث رد فعل متسلسل للأحداث والوقائع التي تفلت وتصبح خارج السيطرة.
ولأنه ليس هناك بلد أو مجموعة بلدان قادرة إلى إيقاف تصعيد هذا الصراع - بما في ذلك روسيا والصين - فإن حرباً عالمية يمكن أن تحدث.
وبالتأكيد، فسوف لن تكون حكومة الولايات المتحدة قادرة على الفوز في وضعها المتناثر والمتشظي، حتى ولو قامت بنشر واستخدام الأسلحة النووية التكتيكية. ومن بين التعليقات الحكيمة حول الأمر، فإن على المرء أن يعول على التعليق الأكثر وضوحاً وشفافية، والذي قدمه مارتن فان كريفالد عن إسرائيل. والذي كان يحمل عنوان: إدراك أن عدم قصف إيران هو نصف المعركة التي يتوجب أن نخوضها ضد مؤيدي غزو إيران .
مرحباً .. كردستان الحرة الموحدة !!
وفقاً لنشرة رويترز بتاريخ 20 أبريل، فقد زادت تركيا من حجم قواتها في منطقة الأغلبية الكردية بجنوب شرق تركيا بحوالي 40 ألف - بحيث أصبح المجموع الكلي 290 ألفاً.
وقد قامت الحكومة التركية بهذا التحرك بسبب وجود الحكومة الكردية المدعومة أمريكياً في شمال العراق (كردستان) وميل هذه الحكومة لدعم حزب العمال الكردستاني (ppk) بالأسلحة والاستخبارات حول التحركات العسكرية التركية في كل من: هاكاري، فان ، سيرناك، والمدن الرئيسة الأخرى.
ومن المرجح أن المتمردين في العراق قد قاموا بتدريب حزب العمال الكردستاني على التكتيكات التي أحرزت نجاحاً واسعاً في مواجهة القوات الأمريكية بالعراق.
فتركيا قمعت الأكراد بلا شفقة ولا رحمة، كما فعل صدام حسين، وتبعاً لما قاله المؤتمر الوطني الكردي، فإن هذه الممارسة قد استمرت حتى اليوم بواسطة الشرطة السرية للجيش التركي (JITEM) في إرهاب السكان الأكراد. هذا، وقد كتب موقع RELIEFWEB.NET قائلاً بأن اللغة الكردية ظلت غير مسموحاً بها حتى عام 1991م.
وقد تورطت الحكومة التركية في عمليات النزوح القسري ضد الأكراد بدءاً من عام 2002م وذلك من أجل القضاء على تمركز كتلة سكانية مكونة من 20 مليون كردي يقيمون في تركيا. هذا وثمة أحاديث وتصريحات انفعالية بواسطة الأكراد، هدفت إلى التذكير بمذبحة الأرمن من جراء قيامهم ببعض الاحتجاجات في "السجن التركي".
لقد احتجت الحكومة التركية مراراً على الازدواجية التي تتعامل بها حكومة الولايات المتحدة في تلاعبها بالأوراق الكردية. فقد ظلت الولايات المتحدة بعيدةعن صراع تركيا مع أكرادها، وظلت في الوقت نفسه تدعم بقوة الجماعات الكردية في إيران وسوريا بالأموال والأسلحة. وإن إنشاء وقيام كردستان في شمال العراق سوف يثير حفيظة القادة الأتراك. وعندما زارت كوندوليزا رايس تركيا واجتمعت بالمسؤولين الأتراك في نهاية مارس، فقد كانت هذه المسائل بالتأكيد ضمن الموضوعات التي طرحت للنقاش.
في الوقت نفسه، يوجد في إيران حوالي أربعة ملايين كردي، يعانون من نفس الداء القاتل الذي يواجه أبناء جلدتهم أكراد تركيا، إلا أن أكراد إيران ينقسمون على أساس نوعية ونمط التمرد والعصيان الذي يريدون القيام به، فثمة مجموعة أولى تم تشكيلها في يناير 2006 ( الجبهة المتحدة الكردية : KUF) تطالب بالعمل ضمن النظام الإيراني من أجل الحصول على الحقوق المتساوية، وعلى الأرجح فهم يتلقون أموالاً من حكومة الولايات المتحدة عن طريق المؤتمر الوطني الكردي (KNC) وبعض الطرق أو السبل الأخرى. وكذلك ثمة مجموعة متمردة كردية أخرى، تعرف باسم بيجاك (PEJAK ) - مدعومة من حكومة الولايات المتحدة وتعمل مع القوات الخاصة الأمريكية من أجل إسقاط الحكومة الإسلامية في إيران.
وبالعودة لتركيا، فإن الأكراد ليسوا هم المشكلة الوحيدة، فهناك اتهامات من قبل معارضي ومناوئي الرئيس التركي رجب أردوغان تقول بأن تركيا سوف تصبح دولة دينية (ثيوقراطية). وفي مواجهة خوض الانتخابات التي سوف تجري في عام 2007م، فإن الشيء الأخير الذي يحتاجه أردوغان، هو أن ينظر إليه كمتطرف إسلامي ومن ثم يواجه نتيجة ذلك غضب وسخط وحنق المعارضة المدعومة من قبل المؤسسة العسكرية التركية، والتي يقف وراءها الجيش الأمريكي! هذا، وقد عرض موقع
World peace herald wpherald.com
قصة عنوانها: رئيس الوزراء التركي مرتبط بالقوى الإسلامية «في تراشق لفظي محتد متبادل مع الرئيس أحمد نجدت سيزار، رفض السيد أردوغان الاتهامات بأنه يدفع ويوجه تركيا بعيداً عن نظامها العلماني باتجاه الأصولية الإسلامية. هذا وتمثل الرد القوي للسيد سيزار في تصريحه إلى أكاديمية الحرب والذي مفاده أن "الأصولية الإسلامية قد وصلت على مستويات دراماتيكية. والأصولية الإسلامية تحاول أن تتسلل إلى داخل المؤسسات السياسية والتعليم والدولة، وتقوم بشكل منظم بتحريف القيم.."».
وبالتالي، فعندما تحلق وتتطاير القنابل فوق إيران، فإن الأكراد على الأرجح سوف يقومون حينها بالقتال من أجل الاعتراف بالدولة الكردية والتي سوف تمحو أجزاء من الأراضي الحالية لتركيا، وإيران، وسوريا، والعراق، من الخريطة. وهو أمر لا يمكن اعتباره حلماً لا قيمة له، لأن المؤتمر الوطني الكردي المدعوم علانية وصراحة من أمريكا يدافع صراحة وعلناً بكردستان الحرة الموحدة.
يوماً ما، إذا حدث أن وجدت دولة كردية، فمن الواجب أن يتم ذلك بلا عنف وألا يكون نتيجة المغامرة العسكرية المضللة التي تقودها أمريكا ضد إيران. وبالنتيجة، فإن غزو ذلك البلد سوف يؤدي على الأرجح إلى المساس بالممتلكات التركية على نحو ما. وباعتبار تركيا عضواً في الناتو، فإنها تستضيف في أراضيها أسلحة تكتيكية نووية، وكما أفاد رامين جاهات بيغلو في الديلي ستار بأن «مشاركة تركيا في ا لعملية العسكرية الأمريكية - الاسرائيلية تمثل أيضاً عاملاً - بخصوص إيران - يجب أخذه في الحسبان، وذلك بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأتراك والإسرائيليين».
سوف تصبح آسيا الوسطى والشرق الأوسط حمام دمٍ، وذلك بعد دقيقة واحدة من الهجوم على إيران.
وداعاً .. باكستان :
في باكستان، تحصل الولايات المتحدة على الجاتوه .. والطعام معاً .. فأسلحة وتكنولوجيا الولايات المتحدة، قد تم استخدامها من قبل الديكتاتور الباكستاني الرئيس مشرف في قمع تمرد شعب بلوشستان من أجل الاستقلال. وكذلك فإن باكستان قد أجرت اختبارات وتجارب نووية في عام 1998م وأقامت منشأة لتخصيب اليورانيوم. والولايات المتحدة تقوم أيضاً بتمويل المجموعات المتمردة ضد باكستان في بلوشستان، ولكن من أجل أن تخترق أنشطة المخدرات، ولتضع يدها على السوق السوداء للأسلحة النووية، وبقايا طالبان، ومجموعات المقاومة الإسلامية مثل القاعدة التي اتخذت مقراً لها في مرتفعات بلوشستان. هذا، وثمة تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية في عام 2004 حول باكستان كان مسرفاً في الثناء والمديح واصفاً إياها بالحليف الرئيسي في الحرب "الطويلة " على الإرهاب، إضافة إلى أن باكستان قد استطاعت السيطرة على شؤونها الداخلية - ولكن الأمر سوف يكون على الأرض هذه المرة مختلفاً تماماً.
في فبراير 2006 حمل موقع (السند اليوم) على الانترنيت، مقالةً تحت عنوان : الغاز الكيميائي ، تستخدمه طائرات الهيلوكوبتر ضد شعب بلوشستان، «بلوشستان تمثل المنطقة الأكبر، والمحافظة الغنية بالموارد في جمهورية باكستان الإسلامية، تعرضت مؤخراً لحمام دم، مات فيه العديد من المواطنين الأبرياء، على يد الجيش الباكستاني. هذا، و قد زعم وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شرباو بأنه لم يتم قتل الأطفال أو النساء في هذه العملية، ولكن الصور التي تم نشرها توضح أن عدداً من الأطفال الأبرياء قد تم قتلهم بوحشية جراء القصف، رغم أنه لا يمكن وصفهم بأنهم إرهابيون».
تكتمت باكستان على الأخبار المتعلقة بخطورة هجومها على البلوشيين، فعدد القتلى في العملية (كيا : kia) التي نفذها الجيش الباكستاني في قمعه للتمرد البلوشي كان أكثر من 100 قتيل إضافة إلى آلاف الجرحى. وقد صور مشرف هؤلاء باعتبارهم ضحايا من جراء الهجوم ضد الإرهابيين الأجانب، الذين أصبحوا يقومون في بلوشستان بما يشبه الحرب الأهلية: ولكن ما هو حقيقي أن البلوشيين يقاتلون من أجل الاستقلال.
أفادت صحيفة (أنديا مونيتور) في يناير 2006م ، بأن «السيناتورصنع الله بلوخ، العضو البارز في الحزب الوطني البلوشيستاني.. صرح بأنه إذا استمرت ظروف القمع ضد سكان موطنه.. فإنه يسوف لن يكون أمامنا من خيار سوى ممارسة حقنا الوطني من أجل تقرير المصير لإقامة دولة مستقلة.. والآن كل بلوشي يعرف بأن باكستان اليوم هي دولة قادرة على البقاء وذلك بسبب مواردها الطبيعية وأهميتها الاستراتيجية في الإقليم». وقال أيضاً «بأن ثورة المعلومات قد جعلت العالم مكاناً صغيراً جداً، واليوم لا يمكن أن يخدع شعب البلوش، فهم يرغبون في حقوقهم» مع ملاحظة أن ديناميكيات كشمير التي تهدد استقرار باكستان، تعتبر خارج مجال هذه المقالة.
في الوقت الذي يتم فيه توجيه الضربات الجوية لإيران من قبل الولايات المتحدة، ويقوم الأكراد بحركتهم، فما الذي سوف يفعله البلوشستانيون؟
وكيف لجماعة مثل القاعدة أن تقوم برد الفعل؟ هل سيهرعون إلى رفاقهم الإيرانيين؟ وهل سيستخدم عسكر باكستان الأسلحة النووية للقضاء النهائي على كل المشاكل في بلوشستان؟ وماذا عن رد الفعل الهندي؟
وماذا سوف تفعل تركمانستان وبقية الـ (ستانات) الأخرى؟
وهل سوف تقف أرمينيا إلى جانب أكراد تركيا؟
وكيف ستقوم القوات الأمريكية في العراق بالتعامل مع التشظَّي الذي ينتج؟
مثال آخر، لعدم الكفاءة والأهلية: في الصفقة النووية الهندية - الأمريكية التي أبرمها الرئيس بوش مع رئيس الوزراء سينج في آذار الماضي، كان مفترضاً منهما أن تقدم إشارة لروسيا والصين بأن الولايات المتحدة لم تفكر أو تعر انتباهاً إلى: أي صفقة هي تلك التي تتم مع بلد ظل رافضاً أن يوقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. وما الذي يمكن أن تؤدي إليه؟ فقد صرحت باكستان برغبتها في زيادة قدرات أسلحتها النووية. والصين عرضت بناء مفاعلات نووية لباكستان.. وأن الصين يمكن أن تعبث برفاهية أمريكا عن طريق استخدام أساليب العملة النقدية (الصين صاحبة أكبر وأضخم الأرصدة المالية في أمريكا .. والتصرف فيها يمكن أن يهدد الاقتصاد الأمريكي) والقوة النووية الروسية التي تم تحديثها وتطويرها، ويقال بأن المملكة العربية السعودية قد قامت بشراء قدرات نووية تكتيكية وأن بإمكانها البدء في بناء قدراتها النووية التجارية والعسكرية. وفي أمريكا الجنوبية، توسعت البرازيل في إنتاج قدراتها النووية، وسوف لن تسمح بالتفتيش في بعض المنشآت النووية المحددة. كذلك يمكن أن يكون هناك تساؤل يتعلق بأن فنزويلا سوف تطور برنامجاً نووياً، أو تقوم بما يشبه ما قامت به المملكة العربية السعودية، أي فقط القيام بشراء الأسلحة النووية رأساً من السوق السوداء.
.. وتقول بأنك تريد ثورة..
إن العوامل المحلية في الولايات المتحدة يمكن إضافتها لهذه الخميرة غير المستقرة .. والثورات : الحمراء، البيضاء، والزرقاء للجنرالات الأمريكيين المتقاعدين مثل غريغوري نيوبولد وأنتوني تزيني التي تدور في أجهزة الإعلام الرئيسية الأمريكية، سوف تكون أكثر سحراً وإثارة.. فمطالبتهم بإقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لم تحدث من قبل، وهي غير مسبوقة في تاريخ كل الحروب الأمريكية، وتشير إلى معارضة عالية المصداقية إزاء قيادة مدنية أصابها جنون العمل العسكري والمنشآت والشركات الكبيرة.
وطالما أن حزباً آخر يسمى "الديموقراطيين"، فسوف يكون جزءاً من المشكلة وليس حلاً لها. وكما هو واجب الرئيس بوش، القيام بما يقوله كل من تشيني ورامسفيلد .
إذا أخذنا في الاعتبار أن الجنرالات يمثلون اللاعبين الأساسيين في الشركات الاستثمارية مثل غلوبيسيكناين، وإن أنتوني تزيني هو عضو في مجلس إدارة فيريتاس كبيتال، ومعه جنرالات آخرين، فإن وول ستريت هي التي توفر التمويل لهذه المشروعات، وبالتالي من الممكن أن يحددوا بشكل قاطع أن رامسفيلد هو الأكثر سوءاً وأنه غير مناسب للمؤسسة العسكرية الأمريكية والأنشطة الاقتصادية.
كذلك فإن وكالات استخبارات الولايات المتحدة مثل وكالة المخابرات المركزية، تكون دائماً متورطة علانية أو سراً في الاستثمارات والمضاربات التجارية والمالية وأنشطة الأعمال، وعلى الأرجح أن تكون مشتركة ومتورطة في أنشطة هذه الشركات: لذلك من الممكن أن يدفع الخطر الجديد هذه الوكالات لأن تقول شيئاً أيضاً من قبيل: الانتقام حلو أيضاً (أي: معاقبة رامسفيلد وتشيني).
بسبب حدوث تمرد في أوساط العسكريين والمنشآت المالية، وتوجيه المزيد من الاتهامات للذين في داخل إدارة بوش (مثل كارل روفي)، فإن على المرء أن يتذكر ويضع في ذهنه كيف يمكن لمثل هذه المجموعة من الناس أن تكون قادرة على الإدارة والتعامل مع وقائع اليوم الذي يلي العدوان على إيران.
إن الولايات المتحدة تعمل كما لو أنها حقيقة لا تواجه قوة عظمى منافسة لها، فأي نوع من القوى العظمى تلك التي يزداد بها الفقر والتشرد والبطالة، وتقف عاجزة من إعادة بناء واحدة من مدنها الرئيسية -نيوأورليانز - بعد الإعصار؟ .. أي نوع من القوى العظمى هو ذلك الذي يرفض أن يقدم التنازلات، في التفاوض والتعامل مع الشعوب الأخرى مثل الصين وروسيا وينظر إليها باعتبارها كيانات ضعيفة؟ فأية أمة تكون نمراً من ورق؟ .. بالطبع لا يمكن أن تؤخذ الأمور بهذه الطريقة.
ثم ماذا عن إيران ؟ الإجابة البسيطة تكون على جانبين: أولاً: إزاء كل هذا الجنون فإن الأمر الإيراني سوف يتحول إلى منظمة تعاون شنغهاي ( SCO ) ، وهي تحالف أمني يشبه الناتو بقيادة الصين وروسيا. و سرعان ما ستصبح إيران عضواً في هذا التجمع بطريقة ما، وبالتالي سيؤدي ذلك بها إلى تبني قدراتها النووية التجارية والعسكرية.
وسوف تصبح إيران لاعباً رئيساً في مجال الطاقة في منطقة نعرف جميعاً أنها تحت سيطرة روسيا والصين. والولايات المتحدة ترغب في أن يتدفق الذهب الأسود إلى الغرب وأن يكون لها السيطرة الجيوبوليتكية على كل آسيا الوسطى.. وهو أمر لن يحدث أبداً كما هو واضح.
وإنه من غير المجدي أو المفيد أن الأكراد والبلوش سوف تكون لهم دولهم المستقلة، كذلك بالتأكيد، فسوف تكون للإيرانيين والبرازيليين الطاقة والأسلحة النووية، والصينيون سوف يكون لهم تفوقهم، والروس سوف يعودون إلى مرحلة القوة العظمى العالمية، والفلسطينيون سوف يحصلون على ما يجعلهم على قدم المساواة يوماً ما..
ثانياً: أكثر من أي وقت مضى، سوف تحتاج إلى أن تفاوض من أجل الرجوع إلى طاولة المفاوضات، ومن الممكن أنه ما يزال هناك ثمة عقل كبير يستطيع قراءة: وثيقة مجلس الأمن القومي رقم 68 ، الفصل التاسع الصادر في 1950 والمخصصة للتعامل مع الاتحاد السوفيتي «البدان الحرة يجب عليها دائماً، أن تكون أكثر استعداد قبل أن تدخل المفاوضات، ويجب أن تكون متأهبة لاستلام المبادرة في الأوقات التي تسعى فيها إلى المفاوضات. ويجب أن تطور موقفاً تفاوضياً يحدد القضايا والمسائل والاعتبارات والمشروطيات التي يجب الاستعداد لها من أجل الموافقة على الاتفاقيات.. فالبنود يجب أن تكون عادلة ونزيهة من وجهة نظر الرأي العام .. وهذا يعني أنها يجب أن تكون متناسقة مع البرنامج الإيجابي من أجل السلام - وفي تواؤم مع ميثاق الأمم المتحدة، وأن تقدم وتكفل - على الأقل - السيطرة الفاعلة على كل أنواع الأسلحة بواسطة الأمم المتحدة أو المنظمة التي يمكن أن تخلفها أو تأتي بعدها.
.. فلنتحدث .. ولنتفاوض .. لماذا ليس مع منظمة تعاون شنغهاي ..
الجمل - قسم الترجمة
الكاتب : جون استانتون
المصدر : غلوبال ريسرش
إضافة تعليق جديد