بولس سركو -فنان تشكيلي وناشط سياسي

لينا حسن مخلوف – مهندسة وعضو مؤسس في أمانة اللاذقية للثوابت الوطنية

يوري رحال – إعلامي وناشط في الشؤون الاجتماعية

كمال شاهين – إعلامي وناشط سياسي وعضو الشبكة السورية لمراقبة حقوق الإنسان

بلال سليطين – إعلامي وناشط في الشؤون الاجتماعية.

وبمساعدات قيمة من قبل:

الأيهم صالح – كاتب

سوزان المحمود – إعلامية

مها وقاف – محامية متخصصة في مجال حقوق الإنسان

هبة حيدر ـ مترجمة ـ خريجة أدب إنكليزي

مقدمة:

نحن مجموعة من أطياف متنوعة من المجتمع السوري، نخاطب الضمير العالمي ونحن في قلب العاصفة التي تهب على بلدنا لتوضيح الحقائق وإظهار الصورة الصحيحة أمام الرأي العام العالمي لما جرى في بلدنا بعيداً عن النفاق الإعلامي وتكتيكاته.

إن معظم التحليلات الموضوعية لأزمة بلدنا سورية متفقة على أن هذه الأزمة مركبة تتداخل فيها ثلاثة أوضاع ـ وضع داخلي ، وضع إقليمي ، وضع دولي ـ ولما كان الوضع الداخلي هو شأنا خاصا بنا كشعب في علاقته مع نظامه السياسي ، ولما كان أيضا الوضع الإقليمي هو جزء لا يتجزأ من الوضع الدولي باعتبار معظم- ان لم نقل كل دول جوار سورية هي دول تابعة خاضعة لنفوذ الولايات المتحدة فإننا نحصر خطابنا هذا في التداخل بين الوضعين الدولي والداخلي السوري للتأكيد على حقيقة موثقة هي أن الجزء الأعظم من مأساة وطننا وشعبنا وما أصابنا منذ آذار 2011 هو نتيجة لسياسات عدوانية مارستها الولايات المتحدة الأمريكية بإداراتها المتعاقبة منذ ما يزيد على نصف قرن من استهدافها لوعي الشعوب وتسفيلها المنهجي للثقافة وتنميتها المقصودة للغرائز العنصرية ، العرقية ، الدينية الطائفية والمذهبية العنفية مضافا إلى ذلك حروبها العسكرية وضغوطها الاقتصادية ومؤامراتها الاستخباراتية .......الخ

لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية على الدوام حليفة وداعمة وشريكة لكيانات دينية رجعية ومتخلفة في منطقتنا كالكيان الصهيوني والسعودي ووليدهما المتمثل بالعصابات التكفيرية الإرهابية المسلحة ومنها تنظيم القاعدة.

إننا نلفت النظر هنا إلى أننا لا نتهم الولايات المتحدة من فراغ أو بدوافع عاطفية بالمأساة التي وصل إليها عالمنا ومن أكثرها وحشية مأساتنا الوطنية إنما اتهامنا يقوم على أوجه ثقافية فكرية وسياسية وكذلك قانونية بدأ من تحذيرات أطلقها العديد من المفكرين والكتاب من مثل هذه النتيجة ننقل بعض منها على سبيل المثال تحذير هيربرت ما ركوز منذ عام 1973 في كتابه (الثورة والثورة المضادة ) ص31-32 من الترجمة العربية" من الطابع المبهم اللاسياسي ، اللامنظم للتذمر والاستياء الذي يحول القاعدة الجماهيرية الكامنة للتغيير الاجتماعي إلى قاعدة للفاشية " وكذلك تحذير "ألفن توفلر" قبل نحو عقدين على الأقل في الجزء الثاني من كتابه (تحول السلطة) ص673 من الترجمة العربية من عصر ظلمات جديد قادم نتيجة للسياسات التي أشرنا إليها ومما دعاه بالجنون المقدس الذي يهدف لتعتيم سماء عصر الأنوار ، وفي كتاب (واشنطن والعالم) ص73 من الترجمة العربية نقل "بيير هاسنر وجوستان فاييس" عن "روبرت كابيلان" قوله "أن عالم الغد سيتكون من عصابات من الشبان لا يمكن السيطرة عليها "، وأنه استند إلى المتخصص الإسرائيلي "مارتن فان كريفليك" الذي يعتبر أن الدولة تحتضر وأن الحروب بين الدول ستتلاشى وأن مستقبل العنف يكمن فيما يسميه الصراعات الضعيفة الشدة التي تبدأ بالنهب لتنتهي بالمواجهات بين الأعراق .

للإجابة عن سؤال لماذا أوصلت الولايات المتحدة الأمريكية عالمنا إلى هذا الوضع الكارثي وكيف تطورت الأحداث وما هي صلتها بها نعرض باختصار ما يلي

1- الدافع الأصلي

عام 1950 أبلغ وزير الخارجية الأمريكي (أتشيسون) جلسة مغلقة للجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ أنه " حتى وان لم تكن هناك روسيا ، ولم تكن هناك شيوعية سيكون لدينا مشكلات خطيرة في محاولة الاحتفاظ بالبقاء " – الحرب الباردة ص 45 من الترجمة العربية- ويعبر هذا التبليغ عن مدى تعاظم هاجس الاحتفاظ بالبقاء لنظام رأسمالي مهدد بالانهيار على الدوام وهذا الهاجس هو الموجه النفسي للسياسات الخارجية الأمريكية الهادفة لتحطيم أي تهديد خارجي محتمل حتى لو تطلب الأمر إيصال العالم بأسره إلى الغابة الموحشة التي نعيشها فعليا اليوم واذا كانت هذه السياسات قد فتحت في جبهات عسكرية وثقافية في الماضي فقد أضيفت إليها وعززتها جبهات سياسية مع وصول اللبراليين الجدد للسلطة في بريطانيا والولايات المتحدة (1979-1980) ثم في جبهات اقتصادية بتأسيس منظمة التجارة العالمية كإعلان لنظام عالمي جديد عامي (1994-1995) ولسنا بحاجة بالطبع لذكر ما ترتب من مخاطر هائلة على مستوى العالم بأسره كنتيجة لذلك النظام فأنتم جميعا تعرفون الإحصائيات وأرقام الفقراء والجياع ومن هم تحت خط الفقر والعسكرة وما يحصل للبيئة ...... الخ ، اذا لا يكترث مهندسو النظام العالمي الجديد حتى لو احترق العالم بأكمله في مقابل بقائهم، ونحن ننظر إلى أزمة بلدنا سورية كواحدة من أسوأ إفرازات النظام العالمي الجديد وذلك ربطا بأهداف هذا النظام وبوثائق عديدة أخرى في غاية الأهمية نذكرها تباعا.

2- من أهداف النظام العالمي الجديد

لقد وردت أهداف هذا النظام في العديد من الوثائق اخترنا منها ما جاء في كتاب (العولمة والعلاقات الدولية) ل (غينادي زوغانوف) بسبب دقة ما ورد لدى مطابقته مع الوقائع اللاحقة على الأرض، هذه الأهداف واردة في الصفحة 28 من الترجمة العربية التي صدرت في دمشق عام 2002 تحت عنوان – هرم التبعية – وقد اخترنا منها ما يخص موضوعنا فقط وهي التالية

ا-الحاق هزيمة عسكرية بالبلدان التي تحاول الدفاع عن مصالحها والاقتصاص من القادة الذين يقاومون هيمنتها.

ب-إطلاق دوامة الإرهاب لخلق جو من الخوف واليأس وسلب قدرة الشعوب على النضال في سبيل حقوقها.

ج-الرقابة على الإعلام وفرض منظومة القيم الأمريكية على العالم وقمع أصحاب الرأي الآخر واعتبارهم إرهابيين.

للتذكير فان جورج بوش الأبن قد صنف بلدنا ضمن البلدان المستهدفة باعتباره سورية من البلدان المارقة.

3-رأس الأفعى – مشروع الشرق الأوسط الكبير:

في أعقاب تصريحات أدلى بها عام 1980مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" اعتبر فيها المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية هي كيف ستسعر نيران حرب خليجية ثانية تستطيع من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو في المنطقة. كلفت وزارة الدفاع الأمريكية (برنارد لويس) شخصيا لوضع مخطط التقسيم ومنذ هذا الحين وهو مدرج علي رأس السياسات المستقبلية للولايات الأمريكية المتحدة. وجاء في هذا المخطط تقسيم18 دولة عربية إلي مجموعة دويلات صغيرة فاشلة ذات طابع طائفي ومذهبي وعرقي وعشائري وقبلي تعيش إلي جانب دولة إسرائيل الكبرى، يذكر أن "برنارد لويس" هو مستشرق من أصل يهودي ولد في لندن في العام 1916 حصل على الجنسية الأمريكية وحصل الدكتوراه في تاريخ الإسلام عمل في الاستخبارات والجيش البريطاني كما عمل في المنطقة العربية كمدرس جامعي ، هذا الرجل المحنك عايش العرب وخالطهم وفهمهم وفهم عاداتهم وتقاليدهم ودينهم وهو صاحب أول مخطط مكتوب ومدعم بالخرائط لتقسيم المنطقة، وضعه عام1980 ويشير الدكتور "محمد ناصر نصار" إلى كتاب( نهاية التاريخ الحديث في الشرق الأوسط) (the end of modern history in the middle east) الذي يطرح لويس من خلاله أفكارا قد نرى صداها اليوم فيما يعرف الربيع العربي ومنها مثلا أن ثلاثة عناصر ستساعد العرب في تحقيق الحرية و الديمقراطية و خلق شرق أوسط جديد و هي تركيا و إسرائيل و النساء... وأن الوسيلة الإعلامية الأساسية التي سيطرت على تاريخ العرب و المسلمين هي الشعر قديما واليوم حلت و سمحت لأي شخص أن يستغل الإعلام لمصلحته، إن تطور التكنولوجيا و ما تتضمنه من وسائل إعلام كالتلفزيون و الهواتف المحمولة و الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي و انتشارها أصبح كل مواطن قابلا ً لنشر ما يملك من أخبار و أفكار ومبادئ و أن يختار بحرية المعلومات التي يريد أن تصله بفضل اختياره لقناته الإخبارية أو موقعه أو تلك دون غيرها. هكذا حررت التكنولوجيا الشعوب رغم أنها غير كفيلة لوحدها بأن تحقق الديموقراطية، كما أشار إلى دور الجوامع. الخ.

4-الاقتباس رقم 33

الاقتباس رقم 33 وثيقة صدرت قبل خمسة عشر عاما على بدأ الأزمة السورية الحالية وهي بعنوان (توصيات إلى بنيامين نتنياهو) 1996 ل (ريتشارد بيرل ودوغلاس فيث) وردت في ص 195 من الترجمة العربية لكتاب (واشنطن والعالم – معضلة القوة العظمى) تأليف بيير (هاسنر وجوستان فاييس) نشرته وزارة الثقافة السورية عام 2008 ننقل منه الفقرات المتطابقة مع ما حدث لاحقا في بلدنا كصورة مجسدة طبق الأصل عما جاء فيه.

" سورية تتحدى إسرائيل فوق الأرض اللبنانية وهناك مقاربة فعالة يمكن للأمريكيين التعاطف معها هي أن تقوم إسرائيل بمبادرة استراتيجية على حدودها الشمالية من خلال مهاجمة حزب الله وسورية وإيران الذين يشكلون عناصر العدوان على لبنان خلال اللجوء إلى أفعال فريدة لا تجعل الأراضي السورية في منآي عن هجمات تقوم بها قوات حليفة لإسرائيل من لبنان، أو ضرب أهداف سورية في لبنان أو أهداف مختارة في سورية نفسها ......

السعي إلى احتواء سورية من خلال جذب الانتباه إلى برنامجها حول أسلحة الدمار الشامل يمكن لإسرائيل تغيير محيطها الاستراتيجي بالتعاون مع تركيا والأردن من خلال إضعاف سورية لحملها على التراجع ".

5-الأوتبوريون

الأوتبوريون هم أداة تنفيذ الفوضى الخلاقة يتبعون سياسيا لوزارة الخارجية الأمريكية ويتكامل عملهم مع عمل تنظيم القاعدة الإرهابي.

في 5 تشرين الأول 2011 ألقى (سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش) محاضرة في كلية كندي بجامعة هارفارد الأمريكية وأعلنا صراحة أن منظمة أوتبور تستهدف سورية منذ عام 2003.

(سيرغي بوبوفيتش) هو المشرف على عمليات الأوتبوريين في البلدان العربية، وأوتبور هي منظمة تأسست في صربيا في تشرين الأول عام 1998 وفي عام 2000 صرح "بول مكارثي" مدير منظمة "المنح الديمقراطية الأمريكية" أن منظمته قدمت "لأوتبور" 3 ملايين دولار بين عامي 1998 و2000 وهذه المنظمة متخصصة بتمويل مشاريع الفوضى الخلاقة حول العالم، وعام 2006 حصلت "أوتبور" على منحة من "المعهد الأمريكي للحرية" وهو مؤسسة تابعة للكونغريس لإعادة انتتاج المنهاج المعتمد في إسقاط الأنظمة مع التركيز على الشعوب والثقافة الإسلامية.

يغطي الأوتبوريون نشاطهم بغطاء اجتماعي في مرحلة التجنيد أما في النهاية فتكون بارتكاب المذابح وهم يستخدمون شعارات معينة مكررة في كل حدث يكونون هم ورائه، مواقفهم متذبذبة وترويج الأكاذيب أهم تكتيكاتهم.

لمزيد من المعلومات عن الأوتبوريين ونشاطاتهم وصلتهم بما جرى في سورية الرجاء الدخول إلى موقع الأيهم صالح على الأنترنيت على الرابط التالي

http://www.alayham.com/node/3739

التدخل الأمريكي في الأزمة الداخلية السورية

وفقا لما سبق لا يمكننا النظر إلى الأزمة السورية إلا كتفصيل في سياق السياسة الأمريكية التي تقوم على الهيمنة.

نعم في آذار 2011 كان في سوريا استياء عام وكانت لدى الشعب السوري مطالب محقة ولكن كان ممكناً تحقيقها في اطار عمل سياسي منظم حين تبلغ التناقضات الاجتماعية ذروتها القصوى بشكل طبيعي في مسار قوانين التطور الاجتماعي ، لم نكن بحاجة للتضحية بما يزيد عن مئة ألف شهيد من أهلنا ولا إلى أضعافهم من الجرحى والمعاقين ولا إلى ملايين المهجرين ومن يموتون جوعاً ولا إلى دمار ما يزيد عن خمسين بالمئة من البنية التحتية وانهيار الاقتصاد والخسائر المقدرة حتى الآن بما يزيد عن ستمئة مليار دولار والشرخ الطائفي المذهبي الذي لا تمحيه عقود من الترميم المعرفي فهذا الوضع الكارثي البالغ الخطورة هو نتيجة للتدخل الخارجي الذي استغل وضعا داخلياً متأزماً .

في التاريخ المذكور جرت عملية تضليل غير مسبوقة لجماهير شعبنا وعملية حصاد مبتذلة لجهود سنوات طويلة من تهييج المشاعر الدينية واللعب على الوعي والدفع باتجاه الفتنة عبر مختلف أنواع وسائل الاتصال، إذ أن المعارضة السورية لم تكن في وضع تنظيمي أو وجودي يسمح لها بقيادة تغييرات تاريخية في بلد كسورية ولا الجماهير السورية كانت في حالة من الوعي الثوري الطبقي، ولا النظام كان في حالة من الضعف والتفكك والقابلية للانهيار تحت ضغط الشارع.

لقد ركب السيناريو تركيباً فظاً على المشهد السوري ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة وقائع هامة تثير التساؤلات والشكوك وتتعلق ببدايات الأزمة السورية وتدل على هذا الطابع التركيبي:

1-الفرق هائل طبعا بين نزول الجماهير إلى الشارع مدفوعة عاطفياً بهذا الشكل الفوضوي من التحريض الخارجي وبين نزولها بقيادة قوى ثورية داخلية حقيقية موحدة الهدف وتملك برنامجها السياسي الواضح الذي يراعي مصالح هذه الجماهير وينظم حركتها في الظرف التاريخي المناسب.

2-الفرق هائل أيضاً بين دور مواقع التواصل الاجتماعي التي حرضت على التظاهر في كل من تونس ومصر وكشف الشبان الذين كانوا وراءها عن أنفسهم وبين المواقع الخارجية التي حرضت على التظاهر في الداخل السوري ولم يزل متسترا حتى يومنا هذا من يقف ورائها وهنا ننقل عن المحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض سؤاله – من هو ذلك الثوري الذي يستطيع أن يحرك الملايين في بلد كسورية ويظل متخفياً ؟؟؟

3- تقوم السياسة الأمريكية في الكواليس على مبدأ مقايضة أمن الدول واستقرارها بشروط الإخضاع ففي 3/أيار/2003 وفي الوقت الذي كانت فيه قوات المارينز متربصة على حدودنا الشرقية في العراق حط "كولن بأول" وزير الخارجية الأمريكي في دمشق مهدداً إياها من الاستمرار في تطوير أسلحة الدمار الشامل وقد استبق اجتماعه بالرئيس الأسد بتصريح للصحفيين قائلا " إن السلام في الشرق الأوسط يجب أن يكون على الطريقة الأمريكية " ثم عرض شروطه الستة وإنذاراته التي تمس السيادة والكرامة الوطنية السورية على الرئيس الذي رفضها بالطبع، هذا الدرس السوري فرض على الإدارة الأمريكية مواجهة الرفض بوكلائها في العام 2011 ، وقد تناوب على عرض الشروط الأمريكية للخروج من الأزمة ووقف الاحتجاجات كل من (أوغلو) وزير خارجية تركيا و (حمد بن جبر آل ثاني) وزير خارجية قطر وبعد ثلاثة أشهر على بدء الأزمة حمل (عبدالله بن زايد آل نهيان ) وزير خارجية دولة الإمارات أيضاً رسالة مشابهة، ونتوقف هنا للسؤال أولا عن ارتباط قضية السلاح الشامل بالاقتباس رقم 33 خاصة وأن هذه القضية تكررت عملياً على الأرض خلال الأحداث الأخيرة ؟ وثانيا عن حق الولايات المتحدة في دعم امتلاك إسرائيل لهذا السلاح ومنع سورية من امتلاكه علماً بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا السلاح وأنفقت حسب تقدير معهد "بروكنغز" من عام1940 إلى عام1996 نحو 8 تريليون دولار على تطوير واختبار نحو سبعين ألف سلاح نووي؟ وثالثاً من الذي يملك قرار وقف الاحتجاجات في الداخل السوري هل هو الشعب السوري وقواه السياسية الوطنية أم الولايات المتحدة ووكلائها الإقليميين؟ يرجى الاطلاع على نص الحديث الذي دار بين الرئيس بوتفليقة والسفير الأمريكي على الرابط التالي:

https://www.facebook.com/permalink.php?id=167310836653198&story_fbid=545... 

علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالإرهاب ومسئوليتها مع وكلائها عن العنف والمجازر في سورية

لمحة تاريخية

إن امتن علاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية هي علاقتها مع المملكة العربية السعودية التي يعتبر نظامها القروسطي هو الأسوأ والأكثر تخلفا في العالم بأسره فالمصالح التي تجمعهما تتعدى العلاقات الاقتصادية لتصل إلى علاقات مصير ووجود ولذلك فقد بنيت هذه العلاقات على الشراكة في إنتاج الإرهاب الذي يشكل اليوم الخطر الفاشي الأعظم في عالمنا ولعل الوثائق المتعلقة بتاريخ هذه العلاقة باتت معروفة للجميع ولكن لا بأس بالتذكير ببعض أهمها باختصار فحسب كتاب (العلاقات السرية – التحالف البريطاني مع الإسلام السلفي ) للكاتب مارك كيتس فان (أنجيس ماكي) أحد عملاء إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية هو مهندس العلاقات البريطانية مع الجماعات الإسلامية. وسرعان ما استنسخ التجربة البريطانية الأمريكيون في عهد الجنرال (دوايت أيزنهاور) أول رئيس أمريكي يرى في الإسلام السياسي مشتركاً أساسياً لاحتواء منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية وهذا ما سار عليه الكثير من العاملين في السياسة الغربية الإمبريالية وهذا ما يؤكده محمد حسنين هيكل في ملفات أوراق الإدارة الأمريكية في حقبة الخمسينيات (نشره في مجلة وجهات نظر العدد 36 كانون الثاني 2002 ص 4-17). يتضح أن جون فوستر دالاس وزير الخارجية في عهد أيزنهاور يرى أن الدين هو السلاح الأكثر فعالية ونفاذا في العالم الثالث لأنه بحسب رأيه الهوية التقليدية لشعوب وأمم ما زالت على وعيها العذري الفطري. وان شقيقه ألان دالاس مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تولى مهمة (إطلاق الأفكار لا إطلاق النار) باعتماد (سلاح الاعتقاد) ضد تهديد الإلحاد " نبيل فوزات نوفل ـ جريدة النور السورية العدد 598.

لقد أثمرت العلاقات الاستخبارية الأمريكية البريطانية السعودية تأسيس جامعة العالم الإسلامي برعاية الأمير فيصل بن سعود عام1962 التي نشرت الفكر الوهابي وتحولت إلى مفرخة للإرهاب السلفي الدولي على يد "سيد رمضان" رئيس "التنظيم العالمي للإخوان المسلمين" وعميل CIA التي أنفقت عليه ملايين الدولارات، وعبد الله عزام مكتشف "أسامة بن لادن"، وشقيق سيد قطب "محمد قطب" الذي وضع الأسس الفكرية والاستراتيجية لتنظيم القاعدة.

عن بداية العنف في سورية:

كتب ناصر شرارة في جريدة الأزمنة في 3/1/ 2013 نقلا عن قيادي ميداني من مسلحي دمشق " لقد ـ مرحل-شيوخ السلفية السوريون إعلان الجهاد، كانوا يدركون أن هذا القرار يحتاج إلى تمهيد حتى يتقبله السوريين .... نحن الآن في هذه المرحلة التي خطط الإسلاميون للوصول إليها منذ البداية ".

إن كل تصريحات مسؤولي الغرب في الإعلام خلال بدايات الأزمة كانت نفاقاً فاضحاً يهدف لذر الرماد في العيون والهزء بوعينا ووعيكم على حد سواء، مثل اتهام البيت الأبيض دمشق بالتسبب بأزمة إنسانية وإعراب كل من وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي (آشتون) والأمين العام للأمم المتحدة عن "القلق الشديد والحزن العميق" إزاء الوضع في سورية فهؤلاء جميعاً يعرفون تماماً أن ورقة العنف محضرة مسبقاً وستلعب في وقتها بإخراج متقن تقتضيه تكتيكات المعركة على الأرض، فقد فضحت برقيات "ويكي ليكس" تمويل واشنطن للمعارضة السورية منذ العام 2006 ـ البرقيات نشرتها جريدة الوحدة الأردنية بتاريخ 14/7/2011 والعلاقة المخابراتية الأمريكية الغربية مع المعارضة السورية كان قد فضحها المعارض السوري "محمد سيد رصاص" في جريدة الحياة منذ 11/3/2005 وفي العام ذاته نشرت جريدة "الشرق الأوسط" في 28 نيسان منه مقالة بعنوان (أمريكا والإخوان عودة لتحالفات أيام زمان)، فضلاً عن تقرير هام لنصر الإبراهيم بعنوان (بانوراما الحرب على سورية ) منشور على فيسبوك بتاريخ12 يوليو2013 يذكر فيه أن سلمية التحرك تنسفها كمية الأسلحة المتدفقة للمعارضة السورية مشيراً إلى أن هذه الكميات التي دخلت بصفة سلاح مقاومة لحركة حماس قد دخلت تحت أعين ورقابة الأمريكيين فقد طمأن رئيس المخابرات الأمريكية نظيره التركي أن ما يوجد في سورية حوالي 7ملايين قطعة سلاح متنوعة وأن النظام سيسقط خلال أسابيع على أبعد تقدير .

خلال الأيام الأولى أيضا تصدر الفضائيات نائب الرئيس السوري السابق الفار "عبد الحليم خدام" وهو على علاقة متينة بآل الحريري ذراع مملكة آل سعود في لبنان وأعلن باسم معارضة الخارج أنه سيدعم (الثورة ) في الداخل بكل الوسائل الممكنة ، ثم ظهر المعارض السوري "هيثم مناع" ليعلن على الفضائيات أن جهة لم يحددها عرضت عليه إدخال السلاح إلى درعا وغيرها من المدن السورية ورفض، لكنه عاد وفضح هذه الجهة معلناً عبر موقع المنار الإلكتروني أن مقربين من سعد الحريري رئيس تيار المستقبل اللبناني هم أصحاب العرض السابق وأضاف أن "بعض المعارضين تحولوا إلى رجال أعمال ولوردات حرب" وقال "الجميع يعلم أن الحريري وكيل وليس أصيل في عروضه التمويلية والتسليحية ".

هنا أيضا علينا العودة إلى الاقتباس رقم 33 للمطابقة خاصة بعد التدقيق في المعلومات التي نشرتها (الأخبار) كتسجيلات صوتية للنائب في تيار المستقبل (عقاب صقر) التي توضح تورطه في تزويد المسلحين بالسلاح والدعم اللوجستي بتكليف من سعد الحريري خاصة وأن وادي خالد في شمال "لبنان" قد تحول إلى قاعدة تعج بالإرهابيين التكفيريين السلفيين.

القائد الميداني نفسه الذي بدأنا بتصريحه روى قصة مناقضة لتصريحه عن بداية العنف في الشارع السوري قائلاً: «إن أول رصاصة أطلقت في الحراك كانت انتقاماً لمقتل الشاب معتز الشعار في دمشق حيث تخفى والده بين الصفوف الخلفية للمتظاهرين وأطلق الرصاص من مسدسه على قوات الأمن»، رواية أخرى نقلها مراسل الغارديان غيث عبد الأحد الذي رافق مهربي السلاح عبر الحدود السورية التركية في إدلب عن ( أبو سليم ) الذي قال: «نصبنا كمينا لباص يحمل عناصر أمن وكان لدي مسدس وثماني طلقات وبعد انتهاء طلقاتي بقيت هناك أراقب هؤلاء وحينها عاهدت نفسي بتأمين السلاح لكل رجل في البلدة»، وهناك رواية ثالثة كتب عنها في الأندبندنت البريطانية "روبيرت فيسك " « بدأ المدنيين في استخدام السلاح في درعا» ونقل عن سوريين وصلوا إلى بيروت قولهم «الرجال في درعا سئموا من إتباع النمط السلمي ويقومون الآن بإطلاق النار» . والحقيقة أن الوثائق السابقة والهجوم من قبل آلاف المسلحين في مطلع حزيران 2011 بعد مضي شهرين فقط على بداية الحراك على المقر العام للأمن العسكري في بلدة جسر الشغور في محافظة إدلب المحاذية للحدود التركية تبدد الإشارات إلى عفوية ظهور السلاح واستخدامه، لكن الصحيح في تصريح القائد الميداني هو أن شيوخ السلفية قد أخروا الظهور المسلح (إعلان الجهاد) لأن قرار كهذا يحتاج إلى تمهيد كي يتقبله السوريون، نعم الصحيح هو أن هؤلاء الشيوخ يدركون أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب السوري بكل أطيافه رافضة للعنف والقتل والتدمير وأن قرار كهذا يحتاج إلى مبررات، فعملية إدخال السلاح والمسلحين بما تحمله من مخاطر قانونية وخرق للمواثيق والأعراف الدولية لا يمكن أن تتم إلا تحت غطاء كثيف من الدعاية لتشريعها بصفتها ردة فعل وحماية للمدنيين ولضرورة إظهار المعتدي كطرف معتدى عليه .

عن تطور العنف في سورية

لقد كانت الدعاية المعادية لسورية من القوة بحيث أن الكثيرين من الناس في الداخل والخارج ظلوا لوقت طويل حتى بعد اجتياح المسلحين لمساحات كبيرة من سورية واحتلالها يكررون مقولة "لا يوجد مسلحين ولا يوجد سلاح" ويقابل تلك الدعاية إعلام محلي عاجز ومستخف، تحدث عن فلول من الإرهابيين في وقت كانت تتشكل فيه كتائب وألوية للجماعات الإرهابية وكل الحدود السورية مع دول الجوار مفتوحة لتهريب السلاح والمسلحين.

بداية جرى الحديث عن مهربين وتهريب للسلاح وأسعار يباع فيها السلاح للمدنيين السوريين ثم جرى الحديث عن سلاح يباع بسعر (الديليفري ـ التوصيل) وأخيرا سلاح يتدفق مجانا إلى الداخل السوري فبعد ستة أشهر من بدأ الأزمة أصبح العنف منظماً.

في أيلول 2011 تشكلت كتيبتي "معاوية بن أبي سفيان" و"أبو عبيدة الجراح" في دمشق وكتيبة "العمري" في درعا وفي تشرين الأول كتيبة "خالد ابن الوليد" في حمص وفي كانون الأول لواء "خالد ابن الوليد" في حمص وريفها وكتيبة "الرشيد" في الرقة ، هذه القطعات انضوت تحت اسم الجيش الحر ـ راجع ملف الأوتبوريين على موقع الأيهم صالح لمعرفة من شكل هذا الجيش ـ وفي عام 2012 استكمل قوامه بالتزامن مع إعلان الجهاد من قبل سبعين عالما ضمن هيئة علماء الشام بناء على التبرير الشرعي من الشيخ (القرضاوي) فراحت تتكاثر المجموعات السلفية وتنتشر في المدن والقرى وأصيبت البلد بالفوضى العارمة وعدم الاستقرار ـ يجب التذكير هنا أن عمل الإعلام على تطوير الخلافات المذهبية طوال سنوات قد أتى ثماره ـ وانتقل إلى مهمات جديدة ففي الوقت الذي كان يهتم بشد الانتباه إلى تضارب المواقف في واشنطن بين البيت الأبيض المعارض بخجل لتسليح الحراك السوري وبين مؤيدي ذلك، وهم وزيرة الخارجية "كلينتون" ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان كانت بعلم الإدارة الأمريكية تتم صفقات السلاح من كرواتيا وليبيا وبعلمها نقل آلاف من الإرهابيين من "83 " بلداً في العالم، وبعلمها انتشرت غرف العمليات داخل وخارج الحدود وبعلمها تأمنت طرق الأمداد والدعم وبعلمها ومشاركتها فيما بعد دربت مجموعات من الإرهابيين وقدمت لها المعلومات الاستخبارية وحددت لها الأهداف واصبح الحلف المعادي لسورية والتي تقوده واشنطن يضم بريطانيا وفرنسا وتركيا وإسرائيل والسعودية وقطر بشكل أساسي مع دول أخرى بالطبع تتحمل جميعها مسؤوليات متفاوتة في نشر العنف والخراب وقتل أبناء شعبنا وتهجيرهم .

موقع "ستراتفور" المتخصص في قضايا الاستخبارات العالمية نشر في كانون الثاني 2012 تقريرا لنائب رئيس قسم التحليل سكوت ستيوارت جاء فيه أن البلدان التي أشرنا إليها تقدم المساعدات للمتمردين السوريين ومنها إمدادات عسكرية وتدريب ومعلومات استخبارية وأن الداعمين الرئيسيين هما واشنطن والرياض ويتضمن التقرير أنواع الأسلحة التي سلمت للإرهابيين.

تصريحات البروفيسور الكندي ميشيل شوسودوفسكي على الرابط:

http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=33805253320130603013229 

نختصر منها " هناك أدلة كثيرة كما هو مبين في تقرير بعثة مراقبي جامعة الدول العربية أن الجماعات المسلحة مسؤولة عن قتل المدنيين بما في ذلك القتل العشوائي للرجال والنساء والأطفال" وأضاف في تصريحات مشتركة مع "فيليان كننغهام" عن أدلة دامغة على مساهمة القوات الغربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في توفير الدعم لجماعات المعارضة وأن قوى حلف شمال الأطلسي تتعامل مع الطغاة السلفيين بذريعة دعم الحريات وحقوق الإنسان.

إننا نطالب بالتدقيق في هذه المعلومات وغيرها الكثير نختار بعض أهمها:

مثل التعليق الصحفي على اجتماع "جون ماكين" مع الإرهابيين في الشمال السوري الموجود على مقطع الفيديو على الرابط التالي:

http://www.youtube.com/watch?v=eoZKfkqlT3I  ومثل ادعاء واشنطن الكاذب بأنها تدعم فقط فصيل معتدل من المعارضة المسلحة وهو "الجيش الحر" وذلك لأن هذا الجيش هو فصيل إرهابي بامتياز لا يختلف عن أي من الفصائل الإرهابية الأخرى والعمليات التي نفذها جميعها عمليات إرهابية راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء والممارسات الإجرامية الأخرى من خطف وتعذيب وسطو مسلح وسرقة ونهب للممتلكات العامة والخاصة والمتاجرة بالأعضاء البشرية والمجازر وغيرها مما مورس على المدنيين السورين، فضلاً عن تركيبته المذهبية الواضحة وأعضائه الذين هم من الخارجين عن القانون والمشهد المرعب الذي نشر على نطاق واسع لرجل يلتهم قلب جندي سوري هو لأحد أعضاء هذا الجيش، والحقيقة أن واشنطن دعمت حتى الفصائل المدرجة على قائمتها للإرهاب وبهذا الصدد من الملح جداً التدقيق بالأنباء التي نشرت بالتزامن مع الحديث عن ضربة أمريكية لسورية، وتحدثت هذه الأنباء عن لقاء عدد من مساعدي "روبرت فورد" مسؤول الملف السوري في الخارجية الأمريكية مع (أبو محمد الجولاني) زعيم جبهة النصرة الإرهابية في فندق فور سيزن في عمان ـ الأردن ـ حسب ما ورد إلى موقع الحقيقة من "سامية حدادين" وكذلك من الملح التدقيق في الأنباء التي تحدثت عن تجنيد ألاف المسلحين العراقيين من "الصحوة" على يد المخابرات الأمريكية والسعودية وما اذا كان لضباط المخابرات الأمريكية (كريس فيكا ،دوين ديفيس ، مستر جون ،لويس ميندوزا) دور محتمل في ذلك بصفتهم متورطين بقيادة الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في العراق .

بقي أن نذكر بأن 50 مليار دولار قد أرسلت من دول الخليج وخاصة قطر والسعودية إلى الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسلمتها عن طريق أعضاء من الائتلاف السوري المعارض ومعظم أعضاء هذا الائتلاف مرتبطين بأجهزة أمن غربية وإقليمية متنوعة ولدينا الوثائق الدالة على ذلك وقت الطلب ، ونشير في النهاية إلى أن جيشنا السوري المستهدف من قبل جماعات الإرهاب هو جيش وطني مكلف بحماية الأرض والشعب السوري من أي اعتداء خارجي أو داخلي وهو جيش مشكل من كافة أطياف المجتمع السوري وليس جيشا لطائفة بعينها ولا جيشا خاصا بحماية النظام ، انه الجيش الذي يخوض أشرس وأشرف معركة مع الإرهاب الدولي نيابة عن كل جيوش العالم .

نبذة عن الجماعات الإرهابية المسلحة وأسلحتها في سورية:

يشكل بنية الفصائل الإرهابية المسلحة في سورية خليط من التكفيريين السلفيين المتطرفين والقتلة المحترفين واللصوص وقطاع الطرق وعشرات آلاف المرتزقة من ليبيا ولبنان والسعودية وقطر والإمارات واليمن والعراق ومصر وتونس والسودان والصومال وتركيا والشيشان وأفغانستان وألبانيا ودول عديدة من الاتحاد الأوروبي وأمريكا وغيرهم.

أول الجماعات الإرهابية كانت الجيش الحر وقاعدته الأساسية في لواء اسكندرون المحتل من قبل تركيا، أما الجماعة الثانية من حيث الثقل المعنوي والعددي فهي جبهة النصرة بقيادة "أبو محمد الجولاني" وهي الذراع السوري للقاعدة والجماعة الثالثة "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروفة ب (داعش) وهي أيضا تابعة لتنظيم القاعدة، والجماعات الأقل ثقلاً هي "أحرار الشام" و"كتائب الصحابة" و"كتيبة شهداء الرازي" و"لواء الإسلام" وهو الذي أطلق القذائف الكيماوية في الغوطة الشرقية للإلصاق التهمة بالجيش السوري ـ ثم "كتائب الغوطة" و"لواء تحرير الشام" و"كتائب الوحدة الوطنية" و"كتيبة شهداء الثورة السورية" و"كتيبة شهداء المزة" وأحرار "باب سريجة" وكتائب "جيش الشام" وكتائب "الفرقان" و كتيبة "شهداء ركن الدين" وكتائب "أم المؤمنين" وهذه يتزعمها "أسامة مرعي" من أصول تركمانية وهو وثيق الصلة بالمخابرات التركية .

من الجوانب التي يفترض التدقيق فيها هي نوعية الأسلحة التي حصلت عليها هذه الجماعات الإرهابية والتي لا يمكن أن تتوفر لهم إلا تحت غطاء ودعم دولي، وظهر المسلحون في مقاطع فيديو وهم متفاخرين بحملها وخاصة الرشاشات وقاذفات الصواريخ المضادة للدبابات الإسرائيلية الصنع ومنها القاذف المضاد للدروع من نوع شيبون ب 300، ومدفع ب 10 ومدافع هاون إضافة إلى ذخائر M60 وM79 وآر بي جي 6 و22 المستخدمة من قبل الجيش الكرواتي والمصنعة في يوغوسلافيا وغيرها.

مجازر طالت كافة أطياف المجتمع السوري

نختصر النتائج الكارثية الفظيعة للتدخل الخارجي عن طريق الجماعات الإرهابية المسلحة في بلدنا بالتركيز على المجازر ضد المدنيين السوريين والتي لم توفر أي مكون من مكونات مجتمعنا السوري وأهم تلك المجازر هي:

مجزرة حارم: حارم بلدة سكانها من السنة تقع في محافظة إدلب حاصرها الإرهابيون وراحوا يشنون الهجمات المتتالية على المدنيين فيها وخاصة على حي الطارمة والقلعة بقذائف آر بي جي حتى وصل عدد شهدائها إلى 500 شخص من المدنيين ثم أقتحم الإرهابيين أحد الأحياء وقتلوا أكثر من 30 مدنيا بينهم 10 نساء و10 أطفال وقاموا بتصوير الجثث وإرسالها إلى القنوات الفضائية متهمين الجيش السوري بارتكابها والإرهابيون الذين نفذوا المجزرة هم (عبد المنعم السبع – باسل سيد عيسى – محمد سكيني – غسان رمسان قويري).

مجزرة بأهالي رأس العين: رأس العين بلدة في الشمال السوري رفضت الخضوع لتهديدات الجماعات الإرهابية المسلحة التي هاجمتها وقتلت الكثيرين من أبنائها ثم قامت عناصر إرهابية من (داعش) باعتراض باص وعلى متنه 24 راكبا من أهالي رأس العين في منطقة تل كلخ فأحرقوا الباص وقتلوا ركابه على الهوية بدم بارد بعد التعذيب الشنيع وتقطيع أجزاء من أجسادهم، عرف من أسماء الشهداء موسى الحمام وعدد آخر من نفس العائلة وأحمد المسير ومن الشهداء امرأة وطفلة لم يتجاوز عمرها أربعين يوما وهناك عدد من المفقودين.

مجزرة بلدة معلولا التاريخية: معلولا بلدة تاريخية مسيحية مازال أهلها يتكلمون اللغة الآرامية ـ لغة المسيح ـ حتى هذا اليوم وتقع شمال دمشق اقتحمتها جبهة النصرة وجماعة أحرار الشام ولواء الإسلام وقاموا بقصف بيوت المدنيين والمعالم الأثرية للبلدة ثم ذبحوا حوالي ثلاثين من أبنائها وخطفوا 15 مدنيا آخرين.

المجزرة الأكبر وقعت في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية في ثمانية قرى صغيرة غالبية سكانها من العلويين ولأنها الأكبر والأشنع وللأسباب التالية سنفرد لها ملفا خاصا:

أولاً: لأنها وقعت في الريف التابع لمدينتنا اللاذقية.

ثانياً: لأننا تمكنا من التواصل بشكل مباشر مع عدد من الناجين من المجزرة

ثالثاً: لأن الإعلام المحلي والخارجي لم يعطي هذه المجزرة المروعة حقها من التغطية.

مجزرة الريف الشمالي لمدينة اللاذقية

فجر الأحد 8 نيسان 2013 انطلقت من جبل الأكراد وجبل التركمان المحاذيان للحدود السورية التركية في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، كتائب تابعة لجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والجيش الحر ومجموعات أخرى في هجوم جماعي على عدة محاور باتجاه قرى صغيرة تابعة لناحية صلنفة – قضاء الحفة – والقرى هي : أوبين – أنباته – تلا – بيت الشكوحي – بلوطة – استربة – أبو مكة – الحمبوشية – بارودة – برمسة – اليادودة البلاطة – الخراطة – كروم عرامو – الكنفة - الخربة – وطى عرامو – القليعة – خربة الباز، وقد بدأت العملية بالهجوم على أحد مراصد الجيش السوري على قمة النبي نبهان قرب بارودة بعد خيانة بعض أفراد الجيش الذين راحوا يطلقون النار على زملائهم من الخلف، وفي نفس الوقت حين كان الإرهابيون يقصفون الموقع من قريتي "سلمى ودورين" بالقذائف الصاروخية ثم قام الإرهابيون بالقصف على قرى "كفرية وتلا وبرمسة وانباتة وبيت الشكوحي" مما أدى لعملية نزوح كبيرة للمدنيين باتجاه اللاذقية، فدخلت الكتائب المهاجمة إثر ذلك إلى هذه القرى وغيرها من القرى المجاورة وهي جميعها ليست مواقع عسكرية وسكانها مدنيين غير مسلحين، عدا بعض أسلحة الصيد القليلة جداً، انتشر آلاف من الإرهابيين داخل القرى الصغيرة وأقدموا على ذبح المدنيين شباناً ومسنين ونساء وأطفال وحتى ذوي العاهات والقاصرين، وأطلقت النيران بكثافة على من حاولوا الفرار وتمت إعدامات جماعية وتدمير وإحراق للبيوت والأماكن الدينية ونهب وسرقة ممتلكات، واقتياد وخطف عشرات المدنيين بمن فيهم أطفال صغار واحتجازهم في أماكن مجهولة بالإضافة إلى عدد كبير من المفقودين، لقد أبيدت أسر بكامل أفرادها وقد أكد أحد مشايخ المنطقة (موفق غزال) أن المجزرة بدأت من قرية "الرمثة" حيث قتل المسلحون من18 إلى 20 شهيدا ولم ينج منها سوى شخص واحد هرب باتجاه الأحراش، وأضاف الشيخ أن قرى "بارودة وخرابة" أبيد سكانها بالكامل ذبحاً وروى قصة قريبه الشيخ (بدر غزال) الذي كان متواجدا في قرية "بارودة" في تلك الليلة فتم اختطافه وتصفيته، كما نقل عن (الحر غزال) أنه لم ينج من قرية "الحمبوشية" أحد في حين نجا تسعة أفراد فقط من قرية "انباته" وقتل الباقي ذبحاً، وفي قرية "خراطة" أبيد كل سكانها البالغين 37 شخصاً، وفي "بلوطة" قتل ضابط متقاعد ذبحاً ثم جمع أبناء القرية في ساحتها وتم قتل الأطفال أمام ذويهم ونجا من بلوطة عشرة أشخاص هم جرحى وتوفي منهم 3 في المشفى.

ويقدر عدد الشهداء في القرى مجتمعة ب 400 شهيد و136 مخطوفين وعدد غير معروف من المفقودين.

نشير إلى وجود أعداد كبيرة من المرتزقة من ليبيين وسعوديين وشيشان وغيرهم كانوا إلى جانب إرهابيين سوريين قدموا من مناطق مختلفة مع بعض أبناء المنطقة ضمن التشكيلات المهاجمة والتي توجد كامل التفاصيل حولها في تقرير هيومن رايتس ووتش المرفق مع هذا الملف كما توجد برفقة الملف:

أولا: قوائم بأسماء الشهداء والمخطوفين والمهجرين والناجين وعدد من المفقودين

ثانياً: صور ومقاطع فيديو لبعض الشهداء على ارض الحدث ولبعض المخطوفين ولبعض القتلة من الإرهابيين ولآثار الدمار والحرائق في الأماكن المنكوبة ولانتشال الجثث من المقابر الجماعية ولعملية دفن الشهداء وعشرات المقاطع الخاصة بعمليات اقتحام القرى.

ثالثاً: لقاءات حصرية لنا مع بعض الناجين من المجزرة

الملحق الخاص بالوثائق

تقرير هيومن رايتس ووتش:

يمكن الاطلاع على التقرير باللغة العربية على الرابط:

http://www.humanrightswach.com/ar/latakiarural.html 

وباللغة الإنكليزية على الرابط:

http://www.humanrightswach.com/en/latakiarural.html 

أولاً: قوائم بأسماء الشهداء والمخطوفين وعدد من المفقودين:

وفيما يلي لوائح بأسماء نازحي أحد مراكز إيواء النازحين تمت مطابقتها مع الحالة الواقعية:

الطابق الثاني لنفس المركز:

الطابق الثالث نفس المبنى:

ثانياً: بحوزتنا الوثائق التالية:

1-عدد 15 موقع ويب حول منفذي المجزرة من القاعدة

1. http://www.halalbalad.com/files/syriacomm/1767-halalblald-martries-lattakia 
2. http://www.halalbalad.com/files/syriacomm/1768-list-of-marty-in-lattakia-rural 
3. http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=30645 
4. http://www.dampress.net/mobile/?page=show_det&category_id=11&id=31077&lang=ar 

2-عدد72 مقطع فيديو عن استباحة قرى الريف الشمالي لمدينة اللاذقية من قبل الإرهابيين

3-عدد 3 مقاطع فيديو عن بعض التشكيلات المشاركة في المجزرة

4-عدد 12 مقطع فيديو عن انتشال الجثث من المقابر الجماعية

5-عدد 4 مقاطع فيديو عن عملية دفن شهداء المجزرة في اللاذقية

6-عدد18 صورة ثابتة لإرهابيين وهم داخل القرى المنكوبة نعرض منها اللقطات التالية

7-عدد 45 صورة ثابتة للشهداء الذين قضوا ذبحاً داخل القرى المنكوبة نعرض منها اللقطات التالية:

8-عدد76 صورة ثابتة عن آثار الدمار والحرائق والخراب داخل القرى المنكوبة نعرض منها اللقطات التالية

9-عدد 34 صورة ثابتة للمقابر الجماعية لحظة انتشال الجثث نعرض منها اللقطات التالية:

10-بعض صور المخطوفين والمخطوفات نعرض منها اللقطات التالية

ثالثا: لقاءات حصرية لنا مع بعض الناجين من المجزرة:

1. http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=30645 
2. http://www.dampress.net/mobile/?page=show_det&category_id=11&id=31077&lang=ar 
3. 3. http://www.youtube.com/watch?v=CG0zvIZoDv8  خاص
4. 4. http://www.youtube.com/watch?v=fvPOefj5KgE  قصة الطفلة ياسمين شحادة

روابط على اليوتيوب:

http://www.youtube.com/watch?v=N4Wd-yxsSSw  شهادة الـ BBC

http://www.youtube.com/watch?v=X40l4RMwrOE  شهادة تلفزيون سما

http://www.youtube.com/watch?v=P-9Ls1488BE  قناة الميادين

http://www.youtube.com/watch?v=1OJJbIXerxQ  الميادين أيضا

http://www.youtube.com/watch?v=xEsZju98yAY  شبكة منقول الإخبارية

http://www.youtube.com/watch?v=XU2lqH9A-cg  شبكة نيوز توب شهادات للناجين أيضا

http://www.youtube.com/watch?v=CG0zvIZoDv8  خاص

http://www.youtube.com/watch?v=uwWUKHozHRc  وكالة سانا السورية

http://www.youtube.com/watch?v=mUReWytF7BU  خاص أوغروكم

http://www.youtube.com/watch?v=fvPOefj5KgE  قصة الطفلة ياسمين شحادة

http://www.youtube.com/watch?v=fWPz47gpcpM  شبكة فيفا سوريا

http://www.youtube.com/watch?v=46tfYA6Vgfc  خاص بنا (اسم مستعار)

http://www.youtube.com/watch?v=CG0zvIZoDv8  صور للمجازر إضافة إلى شهادات.

http://www.youtube.com/watch?v=tSCgeLPX_h4  اللاذقية وحشية الإرهاب

http://www.youtube.com/watch?v=U1Cvy5rl77A  تقرير هيومان رايتش مترجم إلى العربية

http://www.youtube.com/watch?v=5zfiNfrQ4j4  المقابر الجماعية في الريف.

الجمل