موسكو تتمسّك بـ«جنيف» لحل الأزمة و إيران: الأسد خط أحمر ولا نغفل حق الشعب بالإصلاح

19-01-2013

موسكو تتمسّك بـ«جنيف» لحل الأزمة و إيران: الأسد خط أحمر ولا نغفل حق الشعب بالإصلاح

أعلن مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي للشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، أن طهران تعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد «خط احمر» بالرغم من تأكيده أن هذا الأمر «لا يعني أننا نغفل عن حقوق الشعب في تعيين حكامه»، واصفا قطر بأنها من الدول الرجعية التي تمد المقاتلين بالسلاح.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه ينبغي الا يشارك النظام الحالي في سوريا في أي عملية سياسية انتقالية، تمسكت موسكو بموقفها حول ضرورة حل الأزمة السورية عبر الحوار بين الأطراف السورية وعلى أساس «بيان جنيف» في 30 حزيران الماضي.
وأعلن الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير الباكستاني محمود خان أن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيصل إلى نيويورك خلال أيام، وذلك قبل جلسة مجلس الأمن في 29 كانون الثاني الحالي.
وقال ولايتي، الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، في مقابلة مع قناة «الميادين» بثت أمس، «السبب الأساسي لتركيزنا على سوريا هو منع سقوط خط المقاومة في وجه إسرائيل. إذا أطيح ببشار الأسد فإن خط المقاومة سيكسر في مواجهة إسرائيل، فمثلاً برهان غليون، الذي كان أحد قادة المعارضة في اسطنبول قال انه إذا ما وصلنا إلى السلطة في سوريا فإننا سنقيم علاقات مع إسرائيل وأميركا، وسنقطع دعمنا للمقاومة في لبنان وسنقطع علاقتنا مع إيران».
وتابع ولايتي «نحن نؤمن بوجود إصلاحات في سوريا تعتمد على رأي الشعب السوري، لكن من دون اللجوء إلى العنف والحصول على مساعدات من أميركا، لكن بعض الدول الرجعية، مثل قطر، تزود الناس بالأسلحة، ويحضرون المسلحين من الصومال وأفغانستان لإحداث مجازر في العسكريين والشعب، بهدف الإطاحة بالأسد، وهذا يؤكد وجود مؤامرة خارجية. بعض أصدقائنا من المتدينين، ينتمون إلى الجماعات الإسلامية في المنطقة، يرتكبون بعض الأخطاء، يعتقدون أنهم عن طريق مساعدة أميركا وإسرائيل وقطر والقاعدة سيتمكنون من الإطاحة ببشار، وسيستطيعون تولية شخص مثل (الرئيس المصري محمد) مرسي، وهذه من بين الأخطاء التي يقوم بها بعض أصدقائنا في المنطقة. هل يمكن عن طريق أموال قطر وأميركا وفرنسا أن يتم إسقاط هذه الحكومة وإخراج هذه الدولة من الوجود وتجزئة سوريا على أمل أن أميركا ستعود إلى أراضيها وأن إسرائيل لن تتدخل في سوريا، وأن قطر ستعود أيضا إلى مكانها... هذا التصور خاطئ، لأنه بمساعدة هذه الدول ستتم تولية دولة قريبة من سوريا على شؤونها، وستكون لها علاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة».
وعما إذا كانت طهران تعتبر أن الأسد خط أحمر وستدعمه إلى النهاية، قال ولايتي «نعم، كذلك، لكن هذا لا يعني أننا نغفل عن حقوق الشعب في تعيين حكامه، لكن في الدستور هناك تحديد للمهام والرئيس والانتخابات البرلمانية ورئاسة الجمهورية من دون تدخل خارجي واستعمال للعنف». وأضاف «يجب أن يتم تعيين الرئيس بناء على اختيار الشعب، لذلك فإن التأكيد على الحل السياسي بناء على اختيار الشعب، فإذا كان رئيس الجمهورية بشار الأسد، فهو رئيس قانوني، لكن هذا لا يعني أن يكون رئيساً من دون الاعتماد على أصوات الشعب، وهو أكد على ذلك خلال المقترح الأخير الذي قدمه، وشدد على حكومة سلطة القانون وسلطة الشعب».
وعما إذا كان مع إبعاد الأسد وحكومة جديدة أم مع الإبقاء على الرئيس السوري وتشكيل حكومة جديدة وانتخابات رئاسية بعد عام أو عامين، قال ولايتي «سوريا هي دولة عضو في الأمم المتحدة ولها حكومة، وعلى رأس هذه الحكومة الرئيس بشار الأسد، من له الحق من خارج سوريا أن يطالب ببقاء ورحيل الأسد؟».
وأضاف «الدول الغربية ومن له حق الفيتو في الدول الغربية قد تتدخل في تعيين رؤساء الدول وعزل آخرين إذا كان الوضع كذلك. إن سلطة أي دولة على سلامة أراضيها، هو أمر عرف قبل القرن 17 في أوروبا، ويؤكد أن أي حكومة في أي دولة وأي عمل لإيصال هذه الحكومة يتم داخليا وعبر الشعب، إلى أن يريد الشعب عزل هذه الحكومة، وهذا حق للشعب، هل حكومة قطر أتت عبر أصوات الشعب؟ إنه نظام وراثي ونظام قديم، لكن هذا النظام تم الاعتراف به من قبل الأمم المتحدة. إذا تم السماح بالتدخل في شؤون الدول على حساب مصالحهم، فإنهم سيفكرون لصالحهم وليس لصالح الشعب السوري، ليس لديهم رأفة على الشعب الفلسطيني أو السوري. مصالحهم تسيرهم». وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر أن الحل يجب أن يكون تسوية خارجية، إيران وروسيا والصين، مقابل تركيا وأميركا وبقية الدول، قال ولايتي إن «الحل هو المفاوضات بين كل الدول التي لها علاقة بالملف السوري، من دون أن يكون لها أي تدخل في الشأن السوري، فكل من يأتي في المفاوضات حول سوريا، ليس عليه أن يتفاوض فوق الطاولة ويدعم المسلحين، عليه أن يدخل المفاوضات ويوقف الدعم للمسلحين».

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال لقائه وفد مجلس الشعب (البرلمان) السوري برئاسة رئيس لجنة الصحافة والطباعة والنشر فائز الصائغ في موسكو بحضور السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، أن «روسيا متمسكة بموقفها المبدئي والثابت المبني على حل الأزمة في سوريا عبر الحوار الواسع بين جميع الأطراف الداخلة فيه، وعلى أساس المبادئ التي نص عليها بيان جنيف لمجموعة العمل في 30 حزيران الماضي».
وأشار بوغدانوف، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، إلى «المساعي الروسية الرامية إلى توحيد المواقف الدولية لإيجاد حل للأزمة في سوريا بالطرق السلمية»، لافتا إلى «الصعوبات التي تواجهها روسيا في هذا المجال وإلى علاقاتها مع مختلف أطراف المعارضة السورية».
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، لوكالة «الأناضول» التركية، إن «سبب تأخر الحل في سوريا يأتي بسبب فشل الإجماع الدولي في الاتفاق حول وضع النظام السوري في أي عملية انتقالية، حيث تصر تركيا مع مجموعة دول على ضرورة ألا يكون للنظام، الذي تلطخت أيديه بدماء السوريين، أي دور في العملية الانتقالية، بينما تصر الدول الداعمة للنظام على أن يكون له دور في المستقبل».


                                                                                                                          وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...