حروب العام 2015: 13.6 تريليون دولار دول العرب الأقل أمناً وسوريا الأخطر عالمياً
تصدّرت سوريا «مؤشر السلام العالمي» للدول الأخطر في العالم، والذي قدّر تكلفة الحروب والإرهاب في العام 2015 بحوالي 13,6 تريليون دولار أميركي، في حين جاءت ايسلندا في المرتبة الأولى للدول الأكثر أماناً.
وأكد المؤشر الصادر عن «معهد السلام والاقتصاد» في استراليا والذي يُقيّم 163 دولة بناء على مستويات الأمن والأمان في المجتمع، والصراع المحلي والعالمي، ودرجة الإنفاق العسكري، أن الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط «بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق خلال العقد الأخير، كما وصلت أعداد الوفيات إثر المعارك والصراع إلى أعلى مستوياتها منذ ربع قرن، وبلغ عدد اللاجئين والنازحين مستوى لم يشهده العالم منذ 60 عاماً».
وأشار إلى أن الخسائر الناتجة عن النزاعات بلغت 742 مليار دولار، في حين وصل الإنفاق العسكري إلى 6,2 تريليون دولار، وقدّر إنفاق الدول على الأمن الداخلي بـ4,2 تريليون دولار.
ولاحظ المؤشر أن مستويات السلام تحسّنت في 81 دولة، فيما تدهورت في 79 دولة أخرى، وهو ما يعني إجمالاً أن مستوى السلام هذا العام (2016) قد تقهقر بمعدل أسرع من العام الماضي.
واحتفظ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصدارة الدول الأقل سلاماً، بسبب النزاع في سوريا واليمن الذي أدى إلى زيادة التدخّل الخارجي وانخفاض ترتيب بعض الدول.
وأوضح المؤشر أن «اليمن، بصراعها السياسي الذي طال أمده انفجر ليُصبح حرباً أهلية في وقت مبكر من العام 2015، شهدت تراجعاً كبيراً، مدفوعاً بارتفاع معدل الإصابات والزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين والنازحين داخلياً، وتفاقم الهجمات الإرهابية من قبل كل من تنظيمي «القاعدة» و «داعش». كما أثّرت الأوضاع في اليمن على التصنيف العالمي لبعض الدول المجاورة، مثل الإمارات على سبيل المثال والذي أدّى تدخّلها بقوات بريّة على أرض الحرب في اليمن إلى تراجع مرتبتها».
وأضاف أن «تنامي دور القوى الأجنبية في حرب سوريا المُنهكة، والتي أدت إلى مقتل ما بين 250 إلى 470 ألف شخص، كان له تأثير أيضاً، وبالأخصّ على الأردن التي بدأت بشنّ غارات منذ كانون الثاني في العام 2015 بعد أسر أحد طياريها وإعدامه على يد داعش».
وأوضح التقرير: «وبالمثل، على الرغم من حجمها، شاركت البحرين بشكل كامل في كل من حملات اليمن وسوريا، والذي أدى بدوره إلى زيادة في الإنفاق العسكري ودفع تدهور مرتبتها. وإلى جانب التدخّل في الخارج، تُواجه الحكومات الآن التهديد المحلي المتزايد للردّ على الخطر الذي يُشكّله داعش، كما يتّضح من مرتبات السعودية وليبيا وتونس ومصر المنخفضة. إذ شهدت الدولتان الأخيرتان هبوطاً حاداً في عدد الوافدين الأجانب في أعقاب الهجمات الإرهابية على أهداف سياحية».
وفي الوقت ذاته، أشار إلى أن الاتجاه الإقليمي لمستويات السلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس سلبياً بشكل كامل، إذ شهدت السودان وإيران وسلطنة عمان تحسّناً لتصنيفها عالمياً.
وتصدّرت أيسلندا قائمة الدول العشر الأكثر سلاماً في العالم، وتبعتها الدنمارك والنمسا ونيوزيلندا والبرتغال وجمهورية التشيك وسويسرا وكندا واليابان وسلوفينيا. أما عربياً، فتصدّرت قطر الدول الأكثر سلاماً إذ حصدت المرتبة الـ34 عالمياً، وتلتها الكويت في المرتبة الـ51، لتصبحا الدولتين العربيتين الوحيدتين على القائمة التي يُصنف مستوى السلام فيها بدرجة «عالية».
وحصدت الإمارات المرتبة الـ61، وبعدها تونس في المرتبة الـ64، وتلتها سلطنة عمان في المرتبة الـ74، ثمّ المغرب في المرتبة الـ91، وبعدها الأردن في المرتبة الـ96، والجزائر في المرتبة الـ108 والسعودية في المرتبة الـ129، لتكون هذه المجموعة من الدول في القائمة التي يُصنف السلام فيها بدرجة «متوسّطة».
في حين حصدت البحرين المرتبة الـ132، تليها إيران في المرتبة الـ133، ثم مصر في المرتبة الـ142، وبعدها تركيا في المرتبة الـ145، يليها لبنان في المرتبة الـ146 وبعدها الأراضي الفلسطينية في المرتبة الـ148، لتصبح هذه الدول في القائمة التي يُصنف السلام فيها بدرجة «منخفضة».
أما قائمة الدول التي صُنّف السلام فيها بدرجة «منخفض جداً»، فشملت قائمة الدول العشر التي يُعَدّ مستوى السلام فيها الأكثر انخفاضاً في العالم: باكستان في المرتبة الـ153، ثم ليبيا في المرتبة الـ154، تليها السودان في المرتبة الـ155، وحصلت اليمن على المرتبة الـ158، تليها الصومال في المرتبة الـ159، وأفغانستان في المرتبة الـ160 والعراق في المرتبة الـ161 وجنوب السودان في المرتبة الـ162، وحصدت سوريا آخر مرتبة في قائمة الـ163 دولة.
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد