الجامعة العربية: المراقبون مستمرون وفـرقهـم تنتشـر فـي أنحـاء سـوريـا

13-01-2012

الجامعة العربية: المراقبون مستمرون وفـرقهـم تنتشـر فـي أنحـاء سـوريـا

أكدت الجامعة العربية، أمس، أن المراقبين العرب في سوريا يواصلون عملهم على الأرض بناء على البروتوكول الموقع مع الحكومة السورية. وفيما أشاد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بالخطوات التي قام بها النظام السوري لنزع فتيل الأزمة، مشيرا إلى أن حمل المعارضة السلاح يهدد بمزيد من العنف، كانت الدوحة وواشنطن «تدينان عنف النظام»، وحذرت موسكو من أن «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي (في سوريا) يمكن أن تتمركز فيها وتتدرب وحدات مسلحة من المتمردين السوريين».
وقال مدلسي، في مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناسبة انتقال رئاسة مجموعة الـ77 من الأرجنتين إلى الجزائر، «اتخذت الحكومة السورية بعض الخطوات. ربما لا تكفي لكن اتخذت بعض الخطوات بمعنى أنه قد تم سحب الأسلحة الثقيلة من المدن التي تواجه مشاكل الآن». وأضاف «جرى إطلاق سراح بضعة آلاف من السجناء لكن هناك الكثير لم يطلق سراحهم بعد. هناك انفتاح لوسائل الإعلام، رغم أن هذا الانفتاح غير كامل إلا انه حقيقي».
وتابع مدلسي «الشعور هو أن الحكومة السورية تعكف على بذل مزيد من الجهد، لكن جامعة الدول العربية لديها مشاكل بشكل خاص مع المعارضة المسلحة». وأشار إلى انه لا يعتقد أن سوريا حاليا في حرب أهلية، موضحا أن العنف يقتصر على عدد قليل من المدن، لكنه حذر من انه «إذا استمرت المعارضة في تسليح نفسها فسيكون هناك خطر قد يضعنا في موقف عنف أوسع نطاقا».
وأشار مدلسي إلى ان مالك ينتمي إلى منظمة غير حكومية وأن «الجزائريين الآخرين لديهم آراء مختلفة». وقال «هناك عشرة مسؤولين من الحكــومة الجــزائرية في فريق بعثة الجامعة العربية لسوريا» الذي يضم 165 عضوا.
وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بعد محادثات أجرتها مع مدلسي في واشنطن، «الحاجة إلى إنهاء هجوم حكومة الأسد على شعبها».
ومن المقرر أن تقدم البعثة تقريرا مفصلا لجامعة الدول العربية في 19 الحالي. وقال دبلوماسي غربي بارز في مجلس الأمن انه يتوقع أن التقرير «لن يكون واضحا للغاية» بسبب الخلافات بين الدول العربية. وأضاف «سأندهش إذا قالت جامعة الدول العربية انها فشلت وإنهم ذاهـــبون إلى مجلس الأمن»، مشيرا إلى أن دولا مثل الجزائر والعراق ومصر ستعارض على الأرجح الإحالة على مجلس الأمن.
وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بحث مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في واشنطن الوضع في سوريا. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الاجتماع بين بايدن والشيخ حمد حضره أيضا مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون. وأضاف ان بايدن والشيخ حمد «نددا خصوصا بأعمال العنف التي يرتكبها نظام الرئيس بشارالاسد في سوريا وشددا على اهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 كانون الثاني».
وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية نشرت أمس، ان هناك «معلومات مفادها ان دولا اعضاء في حلف شمال الاطلسي ودولا عربية في الخليج تريد تحويل تدخلها الحالي في الـــشؤون الســورية الى تدخل عســكري مباشر»، وفق السيــناريو الذي اتبــع في ليبــيا.
وأضاف «هذه المرة، لن تكون فرنسا وبريطانيا وايطاليا هي التي تقدم القسم الأساسي من قوات الضرب، لكن ربما تركيا المجاورة التي كانت تقيم حتى وقت قريب علاقات صداقة مع سوريا». وأضاف ان «واشنطن وأنقرة تعملان منذ الآن على خطط مختلفة لإعلان منطقة حظر جوي في سوريا يمكن أن تتمركز فيها وتتدرب وحدات مسلحة من المتمردين السوريين». وأعرب عن اعتقاده أن «السبب الأول وراء عزم الحلفاء معاقبة دمشق هو عدم رغبتها في قطع علاقات التحالف مع طهران وليس قمع المعارضة».
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال التعليق على هذه التصريحات، مكتفيا بالقول ان «موقف تركيا بشأن سوريا واضح». وقال مصدر في «الأطلسي» لوكالة «انترفاكس» الروسية، ان «الحلف لا يخطط للتدخل في شؤون سوريا. إن حالتي ليبيا وسوريا تختلفان، ودور الناتو في سوريا لا يناقش».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إن «خيار فرض حظر جوي على سوريا غير مطروح حاليا»، مشيرا إلى أن باريس «تواصل السعي مع شركائها لاعتماد قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري ويدعم مبادرة الجامعة العربية».
وطالب الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكه، عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة، «الحكومة السورية والأطراف السورية الأخرى بتوفير وتهيئة الظروف المناسبة لعمل بعثة المراقبين حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم». واكد ان مناقشاته مع العربي اظهرت وجود «بعض الصعوبات التي تعترض عمل المراقبين في الوقت الراهن». وكرر رفض بكين تدويل الأزمة السورية معتبرا أن «الجامعة هي الإطار الجيد والمناسب والأفضل لحل تلك الأزمة وتسويتها».
أكد رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا عدنان الخضير، في بيان في القاهرة، «استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب البروتوكول الموقع بين الجامعة العربية والحكومة السورية حتى 19 الحالي».
وقال الخضير إنه «في غضون اليومين المقبلين سيتم انتشار الفرق الإضافية التي وصلت إلى الأراضي السورية مؤخرا، ليصل بذلك إجمالي عدد الفرق المنتشرة هناك إلى 16 فريقا»، مشيرا إلى أنه «سيتم تعزيز بعثة المراقبين بأعداد إضافية، فضلا عن تزويدهم بكافة التجهيزات اللازمة التي تيسر القيام بعملهم خلال الفترة المقبلة».
وحول انسحاب مراقبين بالبعثة، قال الخضير «لم ينسحب أحد لكن هناك اثنين من المراقبين (احدهم جزائري والآخر سوداني) قد اعتذرا لأسباب صحية وسيذهبان إلى دولتيهما، وتمت الموافقة على الاعتذار»، لافتا إلى أنه «لا يوجد في البروتوكول أي مصطلح حول الانسحاب أو الاستقالة بل الاعتذار».
وعن مهمة البعثة ميدانيا الآن، أوضح الخضير أن «فرق المراقبين تواصل عملها في عدد من المدن، وهي دمشق وريف دمشق، وحماه، وإدلب، ودرعا، وحمص، وأضيف لها مدن أخرى هي دير الزور والقامشلي، إلى جانب اللاذقية التي حصل فيها الاعتداء على المراقبين وانسحبوا منها».
وحول مدى الحصول على تعهدات من قبل الحكومة السورية لعدم تكرار الاعتداءات على البعثة، قال الخضير «حصلنا على تعهدات من الحكومة السورية، وكان هناك تصريح من وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن الحكومة ملتزمة بالبروتوكول كما وقع».
وقال رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في دمشق الفريق محمد مصطفى الدابي ان «ما تحدث به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت للحقيقة بصلة». وأضاف إن «مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام، ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان، متعللا بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص».
وتابع الدابي أن «مالك قبل مغادرته دمشق بيوم طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس، وتمت الموافقة له، لكنه غادر قبل اتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره، ومن دون أن يسلم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص، ولم ينتظر استخراج تذكرة السفر، وسافر على حسابه الخاص». وأوضح أن «مالك حنث بالقسم الذي أداه، إلى جانب أن ما تحدث به، إنما يقع على مسؤوليته الشخصية، وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص». وكرر «دعوته وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في ما تنشر، وان تلتزم في رسالتها بالمنهجية والموضوعية».
وقال مالك، في مقابلة مع وكالة «رويترز» من الدوحة، إن «عددا من المراقبين انسحــبوا من سوريا أو ربما كانوا بصدد ذلك قريبـــا بسبب إخفاق المهمة في وقف القمع». وأضـــاف إن «بعثة المراقبين أعطـــت لهم الغطاء اللازم لتنفيذ أعمال مروعـــة أسوأ مما كان يحدث قــبل حضــور المراقبين».
ومنذ استقالته وجهت إلى مالك اتهامات نفاها بوجود علاقة وثيقة بينه وبين رئيس المجلس الوطني الانتقالي السوري برهان غليون. وكتب مالك كتابا بعنوان «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» يتناول المحـــاولات الإيرانية لدعم المتشددين في الجـــزائر. لكنه نفى أن يكــون قد حـــمل معه برنامجا خاصــا عندمــا ذهــب إلى سوريا.
وفي باريس، قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «أخذنا علما بهذه الاستقالات ودوافعها. نحن نحترم خيار كل شخص». وأضاف «اكثر من اي وقت مضى، يحتاج المجتمع الدولي الى مشاركة الجامعة العربية والتزامها لوضع حد للقمع في سوريا الذي اسفر حتى الآن عن كثير من الضحايا». واكد ان تسليم المراقبين تقريرهم في 19 كانون الثاني يشكل «لحظة حاسمة وينبغي ان يتيح هذا الامر للمجتمع الدولي الحكم على الوضع في سوريا ومدى تطبيق النظام خطة السلام. إن صدقيته إذاً حاسمة بالنسبة إلى مستقبل المنطقة».
شكلت السلطات السورية لجنة للتحقيق «في ظروف وملابسات» مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص أمس الأول 
وذكرت وكالة  (سانا) إن «الفعاليات الشعبية والأهلية والشبابية في محافظتي طرطوس وحماه واصلت إقامة المسيرات والنشاطات الوطنية تأييدا لبرنامج الإصلاح الشامل للوصول الى سوريا المتجددة والمتطورة التي رسم ملامحها الرئيس بشار الأسد».
ودعا المعارضون على موقع «فيسبوك» الى التظاهر اليوم تحت مسمى «جمعة دعم الجيش السوري الحر».
وذكرت «سانا» «استشهد 8 عناصر من قوات حفظ النظام اثر استهداف مجموعة إرهابية مسلحة سيارة مبيت كانت تقل عددا من عناصر قوات حفظ النظام قرب خان شيخون». وتابعت «استشهد طفل وأصيب شقيقه وشقيقته بانفجار عبوة زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة في بلدة حريتان بريف حلب».
المصدر: السفير+ وكالات 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...