موسكو تدرس تحالف السعودية ضد داعش والجيش السوري يسيطر على جبل النوبة الإستراتيجي
استبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشاركته في مؤتمر «مجموعة دعم سوريا» في نيويورك غداً بالمطالبة بتحويل بيان فيينا السوري إلى قرار من مجلس الأمن الدولي حتى لا يقوم أحد بتعديل بنوده، وأن تتولى الأمم المتحدة مسؤولية وضع القوائم النهائية للتنظيمات الإرهابية ولفصائل المعارضة الوطنية في سوريا، فيما يترأس وزير الخارجية الأميركي جون كيري اجتماعاً لمجلس الأمن غدا لتسريع إيجاد حل للأزمة السورية.
وفيما دعا لافروف، أمس، دول مجلس التعاون الخليجي إلى تطبيع العلاقات مع إيران لمواجهة الخطر الإرهابي، أعلن اهتمام روسيا بإعلان السعودية قيام التحالف العسكري الإسلامي، وهي تدرس الدور الذي يمكن أن يؤديه في محاربة الإرهاب.
وفي أبرز تطور عسكري وميداني في ريف اللاذقية الشمالي، سيطرت قوات الجيش السوري على مرتفعات جبل النوبة الإستراتيجية، التي تفصل بين مناطق سيطرة المسلحين ونفوذهم، فيما يعرف اصطلاحا بجبلي الأكراد والتركمان في الريف المفتوح على الحدود التركية، ما أدى عملياً إلى عزل المسلحين وقطع التواصل بين بعضهم البعض.
ويطل جبل النوبة على بلدة سلمى، ما يعني أن البلدة التي تجري في ضواحيها معارك عنيفة أصبحت محاصرة من محوري كفردلبة وجبل النوبة. كما تؤمن السيطرة على الجبل مواقع الجيش السوري في غمام، وتمهد لعمليات مستقبلية قد ترتفع وتيرتها خلال الأيام المقبلة بعد تحقيق هذا الاختراق.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن سلاح الجو الروسي نفذ 59 ضربة جوية في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وانه قصف 212 هدفا لتنظيم «داعش» في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه وحمص والحسكة والرقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيترأس اجتماعاً لمجلس الأمن غداً من أجل تسريع جهود حل الأزمة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي إن اجتماع مجلس الأمن يهدف إلى «زيادة الجهود من أجل تسريع عملية إيجاد حل للنزاع، ضمنها مفاوضات رسمية ضرورية بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة».
وأشار كيربي إلى أن كيري سيستضيف اجتماعاً لمجموعة دعم سوريا لبحث «جهود تطبيق وقف شامل لإطلاق النار بالتوازي مع مفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي لإنهاء الصراع، وفي الوقت ذاته تكثيف الحرب» ضد «داعش».
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون انه «من غير المقبول» رهن التقدم باتجاه تسوية سياسية في سوريا بمصير الرئيس السوري بشار الاسد. وأوضح «مبدئياً يعود للشعب السوري اتخاذ قرار بشأن مستقبل الرئيس الأسد، لكني أعتقد ايضا أنه من غير المقبول أن يرتهن حل هذه الأزمة بمصير رجل واحد». وأشار الى أن «بعض الدول» تتحدث عن إمكانية أن «يحتفظ (الاسد) بدور لبضعة أشهر» بعد بداية المرحلة الانتقالية، «لكن هذا ينبغي أن يتقرر في مرحلة تالية»، مشدداً على الطابع الملح لتطبيق وقف لإطلاق النار على كامل الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن.
وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو، إن «موسكو تلقت باهتمام إعلان السعودية قيام التحالف الإسلامي العسكري، وتدرس حالياً الدور الذي يمكن أن يلعبه التحالف في محاربة الإرهاب».
وشدد على «أهمية البعد الأيديولوجي في عمل التحالف الجديد، وذلك من أجل الحيلولة دون تضليل الشباب عن طريق التلاعب بمبادئ الإسلام». وأضاف «إنني أعتبر ذلك أمراً مهماً للغاية نظراً لدور السعودية ودور الملك سلمان شخصياً بصفته خادم الحرمين الشريفين».
وأعرب لافروف عن «أمله أن تساهم هذه المبادرة في توحيد جميع الدول الإسلامية من دون استثناء في صف واحد ضد أي ظواهر للإرهاب، وضد أي محاولات للتلاعب بالدين»، وأن «مبادرة الرياض الخاصة بتوحيد جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب قد تشكل نقطة انطلاق لعقد مؤتمر أممي مكرّس لدور الديانات العالمية في التصدي لهذا الشر». وقال «إننا مستعدون لبحث هذا الموضوع مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي، ومع جميع الأصدقاء المهتمين بالانتصار على هذا الشر».
بدوره، قال خالد إن «التحالف الإسلامي الجديد سيركز على المواجهة الشاملة للإرهابيين الذين يستهدفون العالم برمّته، كما أنهم يستهدفون المسلمين بإساءتهم إلى الإسلام». ووصف «إعلان قيام التحالف الإسلامي بأنه خطوة مهمة في سياق محاربة الإرهاب، وأن السعودية تقوم دائما بدورها لحماية المنطقة». وأكد «ضرورة التوصل إلى حل سياسي يعيد الاستقرار إلى اليمن وإنجاح حوار جنيف».
وأكد لافروف «ضرورة إصدار قرار دولي دعماً للاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا بشأن سوريا»، وأن «تمرير تلك الاتفاقات في مجلس الأمن لن يعني إعادة كتابتها». وقال «أريد أن أشدد مرة أخرى على أن الحديث لا يدور عن إعادة كتابة ما تم التوصل إليه في فيينا، بل عن إضفاء صفة تشريع دولي عليه».
وبشأن وضع قوائم للتنظيمات الإرهابية في سوريا وفصائل المعارضة الوطنية، أكد لافروف أن «الكلمة النهائية في هذا الموضوع يجب أن تكون للأمم المتحدة، وأنه من المنطقي تسجيل التفاهمات التي تم التوصل إليها بهذا الشأن في نص القرار الدولي المرجو».
وحول اجتماعه مع نظيره الأميركي جون كيري في موسكو أمس الأول، قال لافروف «إنني واثق من أن هناك تفهماً صائباً لما نخطط أن نقوم به في نيويورك» غداً. وشدد على أن «الاجتماع حول سوريا الذي سيعقد في نيويورك يجب أن يركز على تطبيق ما تم التوافق بشأنه خلال المحادثات في فيينا»، موضحاً أن «مجموعة دعم سوريا تضم الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن». وشكك في «احتمال أن يحاول أي من الأطراف عرقلة صدور القرار الدولي المرجو».
وأكد لافروف أن «روسيا ستكون منفتحة دائماً على الحوار مع أي دولة، أو مجموعة دول، في سياق حشد جهود إضافية لمكافحة الإرهاب، وذلك في أطر المهمات في هذا المجال التي تتولاها روسيا حاليا تلبية لطلب الحكومة السورية».
واعتبر لافروف أن «الأوضاع تعد ملائمة لتطبيع العلاقات بين إيران وجيرانها العرب، وذلك على خلفية زيادة الخطر الإرهابي باعتباره عدواً يهدد الجميع»، فيما قال خالد إن «علاقات ثنائية مهمة جدا تربط البحرين بإيران، إلا أن المنامة تأمل أن تخطو إيران خطوات إيجابية تجاهنا بوقف التدخلات»، مؤكدا أن حكومة بلاده سترد على كل خطوة بخطوتين.
وغادر وزیر الخارجیة الإيراني محمد جواد ظریف طهران متوجهاً إلى نيويورك للمشارکة في المفاوضات حول تسویة الأزمة السوریة.
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ما نشرته وكالة «فارس» حول زيارة قام بها قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني الأسبوع الماضي لموسكو واجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما نقلت قناة «الميادين» عن المكتب الإعلامي للحرس الثوري نفيه زيارة سليماني إلى موسكو.
وكانت وكالة «فارس» قد نقلت عن مصادر غير رسمية قولها إن «الجنرال سليماني عقد اجتماعاً مع الرئيس بوتين ومسؤولين عسكريين وأمنيين روس كبار خلال زيارة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، وبحثوا أحدث التطورات في سوريا والعراق واليمن ولبنان». وأضافت «بوتين وصف سليماني خلال اجتماعه بأنه صديقي قاسم».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن هدف الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا خلال محادثات نيويورك سيكون «تحدياً كبيراً». وكرر اتهامه لروسيا باستهداف «قوى المعارضة وليس تنظيم الدولة الإسلامية». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن هدف الجهود الديبلوماسية لإنهاء النزاع السوري هو التوصل إلى حل طويل الأمد لا يشمل الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي اليكسي ميشكوف أن على تركيا أن تدفع تعويضاً عن إسقاط طائرة حربية روسية فوق سوريا الشهر الماضي، وأنه يجب أن تضمن ألا تقع حوادث مشابهة مستقبلا، فيما قال المتحدث باسم الخارجية التركية تانغو بيليتش إن «تركيا لا تتصرف تصرفاً عدائياً ضد أهداف عسكرية روسية، وأملنا الرئيسي هو عدم تصعيد التوترات»، رافضاً مطلب موسكو عن إسقاط الطائرة «التي أُسقطت لأنها انتهكت المجال الجوي التركي».
وكالات
إضافة تعليق جديد