صلوات وقداديس في فصح سورية والبابا يدعو لإسكات السلاح وعودة التعايش السلمي إليها

06-04-2015

صلوات وقداديس في فصح سورية والبابا يدعو لإسكات السلاح وعودة التعايش السلمي إليها

على حين اقتصرت احتفالات عيد الفصح المجيد في سورية على الصلوات والقداديس فقط، دعا الحبر الأعظم في رسالته من أجل السلام إلى «روما والعالم» لوقف صوت السلاح وعودة التعايش السلمي بين مختلف المجموعات في سورية والعراق.

واستصرخ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ضمائر المسؤولين العرب والأجانب كي يعملوا على إيقاف «الحروب المشتعلة» في كل من سورية والعراق واليمن وفلسطين وإيجاد الحلول السلمية لها.

وللعام الخامس على التوالي اقتصرت الاحتفالات بعيد الفصح (قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام) عند الطوائف المسيحية في سورية، التي تسير وفق التقويم الغربي، على القداديس والصلوات نظراً لما تمر به البلاد من أحداث وإكراماً للشهداء.

وترأس بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام قداس الفصح في كاتدرائية الروم الكاثوليك بدمشق، عاونه فيه لفيف من الكهنة الأجلاء في حين قام بخدمة القداس جوقة الكاتدرائية.

وأكد لحام في كلمة مشتركة حملت توقيع بطاركة أرثوذكس أيضاً، أن القيامة هي جوهر المسيحية وهي تعني الحياة ومنها أخذ المسيحيون لقبهم الجميل «أبناء القيامة» قديماً، ومن هنا من دمشق نطلق رسالة المحبة والحياة والقيامة وصرخة النصر في الحياة. وحملت الرسالة التي حملت العنوان «رسالة قيامية إلى إخوتنا رعاة كنيسة المسيح في الشرق وإلى أبنائنا الأنطاكيين حيثما حلوا وإلى كل نفس قيامية»، توقيع كل من لحام وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم.

وقد قرر البطاركة الثلاثة أن تكون الرسالة واحدة وأن تقرأ في الكنائس الأنطاكية كافة لتؤكد أن «مسيحيي هذه الديار هم واحد رغم الشدة الحاصلة وأنه لن يسكت فيهم قوة الرجاء وشكيمة الثبات في أرض الأجداد». وأضاف لحام: «دعونا نطلق صرخة النصر من مدينة القدس مدينة القيامة والإسراء والمعراج، ونقول هذا المشرق من صلب هويتنا، وأما صون خميرة المسيحي وطابعه الاجتماعي المتعدد الأديان والذي يضم الكل تحت مظلة الإنسانية فهو اليوم محك مصداقية العالم تجاه هذه البقعة من الأرض وتجاه ناسها، وأما أمنه وسلامه فهو محك الضمير أمام لغة المصالح». وأضاف: «كفانا قتلاً وتشريداً وكفى إنساننا معاناة وكفانا ترهيباً وإرهاباً منظماً ضد إنسان هذا المشرق.. وكفانا جراحاً تنزف في سورية للعام الخامس وكفانا استيراداً لأيديولوجيات متطرفة.. وكفانا عراقاً يدمر وأقليات على مختلف انتمائها تهجر وتستباح وسط تفرج دولي مريب».

ودعا إلى متابعة محاولات المصالحة والحوار من أجل سورية ولمصلحة شعبها، وأضاف: «نقول بلغة القرآن الكريم تعالوا إلى كلمة سواء بيننا لنصلح بين أبناء الوطن الواحد». وختم كلمته بالدعاء إلى اللـه تعالى أن يحمي سورية وجيشها وقائدها الرئيس بشار الأسد وأن يرحم شهداءها الأبرار وأن يعيد المخطوفين إلى أهلهم وذويهم وفي مقدمتهم المطرنان المخطوفان يوحنا إبراهيم وبولس يازجي.

وترأس القس بطرس زاعور قداس الفصح في الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق. وقال في عظة العيد: «للسنة الخامسة يواجه الشعب السوري الأبي أعتى أنواع العدوان والتخريب التي عرفها التاريخ». وأضاف: «سورية رمز المحبة الوطنية والوئام والتاريخ والحضارة والصلابة القومية تسعى إلى تدميرها القوى الظلامية في العالم لأن سورية هي منبع النور والحضارات والأديان».

بدوره أكد مطران أبرشية دمشق وتوابعها المطران أراماش نالبنديان في عظة العقد عقب قداس ديني أقيم في مطرانية الأرمن الأرثوذكس بدمشق «أن الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية التي تصادف هذا العام والتي خسر فيها الشعب الأرمني مليوناً ونصف المليون من الأرمنيين الأبرياء على يد الجلاد التركي تجعلنا أشد إيماناً ووعياً بالمعنى الذي تمثله القيامة وبأن سورية الغالية والشعب السوري النبيل الذي احتضن الشعب الأرمني وكان الأخ والمجير سيمر من سنوات آلامه عبر التسامح والتصالح والحوار». وشهدت الكنائس والكاتدرائيات في ريف دمشق ودرعا والسويداء وطرطوس وحماة وحمص وحلب والحسكة، إقامة القداديس بمناسبة الفصح. وشارك مسؤولون رسميون ومن حزب البعث، ورجال دين مسلمون في عدد منها.

في سياق متصل أقامت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي القداديس والصلوات بمناسبة أحد الشعانين أكدوا فيها حالة التآخي والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد وضرورة دحر الإرهاب.

وترأس بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي قداس أحد الشعانين في كنيسة مار إلياس الحي في الدويلعة بدمشق، حيث دعا أبناء سورية إلى الصلاة لتنجلي الظلمة عن وطنهم وأن يفتح اللـه قلوب كل البشر وخاصة في الدول المعنية للدفع بالأمور ليعم السلام في بلادنا وتعود سورية كما كانت عليه من سلام وطمأنينة.

في روما ترأس البابا فرانسيس قداس عيد الفصح، على منصة مسقوفة بيضاء نصبت في باحة كاتدرائية القديس بطرس، وسط غابة من المظلات المتعددة الألوان للوقاية من المطر. وتوجه البابا إلى كل المجموعات الدينية التي تلجأ إلى الحرب لكن من دون تسمية الحركات الجهادية، قائلاً: «إن من يحمل في نفسه قوة اللـه وحبه وعدالته لا يحتاج لاستخدام القوة». ثم وجه الحبر الأعظم رسالته من أجل السلام ومباركته إلى «روما والعالم»، حيث دعا إلى إنهاء المآسي وعمليات الاضطهاد التي ترتكب باسم الدين في إفريقية والشرق الأوسط.

وناشد خورخي برغوليو، الذي انتخب بابا روما عام 2015 واختار اسم فرانسيس، المجتمع الدولي «ألا يبقى ساكناً أمام المأساة الإنسانية الكبرى في سورية والعراق، وأمام مأساة العديد من اللاجئين». ودعا إلى الصلاة «كي يتوقف صوت السلاح ويعود التعايش السلمي بين مختلف المجموعات في هذين البلدين العزيزين».

ومن دون التحدث عن اضطهاد جماعات جهادية للمسيحيين، تضرع البابا إلى المسيح من أجل «التخفيف من عذابات كثيرين من أشقائنا المضطهدين لأنهم يرفعون اسمه»، منتقداً بشدة «مهربي الأسلحة الذين يثرون بدماء الرجال والنساء» وجميع «أشكال العبودية الحديثة والقديمة».

وكان خورخي برغوليو قال بصوت حزين عند انتهاء درب الصليب مساء الجمعة في كوليسيوم متوجهاً إلى المسيح «أمير السلام»، «نرى أشقاءنا مضطهدين، تقطع رؤوسهم ويصلبون لإيمانهم أمام أعيننا وغالباً مع صمتنا المتواطئ»، في إشارة على ما يبدو إلى ما ترتكبه جماعة داعش وأخواتها في كل من سورية والعراق والصومال ونيجيريا وغيرها، بحق مواطني تلك الدول وبشكل خاص المسيحيون. في بكركي اللبنانية، جدد البطريرك الماروني دعوته إلى وقف الحرب الإرهابية على سورية.

وقال الكردينال الراعي خلال ترؤسه قداس الفصح في الصرح البطريركي ببكركي: «إننا نستصرخ ضمير المسؤولين في الدول العربية والأجنبية أن يعملوا بجدية على إيقاف الحروب المشتعلة، بالكف أولاً عن دعم المتقاتلين بالسلاح والمال والمرتزقة، وبإيجاد الحلول السلمية التي تؤدي إلى سلام عادل ودائم» كما دعاهم إلى أن يعملوا أيضاً «بجدية لإعادة المهجرين إلى بيوتهم وأراضيهم موفوري الكرامة».

وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...